التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

تحذيرات سورية لـ”تل أبيب” من اللعب بالنار 

قالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إنّ تكرار اعتداءات إسرائيل “ولا سيما الاستهداف الممنهج والمتعمد للأعيان المدنية في سوريا جريمة حرب”. وأضافت الوزارة، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد الخطير تهدد من جديد السلم والأمن في المنطقة. وغردت عبر حسابها على تويتر :”تكرار الاعتداءات الإسرائيلية ولا سيما الاستهداف الممنهج والمتعمد للأعيان المدنية في سورية التي كان آخرها استهداف مطار حلب الدولي الثلاثاء، جريمة عدوان وجريمة حرب بموجب القانون الدولي، وإنه لا بد أن تحاسب (إسرائيل) عليها”.

وأشارت، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهذا التصعيد الخطير إنما تهدد من جديد السلم والأمن في المنطقة، وتعرض أرواح المدنيين للخطر وتروعهم وتهدد سلامة الطيران المدني في سوريا والمنطقة. ولفتت الخارجية، إلى أن سوريا ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل اللازمة، وفي ضمان مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الجرائم. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد شن هجوما استهدف مجددا مطار حلب الدولي في سوريا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” الثلاثاء التي تحدثت عن إسقاط الدفاعات الجوية لعدد من الصواريخ.

لعب إسرائيل بالنار

رد وزير الخارجية في الحكومة السورية، فيصل المقداد، على استهداف إسرائيل للأراضي السورية، معتبرًا أن “إسرائيل تلعب بالنار، وتعرض الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة للتفجير”. وهدد المقداد، في تغريدة نشرتها الوزارة عبر حسابها في “تويتر”، اليوم الخميس 1 من أيلول، بقوله “سوريا لن تسكت في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وسيدفع الإسرائيليون الثمن عاجلًا أم آجلًا. وأضاف المقداد، إن “سوريا صمدت وستصمد ولن تتراجع عن مواقفها، وعلى العدو الإسرائيلي ألا يراهن أو يخطئ في الحسابات، ويتوهم أن سوريا ستغير من مواقفها”، على حد قوله.

وطالب المقداد أن تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مسؤولية “تشجيع” إسرائيل على “التمادي في العدوان وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم”، حسب تعبيره. وتكتفي الحكومة السورية بالتهديد بالرد على ضربات إسرائيل في سوريا، لكن تصريحاته تبقى حبيسة البيانات والمؤتمرات الصحفية. ولم يصدر عن إسرائيل أو إيران، التي استهدفت الضربات مصالح لها في سوريا، أي تصريح رسمي يتعلق بالاستهداف، حتى ساعة كتابة هذا الخبر. ونادرًا ما تقر إسرائيل أو تعلق على ضرباتها في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبيل الضربات الأخيرة. وناقشا ما وصفه لابيد، عبر حسابه في “تويتر”، بـ”النشاط الإرهابي” لمحور المقاومة. ومساء أمس الأربعاء، استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع في مطار حلب وفي محيط العاصمة السورية في دمشق، وسط تضارب الأنباء حول المواقع التي استهدفتها الضربات.

ونقلت عن مصادر ميدانية يوم الخميس الماضي، قولها إنه “قبيل الساعة الثامنة من ليلة الأربعاء هبطت طائرة في مطار حلب الدولي وقام الصهاينة في رد فعل على هذا الأمر وفي تصرف انفعالي باستهداف مدرج هذا المطار، في حين هذه الطائرة كانت قد هبطت قبل 10 دقائق في المطار”. وأضافت المصادر، حسب الوكالة، إنه بعد انتهاء القصف الصاروخي غادرت الطائرة المذكورة مطار “حلب الدولي” باتجاه دمشق وعاودت إسرائيل إطلاق الصواريخ باتجاه مطار دمشق ردًا على هذا الأمر، في حين كانت هذه الطائرة قد هبطت قبل ذلك في مطار “دمشق”. بينما نقلت صفحات محلية أن القصف الثاني استهدف مقرات تابعة لـ”الفرقة الأولى” قرب مدينة الكسوة بريف دمشق الغربي.

وفي 14 من آب الماضي، استهدفت إسرائيل عددًا من النقاط العسكرية في ريف دمشق، ومحافظة طرطوس، وأدى القصف حينها لمقتل ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة آخرين، وخسائر مادية. مصادر عسكرية سورية قالت لوكالة “رويترز“، حينها إن إسرائيل قصفت أهدافًا تابعة لمحور المقاومة في سلسلة ضربات بمناطق متفرقة من ريف دمشق وجنوب محافظة طرطوس.

ما هو غرض تل أبيب من قيامها بمثل هذه الهجمات؟

حتى الآن لم يتمكن النظام الصهيوني من تحقيق أي نتيجة من هذه الهجمات ويواصل رسم خططه الخبيثة لدمشق. ولقد وصلت تل أبيب إلى طريق مسدود بعد فشلها في إسقاط الحكومة السورية ومحور المقاومة. إن الهجمات العديدة التي شنها الصهاينة على سوريا، والتي نفذت بأحدث المقاتلات الأمريكية، لم تؤثر على دمشق وفشلت في إضعاف الحكومة السورية وتدمير معنويات الجيش السوري. ومنذ بداية الأزمة في سوريا، خطت تل أبيب خطوات بشتى الطرق لتحقيق أهدافها، وهي قلب الحكومة السورية وتدمير المدن السورية. وإضافة إلى تقديم الكثير من المساعدات للإرهابيين وعلاج جرحاهم، لجأ هذا النظام إلى الضربات الجوية على سوريا وذلك عقب تعرض الجماعات الإرهابية الموالية لها للخطر.

وتظهر تحركات الكيان الصهيوني خلال السنوات التي تلت الأزمة السورية بوضوح أن الصهاينة لا يريدون لسوريا وحدة أراضيه. ولدى النظام الصهيوني رغبة قوية في زعزعة استقرار سوريا، كما أن هجماته على سوريا محددة في هذا الاتجاه. والحقيقة أنه من الصعب جدًا على النظام الصهيوني قبول حقيقة أنه سيرى الجيش السوري بالقرب منه مرة أخرى رغماً أنه كافح لعدة سنوات من الحرب من أجل قلب الحكومة السورية والتعامل مع كابوس انعدام الأمن من محور المقاومة ليلا ونهارا.

وتشكل هذه الهجمات انتهاكًا واضحًا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات ذات الصلة، والتي تدعو جميعها إلى الحفاظ على احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها. إن هذه الهجمات ليست عشوائية. وهذه الهجمات الشاملة تتماشى مع استراتيجية التآمر الجيوسياسي ضد سوريا نتيجة لمواقفها المبدئية، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب. وهناك مجموعة واسعة من الأهداف السياسية والعسكرية والأمنية للنظام الصهيوني التي من المفترض أن تتحقق من خلال الهجمات التي لم تتوقف في السنوات الماضية.

ومن وجهة نظر الخبراء، فإن عدم وجود أي رد وقائي وقيود من دمشق هو سبب قلق الصهاينة. والهدف هو تجنب الحرب المستقبلية التي يخافها الصهاينة بشدة، ونتيجة لذلك يحاولون منع سوريا وحزب الله اللبناني من مهاجمة نظام الاحتلال في المستقبل. وهدفهم هو زعزعة استقرار الشعب السوري، وبالتالي، فإنهم سيواصلون أعمالهم المزعزعة للاستقرار.

ما أسباب استمرار هجمات الكيان الصهيوني على سوريا؟ لا يوجد رد فعل حقيقي من دمشق. والدفاعات الجوية السورية تتعامل فقط مع الهجمات، وإذا كان هناك رد ساحق على هذه الهجمات، فلن تجرؤ إسرائيل على تكرار هذه الهجمات. ويسعى النظام الصهيوني إلى تدمير تكنولوجيا الأسلحة السورية ونظام الدفاع الجوي السوري، وعدد القتلى في هجماته ليس مهمًا بالنسبة له. والهدف من هجمات النظام الصهيوني المستمرة على سوريا إنهاك الجيش السوري وخلق عقبة أمامه.

والسؤال الذي يطرحه المحللون والمراقبون لماذا لا ترد سوريا على هجمات الكيان الصهيوني؟ إن الحقيقة هي أن الحكومة السورية والجيش السوري قد استولوا على معقلهم بجوار حدود فلسطين المحتلة ويمكنهم بسهولة الرد بشكل حاسم على هجمات النظام الصهيوني، لكن في الوقت الحالي لديهم أولويات أخرى واستناداً إلى منطق محدد. ولهذا لا يصرون على فتح جبهات جديدة ومتزامنة. وما لا شك فيه، وبناءً على هذا الرأي، إن وقت الرد على الاعتداءات الإسرائيلية لن يكون ببعيد. إن صبر دمشق له حدود وفي النهاية سينفد وسيعطي رد ساحق على هجمات النظام الصهيوني، وهذا واضح من موقف وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وتحذيره الشديد لتل أبيب عن عدم اللعب بالنار.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق