بكشف النقاب عن سفينة “الشهيد سليماني” للحرس الثوري الإيراني… السفن الإيرانية جاهزة لحمل الصواريخ الباليستية
– في أحد الأحداث المهمة للصناعة الدفاعية والقوات المسلحة الإيرانية، تمت إضافة سفينة “الشهيد سليماني” الحربية إلى معدات التنظيم القتالي التابع للبحرية الإيرانية، في حفل حضره اللواء باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية.
بالطبع، قبل هذا الكشف والالتحاق، أعلن قائد البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن سفنًا حديثةً وجديدةً ستنضم إلى هذه القوة هذا العام، حيث تقوم القوات المسلحة ببناء سفينة “الشهيد سليماني” التي يبلغ طولها 65 متراً، وتقوم شركة قائمة على المعرفة ببناء سفينة أخرى.
تم الكشف عن سفينة “الشهيد ناصري” في السنوات الماضية، والآن مع الکشف عن سفينة “الشهيد سليماني”، وسفينة “الشهيد أبو مهدي” في المستقبل القريب، من الواضح أن صناعة الدفاع الإيرانية، وخاصةً البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، قد حققت إتقانًا تامًا في التصميم الجديد في المظهر والجسم. ووجود مثل هذه النظرة الثورية ضرورية لتحقيق زيادة سريعة وكبيرة في القوة القتالية، وخصوصاً في الساحة البحرية مع تعقيداتها الخاصة.
تاريخ بناء جيل جديد من السفن في الحرس الثوري
أدت مبادرة الحرس الثوري الإيراني في بناء سفن نصف ثقيلة وثقيلة في الخطوة الأولى، إلى بناء سفينة “الشهيد ناصري” وإطلاقها في عام 2015. وبطول 55 مترًا وعرض 14 مترًا وارتفاع 13 مترًا، يمكن لهذه السفينة زيادة المدى التشغيلي لهذه القوة بعدة آلاف من الكيلومترات.
اعتمدت هذه السفينة طريقةً خاصةً في تصميمها، وهي قادرة على الإبحار بسرعة عالية دون الانقلاب، وذلك من خلال الاستقرار المناسب في البحر وحتى في الظروف الجوية غير المواتية.
بشكل عام، يتم تقسيم بناء هيکل السفن إلى فئتين: الهيكل الأحادي أو “monohull” والهيكل المتعدد أو “multihull”، وتتضمن كل فئة من هاتين الفئتين عدة نماذج.
نموذج الهيكل المتعدد، والذي يتكون من جسمين أو أكثر، ينقسم إلى فئات مختلفة بناءً على عدد الأجسام وتكوينها وشكلها وحجمها، بما في ذلك القطمران(مزدوج البدن)، تريماران(ثلاثة أجسام)، كوادريماران(أربعة أجسام) وبنتاماران(خمسة أجسام).
يتكون القارب مزدوج البدن من جسدين منفصلين متصلين ببعضهما البعض بواسطة جسم متوسط. وعلى عكس القوارب أحادية الهيكل التي تستخدم صهاريج الصابورة لإنشاء توازنها، في سفن كاتاماران، من أجل تثبيت الجسم في الماء، يتم استخدام المسافة المستعرضة بين الجسمين، وكلما زاد هذا العرض، كلما كان أكثر ثباتًا.
والميزة الأخرى المهمة لهذا النوع من التصميم، هي القدرة على الإبحار في المياه الضحلة للغاية، ربما مترين أو أقل. وتمكن هذه القدرة للسفينة الجديدة الوحدات البحرية في الحرس الثوري الإيراني من التحرك بسرعة عالية في مناطق قريبة جدًا من الساحل، وإطلاق النار من أي نقطة تقريبًا.
ومن بين المزايا الأخرى لاستخدام هذا التصميم، الاستقرار العرضي في المياه الهادئة، ومقاومة هيدروديناميكية مناسبة، واستقرار دائم وتوازن ديناميكي بسرعة عالية، وقدرة تحميل أعلى مقارنةً بالوزن والحجم، وتوزيع تأثير الضرب على السفينة، مما يقلل الضغط على الجسم ويزيد من عمره مقارنةً بالنماذج العادية.
مع الأخذ في الاعتبار أن السفن سريعة الحركة كانت الأولوية الرئيسية لهذه القوة في الحرب السطحية منذ بداية تشكيل بحرية الحرس الثوري الإيراني، ودخلت النماذج الأحدث من السفن القاذفة للصواريخ عالية السرعة إلى التنظيم القتالي للحرس الثوري الإيراني على مدار السنوات الماضية، فإن أعداء إيران سعوا إلى أساليب مختلفة لمواجهة تكتيك الحرس الثوري الإيراني هذا.
ومع ذلك، فإن تطوير السفن القاذفة للصواريخ باستخدام تصميم ثنائي الهيكل، يمكن اعتباره أحدث خطوة إيرانية ومفاجأة في رقعة الشطرنج البحرية في الخليج الفارسي والمياه البعيدة.
لماذا يعتبر نظام الدفاع العائم الجديد للحرس الثوري الإيراني مهمًا؟
كما أعلن اللواء باقري خلال كشف النقاب عن السفينة الجديدة للحرس الثوري الإيراني، فإن سفينة “الشهيد سليماني” هي أول سفينة قتالية في جمهورية إيران الإسلامية، مزودة بمزيج من أنظمة الدفاع الجوي ذات الإطلاق العمودي وقصيرة المدى ومتوسطة المدى.
تجدر الإشارة إلى أنه في مجال الصواريخ الدفاعية، حتى سنوات قليلة مضت، وبسبب نقص المساحة، لوحظ فقط الصواريخ المطلقة من على الكتف في سفن الحرس الثوري الإيراني.
ومع ذلك، فإن اختبار نظام “الثالث من خرداد” المتقدم على سفينة إمداد “الشهيد سياوشي”، وبعد ذلك رؤية هذا النظام على سفينة “الشهيد رودكي” متعددة الأغراض، أظهر أن أنظمة الدفاع الجوي المحلية التابعة للحرس الثوري الإيراني ستنضم بسهولة إلی سفن البحرية الإيرانية.
ولهذا، يعتبر اكتساب المعرفة لتصميم وبناء أنظمة الدفاع العمودية للسفن إنجازًا مهمًا لصناعة الدفاع الإيرانية. بالطبع، تُظهر نظرة على بنية أنظمة الإطلاق العمودي متعددة الأغراض في بلدان مثل روسيا وأمريكا، أنه من الممكن استخدام مجموعة من الصواريخ المختلفة في كتلة إطلاق عمودي.
إضافة إلى ذلك، يتم أيضًا تثبيت أنواع من صواريخ كروز في السفن الجديدة على شكل إطلاق عمودي، لزيادة عدد الصواريخ المتاحة للعمليات الهجومية. مثل سفن “بويان” في البحرية الروسية، التي أطلقت صواريخ كروز هجومية برية عمودية من بحر قزوين على أهداف في سوريا.
إن إضافة هذه القدرة في سفن مثل “الشهيد سليماني” أو نماذج مطورة لها – في حال تطوير صواريخ كروز ذات الإطلاق العمودي في إيران – يمكن أن تعطي هذه السفن تأثيرًا استراتيجيًا.
في الواقع، يؤدي الإطلاق العمودي للصواريخ وتجهيزها بالرادار في جميع الاتجاهات، إلى الحفاظ على سرعة الاستجابة المثلى للنظام للتهديدات المتزامنة من مختلف الاتجاهات.
في الواقع، في الإطلاق العمودي، يتم إزالة الوقت اللازم لتحويل المشغل نحو أهداف مختلفة للطلقات المتتالية من عبء العمل على النظام. بدلاً من ذلك، من الصعب تصميم وبناء الصواريخ ذات الإطلاق العمودي، ويبدو أنه بعد نظام “باور 373″، الذي كان أول نظام دفاع جوي عمودي لإيران، ذهب الخبراء الإيرانيون إلى تطوير مثل هذه الصواريخ في أنظمة أخرى، ولحسن الحظ فقد بدوا أيضًا ناجحين.
وتجدر الإشارة إلى أنه في المساحة المحدودة للسفن الحربية، فإن الإطلاق العمودي للصواريخ، من نوع الدفاع الجوي أو أنواع صواريخ کروز، مطلوب من قبل المصممين، لأنه بهذه الطريقة يمكن وضع عدد أكبر بكثير من الصواريخ في السفينة.
إضافة إلى ذلك، فإن وجود دفاع صاروخي قوي في سفينة “الشهيد سليماني”، يسمح لها بالعمل في البحر في مواجهة عدو يمتلك قوةً جويةً، على مسافات تتجاوز تغطية أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية للجيش والحرس الثوري الإيراني المتمركزة على السواحل.
في الوقت نفسه، فإن نفس الكمية من الصواريخ تجعل سفينة “الشهيد سليماني”، بالإضافة إلى إمكانية الدفاع الذاتي الكافي، قادرةً على دعم مجموعة الزوارق عالية السرعة في العمليات الهجومية، وتوفير مظلة دفاع جوي فعالة ضد طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار المجهزة بصواريخ تكتيكية قصيرة المدى، مثل هيلفاير و جافلن و بريمستون.
أيضًا، في العمليات البرمائية، تتمتع سفينة “الشهيد سليماني” بإمكانية إنشاء غطاء دفاعي لمراكب الإنزال والسفن الأخرى التي تقترب من الشاطئ؛ وقد تم التفكير بهذا العمل سابقاً من خلال تجهيز سفينة “الشهيد رودكي” بنظام “الثالث من خرداد”، واختبار هذا النظام على سفينة إمداد “الشهيد سياوشي”.
کيف هو مستقبل أنظمة الإطلاق العمودي في القوات المسلحة الإيرانية؟
في السنوات الماضية، أثيرت أنباء ونقاط مهمة حول هذه القدرة الجديدة للقوات المسلحة الإيرانية.
على سبيل المثال، أعلن الأدميرال حسين خانزودي، قائد البحرية الإيرانية في عام 2019، على هامش افتتاح منافسات بطولة الغوص العميق، عن تركيب صواريخ إطلاق عمودي على مدمرة “دماوند 2” في الأسطول الشمالي للبحرية الإيرانية.
في ذلك الوقت، حلل الخبراء المحليون والأجانب أنه إذا تم تثبيت هذا النظام بنجاح على السفن الإيرانية، فيمكن استخدام نماذجه اللاحقة بأبعاد جديدة في الغواصات التي بنتها جمهورية إيران الإسلامية، مثل غواصة “فاتح” وغواصة “البعثة” الثقيلة لإطلاق صواريخ كروز.
تمتلك الغواصات التي تحمل الصواريخ الباليستية في الواقع، أعلى معدل للبقاء على قيد الحياة ضد هجوم مضاد للعدو. على سبيل المثال، تمتلك دول مثل روسيا والصين والولايات المتحدة حاليًا مجموعةً واسعةً من الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الأرض والمثبتة تحت الأرض والمتحركة على الأرض، جنبًا إلى جنب مع القاذفات الاستراتيجية المزودة بصواريخ كروز، والتي لها نطاق جغرافي واسع، ولا تزال هذه الدول تعتبر الغواصات التي تحمل صواريخ باليستية أحد العناصر الرئيسية للردع، وتنظر إليها علی أنها الجزء الأكثر استدامةً في قدرتهم على التعامل مع الأعداء.
وهکذا، وبعد النجاح الكبير الذي حققه بناء أنظمة دفاع إطلاق عمودي من قبل البحرية الإيرانية، يمكن اعتبار الخطوات التالية في شکل تطوير هذا المنتج على مدمرات جمهورية إيران الإسلامية، وتصميم وتصنيع الصواريخ البالستية ذات الإطلاق العمودي من منصات صغيرة، ثم تثبيتها على السفن الإيرانية، وفي المرحلة الأخيرة التثبيت على غواصات إيران الجديدة والثقيلة.
إضافة إلى ذلك، نظرًا للاستقرار العالي والملاحة الأكثر سلاسةً لسفن كاتاماران في المياه الهائجة، إلی جانب مهبط طائرات الهليكوبتر، ومع الأخذ في الاعتبار تشغيل السفن اللوجستية العابرة للمحيطات من طراز “الشهيد مهدوي”، يمكننا أن نشهد في المستقبل وجود سفن الحرس الثوري الإيراني في الممرات المائية الدولية، لمرافقة ناقلات النفط والسفن التجارية لجمهورية إيران الإسلامية وغيرها من الدول الصديقة والجار.
لهذا السبب، يبدو أن عام 2022 هو بلا شك عام حافل بالنجاح للبحرية الإيرانية، وخاصةً الحرس الثوري الإيراني، من حيث استخدام مجموعة متنوعة من المعدات الجديدة والمهام المهمة. ويعدّ وجود السفن المختلفة وأنظمة الاستخبارات والقتال الحديثة مثل سفينة “الشهيد سليماني”، أحد معالمه المهمة.
المصدر/ الوقت