التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

اصلاحات ابن سلمان تحول السعودية إلى عاصمة المخدرات الأولى في الشرق الأوسط 

حسب تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية تحولت السعودية إلى عاصمة المخدرات في الشرق الأوسط في ظل الانقلاب على المجتمع المحافظ الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان، حيث باتت السعودية بلداً جذاباً لتجار المخدرات، لأنها تسجل نسبة استهلاك كبيرة تزيد من الأرباح، ولا سيما على صعيد تجارة حبوب “الكبتاغون“.وقالت إن حجم مشكلة المخدرات في المملكة أصبح خطيراً جداً، حيث كشفت السلطات السعودية عن ثلاث عمليات تهريب متتالية وسريعة، وصادرت أكثر من 34 مليون حبة في شهر واحد فقط.

أصبحت عمليات إفراغ الكبتاغون، شأنا عاديا داخل السعودية. وتشير الأبحاث إلى أن الحبوب، صغيرة الحجم وسهلة الصنع، يتم إنتاجها بكميات كبيرة في سوريا ولبنان بدعم من الطلب السعودي. حيث أصبحت السعودية سوقًا مربحًا لتجار المخدرات، ولاسيما أنها تحتل المركز الأول في استهلاك المخدرات في المنطقة. ويقول تقرير للأمم المتحدة إن أكثر من نصف الكبتاغون المضبوط في الشرق الأوسط كان في السعودية. وهنا يُطرح تساؤل هل انتشار المخدرات يعد ظاهرة لا مفر منها في مسار الاصلاحات التي يتبناها ولي العهد محمد بن سلمان في ظل تأكيده على الانفتاح مع الغرب حيث يعد الشباب السعودي أكبر المتضررين من انتشار ظاهرة الادمان والجرائم التي تليه.

الكبتاغون القادم إلى السعودية

في ظل بادرة تعاون صادرت الحكومة السورية مؤخراً أكثر من نصف طن من الكبتاغون، وهو حبوب مخدرة مصنوعة من الأميثافيتامين، كانت مخبأة في شحنة معكرونة معدة للوصول إلى الرياض.

وبعد بضعة أيام صادرت السلطات السعودية أكثر من 30 مليون قرص من المخدرات مخبأة في بذور الهال المستورد، ثم أحبطت قوات الأمن الداخلي اللبنانية منتصف ديسمبر محاولة لتهريب أربعة ملايين حبة كبتاغون إلى الرياض عبر الأردن، مخبأة هذه المرة في أكياس القهوة.

وفي السعودية يمكن بيع الكبتاغون بسعر يتراوح ما بين 10 دولارات و 25 دولاراً للحبة الواحدة، ما يعني أن آخِر كمية تم ضبطها تصل قيمتها إلى 1.1 مليار دولار. وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بين عامي 2015 و 2019، كان أكثر من نصف إجمالي كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط، في السعودية.

لماذا يكثر تعاطي المخدرات بين الشباب السعودي

حسب فورين بوليسي، يندرج غالبية متعاطي المخدرات السعوديين في الفئة العمرية 12-22، فيما يستخدم 40 في المئة من مدمني المخدرات في السعودية الكبتاغون. ويقول المحلل السعودي، أحمد آل إبراهيم، إن أسعار المخدرات في السعودية أرخص بما يقارب 30 أو 40 في المئة من أماكن أخرى، مثل فرنسا أو أميركا او بريطانيا موضحا أن السعودية مستهدفة لكون 70 في المئة من سكانها ما دون 30 عاما.

ويعتقد بعض الباحثين أن الملل والقيود الاجتماعية هي السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات في المملكة وأن التغييرات الاجتماعية التي تمثل انقلابا، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات والحفلات الموسيقية، تسبب صدامًا ثقافيًا أدى إلى نتيجة غير مقصودة لارتفاع معدل تعاطي المخدرات.

ومع ابتعاد الشباب السعودي عن أسلوب الحياة الإسلامية والميل نحو الثقافة الغربية، والتي تقول إحدى المراجعات الأدبية أنها تروج لتعاطي المخدرات و “آثارها الرائعة” فإن تعاطي المخدرات سيزداد.

رغم ذلك تعتبر ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان في السعودية متجذرة حيث ترجع إلى عدة عوامل، أولها هي مسألة الثقافة الدينية والفكر الديني السلفي الوهابي، الذي أخذ عنده عقدة المرأة وربط كل المعاملات بين الناس رجالاً ونساءً في التجارة في المدرسة في أي قطاع من القطاعات في مسألة العلاقة بين المرأة والرجل بعقدة الجنس، وبالتالي ذهب إلى أشياء وفتاوى متطرفة جداً جداً ضد المرأة وحاصرها. وهذا الفكر المشبوه بداية والمنحرف وضع الإسلام في قالب ضيق غير منفتح مع أن الإسلام دين حواري وانفتاحي.

الأمر الآخر هي مسألة البطالة في السعودية نتيجة مع كل الغنى والميزانية المرتفعة وعائدات النفط فإن هذا ليس لمصلحة الشعب السعودي فالبطالة متفشية بين الشباب.

المسألة الثالثة العمالة الوافدة وخاصة من الدول التي لا تدين بالإسلام او تدين ببعض المعتقدات الأخرى التي لا تحرم الشراب أو الكحول أو المخدرات، فتنقل عاداتها وثقافتها وتقاليدها وسلوكياتها إلى السعودية، وبالتالي يكون هناك شبه تلاق ثقافي وسلوكي مع السعوديين. الأمر الأهم هو أن السلطة تمنع العمل الحزبي والنقابي والثقافي والترفيهي وتبعد الناس عن السياسة حتى تضمن بقاء عرشها واستمراريته، فتدفع هؤلاء الشباب نتيجة غياب الطموح في أن يكون فاعلاً في المجتمع أو في الحكومة فيتجه إلى تصريف كل هذا التعبئة الداخلية وهذا الحقد وهذا الاحتجاج الذي لا يستطيع أن ينفس عنه نتيجة القمع، فيذهب إلى الهروب من الواقع علّه يجد في المخدرات والإدمان نوعاً من التعويض النفسي عما يشعر به من ظلم ومن إحباط ومن حصار اجتماعي ومادي ومعيشي، حيث يرى خبراء في الشأن السعودي أن محاولات إبعاد الشباب السعودي عن العمل السياسي و قمع حرية التعبير والرأي في السعودية له شأن كبير في انتشار ظاهرة إدمان المخدرات، فالشباب السعودي يشعر بالإحباط حين يرى أن آل سعود و العائلة المالكة و أبناءهم و أحفادهم يصادرون البلاد و مقدراتها لمصالحهم الشخصية بالتالي لا طموح لهذا الشباب في بلاده حيث جعلت هذه الأمور مجتمعة المواطن السعودي معتقلا في مملكة اسمها المملكة السعودية ليس له مردود من الثروة الوطنية، ليس له طموح سياسي وليس له موقع اقتصادي. وقد تحدثت وسائل اعلامية عن جريمة شهدتها السعودية في نيسان الماضي حيث قام رجل في المنطقة الشرقية بإضرام النار في منزل عائلته قُبيل وجبة الإفطار في رمضان، ما أدى إلى مقتل 4 منهم. وحينها أكدت وسائل إعلام سعودية أن الجاني كان تحت تأثير جرعة زائدة من المخدرات.

وعلى الرغم من تضاعف الطلب على الكبتاغون في المملكة، إلا أن ذلك لم يقلّل من الطلب على القنّب (الحشيش)، والقات وتكمن المشكلة في القبول الثقافي للقات و القنب في البلاد لدرجة أن العديد من الشباب السعودي يعتقدون أن المخدرات مقبولة في الإسلام. ويُعدّ إعلام الناس بالآثار الضارّة التي تسببها المخدرات، تحدياً صعباً للسلطات السعودية، والأكثر صعوبةً هو محاربة القبائل ذات العلاقات الجيدة التي تحصل على أكياس مليئة بالمال، لتسهيل مرور المخدرات، وتوزيعها.

من جهة أخرى تعد السعودية “سوقاً مغرية” لتجار المخدرات، نظراً للكثافة السكانية العالية، ولموقعها الجغرافي، ولا سيما حدودها البحرية الطويلة، كما تعتبر السعودية وبقية دول الخليج الأغنى عربياً، ومن ثم فإن تجارة المخدرات ستكون رابحة هناك من وجهة نظر المهربين.

الجماعات الارهابية و الكبتاغون

شكلت تجارة الكبتاغون مصدر عائدات مهما بالنسبة للكثير من المجموعات التي شاركت في الحرب في سوريا منذ 2011. حيث يعد الكبتاغون أحد أكثر المواد المخدرة شعبية في الشرق الأوسط، لدى الجماعات الإرهابية المتطرفة. دائما كان يضبط مع الجماعات الإرهابية مخدر الكبتاجون، وهم يتعاطونه لأنه يسبب شراسة في ردود فعل متعاطيه، ما يفسر هدوء الفرد الداعشي أثناء ذبح وقتل وقطع رؤوس ضحاياهم، أو إحراقهم أحياء، أو التمثيل بجثثهم، وهي الجرائم التي لا يسلم منها أطفال أو نساء أو شيوخ، وينفذها الإرهابيون بدم بارد ونقلت صحيفة “روسيسكايا جازيتا” الروسية عن المراسل الحربي الإيطالي “جانو ميكاليسين” قوله إن تناول المنضمين للميليشيات المسلحة الكبتاجون يكسبهم إحساسًا زائفًا بالنشوة والشجاعة، ويشجعهم على القسوة. وحسب السلطات السورية، فإن مصانع الكبتاجون موجودة في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، وخاصة تلك القريبة من الحدود مع تركيا.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق