التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

حزب الله وحماس والجهاد يداً بيد.. “إسرائيل” في ورطة 

أربكت اللقاءات التي جمعت الأمين العام لحركة الجهاد الإسلاميّ، زياد النخالة، بالأمين العّام لحزب الله، حسن نصر الله، والاجتماع الآخر الذي عقده الأخير مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الكيان الصهيونيّ وجعلته قلقاً بلا شك كما تقول الوقائع، حيث كشف الإعلام الإسرائيليّ مؤخراً عن تصعيدٍ جديد مع المقاومة اللبنانيّة والمقاومة الفلسطينيّة، وخاصة أنّ “إسرائيل” باعتراف ضباطها –في وقت سابق- لن تكون قادرة على خوض حرب متعددة الجبهات على الصعيد العسكريّ أو حتى على صعيد الجبهة الداخلية، بل ستتعرض لضربة هائلة قد يقتل فيها الآلاف، وعلى الرغم من تجاهل الإعلام العبريّ اجتماعات أطراف المقاومة، إلا أنّ جنرالات صهاينة اعتبروا المستجدّات الأخيرة تشير بشكل واضح وصريح إلى تنسيقٍ لتصعيدٍ أمنيّ ربما يكون وشيكاً في الضفّة الغربيّة، الداخل الفلسطينيّ، غزّة ولبنان، في ظل إجماع كامل على احتماية وقوع خطر كبير في الضفّة الغربيّة المُحتلّة يتجسد بانتفاضة عارمة تقلب الطاولة على الساحة الفلسطينية.

قلقٌ إسرائيليّ عارم

وصف المُستشرِق الإسرائيليّ وضابط الاستخبارات السابق لدى العدو، يوني بن مناحيم، صلاح العاروي بـ “رأس الأفعى” في حركة المقاومة حماس، وتحدث أنّ علاقةً وطيدةً جدًا تربطه بقائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، لافتًا كذلك إلى أنّه في الـ24 من شهر نيسان/ أبريل المنصرم، تمّ إطلاق قذيفةٍ من الأراضي اللبنانيّة باتجاه منطقة الجليل الغربيّ في شمال الأراضي الفلسطينيّة التي يسيطر عليها العدو الإسرائيليّ، وردّت قوات الاحتلال بإطلاق قذائف مدفعيّةٍ باتجاه مناطق في جنوب لبنان، معتبراً حسب تقديرات بعض كبار المسؤولين الأمنيين في الكيان، أنّ إطلاق القذيفة تمّ من قبل نشطاء تابعين لفرع حماس في لبنان، وأنّ العملية تلك خرجت إلى حيّز التنفيذ بمُصادقةٍ من قبل المقاومة اللبنانية لتوجيه رسالة للكيان الغاصب مفادها بأنّها في مواجهة معه على عدّة جبهات فلسطينيّة موحدّة كهيئة واحدة للدفاع عن المسجد الأقصى ومخيّم اللاجئين في جنين.

وإنّ اللقاءات بين أطراف عدّة في “محور المقاومة” جاءت عقب فترة قصيرة من العدوان الصهيونيّ على قطاع غزّة، والذي أطلق عليه الفلسطينيون اسم “وحدة الساحات”، كما أنّها تأتي في توقيت حرجٍ للغاية، إذْ إن الكيان الغاشم يحذِّر من احتمال اندلاع تصعيدٍ عسكريٍّ مهما كان بسيطاً على خلفية نية تل أبيب استخراج الغاز الفلسطينيّ المنهوب من المساحة المتنازع عليها في البحر الأبيض المتوسّط قبل التوصّل إلى ترسيم الحدود البحرية من خلال الوسيط الأمريكيّ.

وفي هذا الإطار، أوضح ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، مؤخراً، أنّ اندلاع أيّ معركةٍ مع الكيان ستكون فصائل المقاومة والشعب الفلسطينيٍّ معنيون بها بالمشاركة والمساهمة، باعتبار أنّ الاحتلال الصهيونيّ العسكريّ متواجد على أرض فلسطين المسلوبة وهم أصحاب هذه الأرض، وقد أشار بشكل صريح إلى أنّ حزب الله وحده قادر بقدراته العسكريّة المتطوّرة على خوض معركته وحده، لكنّ غزّة معنية بإشعال جبهتها أيضًا.

من ناحية أخرة، إنّ قلق الاحتلال الصهيونيّ ينبع أيضاً من مسألة أنّ تؤثر اجتماعات المقاومة في لبنان وفلسطين على تهديدات العدو باستهداف قيادة وكوادر الفصائل الفلسطينية في الخارج، وهو ما قابله الأمين العام لحزب الله بموقف واضح، حيث شدّد على أنّ “أيّ اعتداء على أيّ مسؤول فلسطينيٍّ في لبنان لن يبقى دون عقابٍ وردٍّ”.

خيبة عسكريّة

في ظل اعترافات القيادات الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة بأنّ جيش العدو يعاني من ترهل بشري وعسكري، سيشكل عائقاً في تحقيق الانتصار في حرب متعددة الجبهات، ويعرض قوات العدو لانتقادات شديدة حول تردي مستوى الجيش ووجود سلسلة من المشاكل وخاصة في سلاح البر، ناهيك عن المشكلات على المستويات اللوجستية والتكنولوجيّة والتنفيذيّة، وبالأخص معضلة الثقافة التنظيمية، وهي مشكلة عميقة لم يتم التطرق إلى محاولة حلها حتى، يشير الجنرال احتياط، إيال بن رؤوفين، الذي شغل منصب نائب قائد المنطقة الشماليّة في جيش الاحتلال في تصريح للإعلام العبريّ، حول قضيّة التنسيق بين حماس والجهاد الإسلاميّ مع المقاومة اللبنانيّة أنّ قوات الاحتلال تقوم بالاستعداد لخوض الحرب على جبهتين، الأولى في الشمال ضدّ حزب الله، والأخرى في الجنوب ضدّ المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.

وبالتزامن مع حديث الجنرال الإسرائيليّ عن إجماع محور المقاومة حول النظرة المُتوافقة بالنسبة للكيان الإسرائيليّ، وإعرابه عن قلقه من التنسيق بين (حزب الله) والمقاومة الفلسطينيّة، يزداد الوضع في جيش العدو سوءاً بالتزامن مع سياسة الصمت المتبعة من قبل الضباط في كل الوحدات، وعدم إظهار الواقع السيء في الجيش كما هو على المستوى السياسي، فيما تؤكد تقارير أنّ الجنود الصهاينة يهملون أسلحتهم بعد التدريبات، ولا يقومون بصيانتها حتى، فيما لا يتم استغلال أفضل الوسائل التكنولوجية.

“يتعيَّن على إسرائيل مراقبة هذه الأمور”، رسالة للقيادات الصهيونيّة التي استخدمت في حرب الثلاثة عشر يوماً على غزة معظم طائراتها المقاتلة تقريباً، وقصفت على مدار ساعات الليل والنهار ولمدة 11 يوماً وأسفر ذلك عن سقوط أكثر من 275 شهيداً فلسطينياً، نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقارب 9000 آخرين، ناهيك عن الخراب الذي خلّفه العدوان الغاشم، عبر مئات الطلعات الجوية ومئات الطائرات بتكلفة مليارات الشواكل على منطقة صغيرة، ورغم ذلك لم تتمكن من وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون حتى ساعة وقف إطلاق النار، حيث واصل مجاهدو حماس والجهاد الإسلامي إطلاق الصواريخ والقذائف كأنه لم يحدث شيء على الإطلاق، ويبدو أنّهم كانوا قادرين على الاستمرار بذلك لزمن طويل، حسب تعبير ضباط صهاينة.

وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم، استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وحدها أن تحقق انتصاراً كبيراً في المواجهة مع العدو، كما يشير محللون وخبراء صهاينة إلى أنّ الفصائل الفلسطينية تمكنت من شل نصف “إسرائيل”، إضافة إلى تحييد “القبة الحديدية” والقنابل الذكية، وأوصلت الوضع إلى حافة حرب شاملة، حيث إنّ ما بدأ في القدس امتد إلى الضفة الغربية المحتلة وإلى مناطق عرب الـ 48، كما أن الإعلام الإسرائيلي بات يصف دور القبة الحديدية التي كان الكيان يتغنى بها بـ “ذر الرماد في العيون” منذ ذلك الحين، مع تقليله من فاعليتها، ويضيفون إلى أنّها ستكون دون جدوى أمام 250 ألف صاروخ قد توجه إلى الأراضي الفلسطينية المسلوبة، حيث يعترفون أنّ الكثير من صواريخ المقاومة ذات دقة إصابة عالية، وذات مدى بمئات الكيلومترات، وقادرة على حمل رؤوس متفجرة تزن مئات الكيلوغرامات.

أيضاً، تعترف “إسرائيل” بخشيتها الكبيرة من نشاط حزب الله السريّ، ويقول ضباطها”مَنْ يُجيد فنون القتال، لا يجهّز نفسه في مواقع كبيرة، إنّما العكس من ذلك، يقوم بإخفاء نفسه، كي لا يكون في الفرصة الأولى هدفًا، وفي المرّة الثانية سيحاول أن يفاجئ، وحزب الله تمكّن من مفاجأة الجيش الإسرائيليّ حتى قبل اندلاع حرب لبنان الثانية في العام 2006″، وفقاً للجنرال الإسرائيليّ بن رؤوفين.

اعترافات كثيرة

في ظل التهديدات الكبيرة التي تواجه الاحتلال الإسرائيليّ ومصيره على الأرض الفلسطينيّة وفي المنطقة –باعتباره يحتل أراضٍ سوريّة ولبنانيّة-، طغى على لسان المحللين الإسرائيليين في الفترة الماضيّة الحديث عن نهاية “إسرائيل”، حيث نشر “إسحاق بورك”، ضابط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي ورئيس قسم الشكاوى العسكرية السابق بالجيش، مقالاً في صحيفة “هآرتس” الصهيونية، قبل مدّة، شدد فيها على عدم قدرة “إسرائيل” على الدخول وعدم كفاءة القوات البرية للقوات الإسرائيلية، وأضاف إنّ سلاح جو العدو غير جاهز لأيّ حرب وشيكة، بعد أن أظهرت “إسرائيل” ضعفاً كبيراً على المستويين الداخليّ والخارجيّ وفقدت الردع تماماً عقب مرحلة من الهزائم المتتاليّة، وبالأخص بعد الحرب الهمجيّة الأخيرة التي شنّتها الآلة العسكريّة للكيان على غزة.

وكما تقول الوقائع، أصبح الكيان الإسرائيليّ عاجزاً وغير مستعد لمواجهة الكارثة التي ستقع عليه في أي حرب مقبلة، وبالفعل يعترف الصهاينة بحقيقة ذلك ويعتقدون أن “إسرائيل” ستضطر إلى الدخول في حرب في المستقبل غير البعيد ويمكن أن توصل إلى نهاية الكيان، حيث انحنت “إسرائيل” على ركبتيها طوال عقد ونصف العقد أمام المقاومة التي تؤكد بأنّها لن تسمح للكيان الصهيونيّ الغاشم بالاستفراد بفلسطين، وقد استطاعت المقاومة مراراً الانتصار على الكيان الإرهابيّ في عدة حروب، وأذلت ناصية العدو الصهيونيّ المعتدي الذي أثقب مسامعنا بأنّه “لا يقهر”.

“جيش العدو غير مستعد أبداً لدخول الحرب القادمة، وهذا ينطبق على القوات البرية للجيش”، هذا ما صرّح به ضباط الكيان، في ظل عدم وجود رغبة لدى وزارة الداخلية الإسرائيلية بالحرب، ناهيك عن أنّ سلاح الجو الإسرائيلي أثبت عدم قدرته على مواجهة الصواريخ والقذائف التي يتم إطلاقها على القواعد العسكرية، حيث إنّ الكيان فقد الردع تماماً، في وقت تستمر فيه المقاومة في تفوقها ونضالها ضد المحتلين، ولن تأبه أبداً –حسب قولها- من أيّ خطوة إسرائيليّة باعتبار أن المقاومين باتوا يملكون مفاتيح اللعبة وأصبحوا في قوة رادعة للغاية، والأدلة كثيرة.

ومع تراجع مستوى جاهزية الكيان وهزيمة خططه بما يشكل خطراً وجوديّاَ عليه، فشل جيش العدو في التجنيد والحشد من جهة وتآكل وتقلص دور القوات البريّة في الحروب الدائرة من جهة أُخرى، وقد تحدث الإعلام العبريّ كثيراً عن الإقالات والتعيينات العديدة على مستوى القائد العام للجيش الصهيونيّ، وبين وجود علاقة مباشرة بين أداء وهزيمة مسؤولي الجيش الإسرائيلي وإقالتهم وتنصيبهم، مؤكّداً أنّ الأخطاء التي يرتكبها المسؤولون الإسرائيليون قد تؤدي بـ “إسرائيل” إلى مواقف حرجة للغاية، وإنّ الأزمات التي لا يمكن تجنبها هي الأخطاء نفسها التي ارتكبها جيش العدو منذ عام 1973، أيّ تاريخ حرب التحرير التي شنّتها كل من مصر وسوريا في وقت واحد على محتل أراضيهم.

نتيجة لكل ذلك، إنّ قناعة “إسرائيل” بوحدة دول محور المقاومة يجعلها في قلق دائم من “حرب ذات اتجاهات متعددة” في الداخل والخارج، لأنّها باعتراف جنرالات العدو ستكون مأساوية بشكل لا يمكن تخيله، فإضافة إلى عشرات آلاف القتلى سيشمل الدمار البنى التحتية الاستراتيجية، الكهرباء والماء والغاز والوقود وقواعد سلاح الجو والبُنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية ومؤسسات الحكم وغيرها، فيما ينصح جنرالات العدم بعد اتخاذ قرار في أي حرب، لأن الوضع الحالي لا يسمح للجيش الإسرائيلي بالقتال حتى على جبهتين في الوقت نفسه، في حين أن الحرب الإسرائيلية المقبلة من المحتمل أن تكون على أربع جبهات.

إضافة إلى ذلك، تتراجع القوة العسكرية والكفاية الماديّة لجيش العدو، بسبب التدريب غير الكافي للجنود في الجيش الإسرائيلي، وعدم القدرة على حماية الأسلحة في المستودعات، وتسريح آلاف الجنود، وفقدان المهارات المهنية للجنود والقادة وخاصة في الاحتياط، ناهيك عن أنه لا يوجد اهتمام مهني في الجيش الإسرائيلي بالأسلحة على الأرض، سواء من حيث التصميم أو الصيانة أو الإصلاح، في حالة حدوث أضرار أو مشاكل فنية، وإن هذا قد يؤدي إلى الهزيمة في أي حرب إسرائيلية مستقبلية، وسيفقد الكثيرون حياتهم، وهذا تحذير جديّ من كارثة عسكريّة حقيقية لكيان الاحتلال الباغي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق