التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

سيناريو سيطرة حزب الله على الجليل ومحاولة الکيان الإسرائيلي إجبار المستوطنين على الفرار 

الکيان الصهيوني، الذي يعتبر نفسه إحدی القوى العظمى في العالم على المستوى العسكري والتقني ويتمتع بدعم غير محدود من الولايات المتحدة، لم يجرؤ حتى على إطلاق رصاصة واحدة على لبنان منذ عام 2006.

هذا الکيان وبعد عدم قدرته على مواجهة حزب الله، يطالب مجلس الأمن بالتحرك ضد المقاومة اللبنانية، هذا على الرغم من أن الکيان الإسرائيلي نفسه لا يتمتع أساسًا بالشرعية الدولية، ومنذ عام 1948 عندما احتل الأراضي الفلسطينية، فإنه لم يلتزم بأي من قرارات مجلس الأمن.

في غضون ذلك، اعترف مسؤولون سياسيون وأمنيون كبار في الکيان الصهيوني، بأن معادلة الردع لدى حزب الله حالت دون اندلاع حرب جديدة بين الجانبين منذ الحرب الثانية بين الکيان الإسرائيلي ولبنان عام 2006، ويؤكدون أنه عاجلاً أم آجلاً ستندلع حرب ثالثة مع حزب الله، وفي ذلك الوقت ليس من الواضح ما هي السيناريوهات التي ستواجهها “إسرائيل”.

كما أن السيناريو الأكثر خطورةً بالنسبة للکيان الإسرائيلي في حال وقوع مثل هذه الحرب، أولاً وقبل كل شيء، يتعلق بسيطرة حزب الله على منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة.

وحسب معلومات المؤسسات الرسمية للکيان الصهيوني، فإن 85٪ من سكان منطقة الجليل هم من العرب، و15٪ فقط من اليهود. وبالتالي، من المحتمل أنه في حال اندلاع صراع عسكري جديد مع حزب الله اللبناني، فإن عرب منطقة الجليل سينضمون أيضًا إلى حزب الله.

من ناحية أخرى، كشف التلفزيون الصهيوني مؤخراً في تقرير، أن مجلس الوزراء الإسرائيلي خطط لإخلاء واسع النطاق للإسرائيليين المقيمين في المستوطنات الشمالية ونقلهم إلى المناطق الوسطى. لأنه في حال تصاعد التوترات وبدء الصراع العسكري مع حزب الله، سيضطر حوالي 20 ألف مستوطن إسرائيلي إلى الفرار من المناطق الحدودية.

كما صممت وزارة الحرب التابعة للكيان الصهيوني، برنامجًا لتدريب المستوطنين في شمال فلسطين المحتل على الفرار إلى المستوطنات الوسطى.

وفي هذا الصدد، تحدث “أفيغدور ليبرمان” وزير حرب الکيان الصهيوني عام 2018، عن خطة بعنوان “درع الجبهة الداخلية” لزيادة الإجراءات الأمنية في الجبهة الداخلية لفلسطين المحتلة، في حال نشوب أي حرب مع المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية أو حتى مع سوريا وفصائل المقاومة الأخرى في المنطقة.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية في هذا الصدد، أن هذه الخطة تم اقتراحها في مجلس الوزراء الأمني ​​والسياسي في “إسرائيل”، ويرتبط تنفيذها بالفترة من 2019 إلى 2030.

وفيما يتعلق بهذا الأمر، وصف شمعون شبيرا، المستشار العسكري لرئيس الوزراء السابق في کيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، سيناريو سيطرة حزب الله على منطقة الجليل على النحو التالي:

– في البداية، يسيطر اللواء الأول من وحدة “رضوان” الخاصة في حزب الله، بعد مروره بمنطقة رأس الناقورة في جنوب لبنان، على بلدة “نهاريا” أو أجزاء منها. وحسب المعلومات التي يمتلكها حزب الله، فإن الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية في هذه المنطقة قليلة للغاية، ولا توجد خطة عسكرية خاصة يمكن أن تمنع حزب الله من السيطرة على بلدة نهاريا.

وبالتزامن مع تقدم حزب الله، تصل إلى نهاريا مجموعة قوامها 150 جندياً من اللواء الأول لوحدة رضوان، بواسطة زوارق سريعة يملكها حزب الله. ومهمة هذه القوات هي أسر عدد من جنود الاحتلال لمنع أي هجوم من قبل الجيش الإسرائيلي على قوات حزب الله.

– في المرحلة الثانية، يسيطر اللواء الثاني من وحدة رضوان التابعة لحزب الله على مستوطنة “شلومي” في الشمال التي يبلغ عدد سكانها 6500 نسمة، وتقع على بعد 300 متر من الحدود اللبنانية. والهدف من هذه العملية هو قطع وسائل تقديم المساعدة للجيش الإسرائيلي.

– للواء الثالث من وحدة رضوان مهمة الوصول إلى مستوطنة “کرمئیل” غرب الجليل، وهي الطريق الذي يربط شمال إسرائيل(فلسطين المحتلة) بالجنوب، وسيطرة حزب الله على هذه المنطقة تمنع السير من مدينة عكا الى مدينة صفد.

– اللواء الرابع من وحدة رضوان يسيطر على مستوطنات المالكية وراموت نفتالي وبيتاح، حتى لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عمليات عسكرية ضد لبنان من هذه المناطق.

– اللواء الخامس من وحدة رضوان سيعمل كقوة احتياطي إستراتيجي، سيُعهد إليه بمهام خاصة.

– قام اللواء السادس من وحدة رضوان التابعة لحزب الله، بحفر أنفاق لنقل عدة مئات من الجنود إلى مناطق مختلفة.

شمعون شبيرا وهو من كبار الخبراء المختصين بشؤون حزب الله ويراقب هذا الحزب وأعماله، قال خلال حوار مع صحيفة “هآرتس”: لقد كشف السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، لأول مرة العام الماضي، أن 100 ألف مقاتل تحت إمرته.

وأضاف: “يظهر هذا الكشف من قبل نصر الله عن قدرة عالية له ولحزب الله على جذب العناصر العسكرية، ويجب أن نتذكر أنه في الحرب القادمة مع حزب الله، ستواجه إسرائيل وحدةً عسكريةً كبيرةً من مجموعات المقاومة الأخرى في المنطقة؛ مجموعات نظمت خلال الحرب السورية.”

في السياق نفسه، وفي إشارة إلى خطاب السيد حسن نصر الله عام 2012 للسيطرة على منطقة الجليل، قال “عومر دوستيري” كبير الباحثين في مركز الأمن الداخلي للکيان الصهيوني: “جهود حزب الله لحفر الأنفاق على الحدود مع إسرائيل(فلسطين المحتلة)، هي خطوة أخرى في خطط هذا الحزب للسيطرة على الجليل. كما يجب على إسرائيل النظر في حفر هذه الأنفاق في سياق التقدم العسكري لحزب الله، وخاصةً مشروع الصواريخ الدقيقة.”

كما أعلن المستشرق الصهيوني “آفي إيساكاروف” في مقال نشره موقع “والا” العبري، أنه إضافة إلى حفر الأنفاق، لدى حزب الله العديد من الكوماندوز الذين يمكنهم عبور الحدود اللبنانية، واستهداف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية في الشمال.

کذلك، ورد في دراسة نشرتها مجلة “معراخوت” الصهيونية، بأن الجيش الإسرائيلي خلص في تقديراته إلى أن حزب الله قد يرغب في تقصير مدة الحرب من خلال إثبات قدراته على الأرض، أو مواصلة الصراع بهجمات مفاجئة.

شيمون شابيرا الباحث البارز في شؤون حزب الله، وفي مقال أعده عن مخطط الحزب للسيطرة على الجليل، يؤكد أن المخطط الأساسي لحزب الله لهذا الغرض رسمه قبل سنوات “عماد مغنية”(القائد الشهيد للفرع العسكري لحزب الله)، وحفر الأنفاق هو استراتيجية على غرار كوريا الشمالية ستغيِّر أهداف الحرب.

وأضاف: إن الخطة العملياتية لحزب الله تتضمن خلق قدرة على إطلاق صواريخ واسعة النطاق باتجاه المناطق السكنية الإسرائيلية والمنشآت الاستراتيجية في حيفا والشمال وتل أبيب والوسط، وحتى ديمونا في الجنوب. وهذه الظروف تجعل الدوائر العسكرية والسياسية الإسرائيلية تركز كل اهتمامها على مواجهة صواريخ حزب الله هذه، وفي النهاية يمكن لهذا الحزب أن ينفذ بسهولة خطته للسيطرة على الجليل.

في 16 شباط 2011، أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، لأول مرة على تحرير منطقة الجليل في حال مغامرة الکيان الصهيوني في جنوب لبنان، الأمر الذي أرسى الأساس لاستراتيجية جديدة للمقاومة ضد الكيان الصهيوني.

وبخصوص منطقة الجليل الاستراتيجية، فلا بد من القول إن هذه المنطقة لها أهمية خاصة تاريخياً ودينياً وجيواستراتيجياً.

من الناحية الجيواستراتيجية، تتكون منطقة الجليل من جزأين، الأعلی في الشمال والأسفل في الجنوب. تغطي منطقة الجليل الأعلى مرتفعات تصل من الشمال إلى جبال جنوب لبنان، ومن الشرق إلى بحيرة طبريا ومرتفعات الجولان، ومن الغرب إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​وموانئ حيفا وعكا، ومن الجنوب إلى الجليل الأسفل.

وتعدّ المياه العذبة لبحيرة طبريا والأنهار المحيطة بها والسيطرة علی مرتفعات الجولان ووادي مرج ابن عامر وموانئ حيفا وعكا، من السمات الجيوستراتيجية لهذه المنطقة.

كما أن قسمًا كبيرًا من سكان منطقة الجليل وجنوبها، أي مدينة الناصرة، هم من العرب الذين يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948، ودخول هذه الإمكانات في محور المقاومة سيجعل الأمر صعبًا جدًا على الكيان الصهيوني.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق