التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

مغادرة مصر افتتاحية اجتماع وزراء الخارجية العرب.. هل يعود الانقسام الإقليمي بشأن ليبيا 

غادر وفد مصر الجلسة الافتتاحية للدورة 158 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم (الثلاثاء) احتجاجا على تولي وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش رئاسة أعمال المجلس.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن وزير الخارجية المصري سامح شكري غادر برفقة الوفد المرافق له الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبوزيد قوله إن سبب المغادرة هو “تولي السيدة نجلاء المنقوش الممثلة لحكومة منتهية ولايتها رئاسة أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب”.

وأوضح أبوزيد أن “هذا الموضوع كان محل نقاش في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب قبل بدء الجلسة الرسمية”.

وتابع “ترى مصر أنه لم يكن من الحكمة اندفاع الجانب الليبي والمجئ به إلى جامعة الدول العربية، ليبيا تمر بظروف خاصة وخلافات سياسية بالداخل، ليس من الحكمة استحضار هذه الخلافات إلى جامعة الدول العربية، لأن رئاسة مجلس وزراء الوزراء العرب ليست رمزية، لكون رئيس المجلس يضطلع بدور، وتقام اجتماعات للمجموعة العربية”.

وتوجد في ليبيا حاليا حكومتان، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة منبثقة من اتفاق سياسي قبل أكثر من عام وتعمل من العاصمة طرابلس، والأخرى برئاسة فتحي باشاغا المكلفة من قبل مجلس النواب وتمارس مهامها من مدينة سرت.

وأدت حكومة باشاغا اليمين القانونية أمام مجلس النواب الليبي في الثالث من مارس الماضي بعد منحها الثقة من قبل البرلمان لتحل محل حكومة عبد الحميد الدبيبة، التي ترفض تسليم السلطة حتى الآن.

واستلمت ليبيا قيادة الدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب من لبنان، وعقدت، الثلاثاء، جلسات الدورة 158 لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة برئاسة وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت جامعة الدول العربية، انعقاد اجتماع تشاوري في القاهرة بغرض “بلورة موقف توافقي” قبيل انطلاق جلسات الدورة الحالية.

وذكر بيان صدر من الجامعة أن “الاجتماع التشاوري كان مغلقا بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط” دون تفاصيل عن الحضور أو نتائجه.

غير أن وكالة الأنباء المصرية الرسمية أفادت بأن الاجتماع التشاوري بهدف “استعراض القضايا التي ستطرح وتبادل وجهات النظر بشأنها، بهدف بلورة موقف توافقي نحوها”.

وأبدت المنقوش احتجاجها على تصرف الوفد المصري موضحة “حضوري اليوم لاجتماعات جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب مدعوم بمواثيق دولية تقول إن حكومة الوحدة هي الحكومة الانتقالية الأخيرة لليبيا وصولاً إلى الانتخابات”، وعلقت على مغادرة وفد القاهرة بقولها “نحن نحترم الموقف المصري، لكن ليس بالضرورة أن نتوافق معه لأنه مخالف للمادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية” وأضافت “نحن نعتبر أن هذا لا يمثل وجهة نظر بعض الزملاء الآخرين ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قريب ويكون هناك حوار حول هذه المسألة”.

وتعليقاً منها على وصف الحكومة المصرية لحكومتها بـ”منتهية الولاية” قالت الوزيرة الليبية إن “الواقع الليبي يشهد عملية تهويل في بعض وسائل الإعلام مثل استخدام لفظ حكومة منتهية وأخرى شرعية وهو وصف غير دقيق للواقع”، وأضافت في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب أن “حكومة الوحدة الوطنية من أول يوم لها حاولت جاهدة أن تكون توافقية تمثل جميع أطياف الدولة الليبية”، مشيرة إلى أنه “كان من المفترض إجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن كان ذلك صعباً لظروف أمنية ولوجستية ولعدم وجود قاعدة دستورية”.

ورأت أن “تسميات مثل حكومة شرعية وغير شرعية ومنتهية الولاية مفردات غير دقيقة وهي التي تساعد على توسع الأزمة والانقسام”.

وعقب الجدل الذي دار حول موقف مصر، أشادت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، بموقف وزارة الخارجية المصرية خلال اجتماع جامعة الدول العربية الثلاثاء في القاهرة.

واعتبرت وزارة الخارجية في حكومة باشاغا، في بيان نشره الوزير حافظ قدور عبر صفحته على فيسبوك، أن موقف مصر أبان عن احترام للشرعية الوطنية والتزام بخيارات الأجسام المنتخبة ومناصرة لحق الليبيين في استرداد وامتلاك العملية السياسية.

ودعت الوزارة كل الدول العربية إلى اتخاذ موقف مماثل، تتجسد فيه روح الأخوة ووحدة المصير، وذلك من خلال احترام إرادة الليبيين وأجسامهم المنتخبة في اختيار حكومتهم الشرعية.

كما دعت في الوقت نفسه جامعة الدول العربية وأمانتها إلى فك الارتباط نهائيًا بالحكومة السابقة المسماة حكومة الوحدة الوطنية، كونها منتهية الولاية ومسحوبًا منها ثقة مجلس النواب، وأن يقتصر حصرًا التعامل مع الحكومة الليبية الشرعية.

وفي تصريح صحفي قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، إنه أخبر وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش أنها ثاني امرأة تترأس جلسة جامعة الدول العربية بعد وزيرة مغربية سابقًا، ربما العام 2014، لكن ذلك لا ينفي ولا ينتقص من حقيقة أن وزيرة امرأة عربية تترأس الدورة الوزارية، وهو حدث كبير ومهم جدًا في تاريخ الدبلوماسية العربية.

وأضاف، إن ثمة طلبًا من الأمانة العامة للجامعة العربية من أجل تقديم دراسة عامة قانونية وليست سياسية، عن صلاحية تولي رئاسة الدورة، لكي نضع الأمور بشكل محايد أمام الأعضاء.

ورداً على تصريح لرئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، الذي اعتبر انسحاب الوفد المصري من اجتماع الجامعة العربية مخالفًا للأعراف الدبلوماسية، قال زكي إن هذا المصطلح فضفاض وينسحب على الأفعال في المجال الدبلوماسي، وعندما يكون هناك طرف في اجتماع ما غير راضٍ عن موضوع ما سواء رئاسة الاجتماع أو ممارسات موجودة في الاجتماع، فمن حق الوفد أن ينسحب، وهو منصوص عليه في الأمم المتحدة وفي كل المنظمات الإقليمية والدولية.

وفي وقت سابق، بارك رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، تولي وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة رئاسة مجلس وزراء خارجية العرب بالجامعة العربية.

وأبدى استغرابه في تغريدة له على تويتر من تصرف وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، واصفاً إياه بالتصرف “المخالف للأعراف الدبلوماسية”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق