التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ازدياد شدة عقوبة الحبس في السجون السعودية.. الحكم على “العويد” بالسجن 27 عاماً 

أعلن حساب مستخدم على تويتر يغطي أخبارًا متعلقة بمعتقلين في السعودية، أنه تم الحكم على الشيخ عصام العويد بالسجن 27 عامًا.

كما أعلن حساب معتقلي الرأي (معتقلي حرية التعبير) أن محكمة الاستئناف السعودية شددت عقوبة حبس الخطيب الشهير عصام العويد إلى 27 سنة في السجن.

وكتب حساب مستخدم معتقلي الرأي على صفحته على تويتر: “تأكد لنا أن محكمة الاستئناف السعودية قد رفعت الحكم الصادر بحق الشيخ عصام العويد من 4 سنوات إلى 27 عامًا”.

وفي وقت سابق، حكمت السلطات السعودية على عصام العويد بالسجن أربع سنوات بعد أكثر من عامين ونصف العام على اعتقاله، صدر هذا الحكم عن المحكمة الجزائية الخاصة بقضايا الإرهاب في المملكة العربية السعودية.

في فبراير 2017، اعتقل مسؤولون سعوديون العويد بتهمة “الدعم المالي لمنظمات إرهابية” وهو اتهام أنكره أهله.

وفي ديسمبر 2019، حُكم على العويد بالسجن 4 سنوات، وانتهى في يناير 2020، نُقل بعدها إلى منتجع للتحضير للإفراج، لكن لم يتم الإفراج عنه.

العويد، المبشر السعودي البارز، له مؤلفات عديدة في مجالات الفقه والتفسير والمفردات، وكان يعمل أستاذا بجامعة الإمام بالرياض ومحاضرا في أحد مساجد الرياض.

هذا فيما أعلن حساب المستخدم المذكورأمس أن محكمة الاستئناف السعودية رفعت عقوبة سجن الشيخ “ناصر العمر” المبشر السعودي الشهير والأستاذ السابق بجامعة محمد بن سعود بمكة المكرمة، من 10 سنوات إلى 30 سنة أيضاً.

بعد تعيين محمد بن سلمان وليًا للعهد للسعودية، تم اعتقال العشرات من رجال الأعمال ورجال الدين والأمراء ونشطاء حقوق الإنسان وحقوق المرأة وعلماء هذا البلد وسجنهم.

بينما أثارت هذه الاعتقالات انتقادات من المنتديات الدولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، والاتحاد الأوروبي ولكن النظام السعودي يواصل اعتقال المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان ونشطاء حقوق المرأة.

وفي أغسطس الماضي، حكم القضاء السعودي على نورا القحطاني بالسجن 45 عامًا، وعلى سلمى الشهاب بالسجن 34 عامًا لمحاولتهما الإخلال بالنظام العام من خلال الترويج ونشر الأخبار والمعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي.

يريد نظام آل سعود أن يظهر أنه لا يمكن لأي شخص الهروب من قوات الأمن بإصدار أحكام طويلة بالسجن ضد المدافعين والمنتقدين. كما يقوم ولي العهد السعودي وقواته الأمنية بمحاكمة ومعاقبة المعارضين والمنتقدين في الخارج، وقد استخدمت الحكومة السعودية وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف ومضايقة وتهديد العديد من النشطاء والمنتقدين السعوديين.

كما يشمل انتهاك آل سعود حرية التعبير وحقوق الإنسان، إضافة إلى الناشطين والشيعة، أمراء وعسكريين وشخصيات سعودية بارزة وبناءً على ذلك، لا يمكن لأي شريحة من شرائح المجتمع السعودي أن تكون في مأمن من حملة الاعتقال والعقوبات الأخرى لنظام آل سعود في ظل حكم الملك سلمان ونجله، وسماع أخبار انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أصبح سلسلة متكررة على وجه الخصوص، كما وفرت السلطات السعودية المنصات اللازمة للتجسس على المعارضة داخل وخارج البلاد بطرق مختلفة، بما في ذلك في الفضاء الإلكتروني.

إن قمع حرية التعبير في السعودية ليس بالأمر الجديد وله جذور تاريخية في تاريخ آل سعود لكن المراقبين يرون أن هذا حدث في الفترة الأخيرة خاصة مع مملكة “سلمان بن عبد العزيز” وولي العهد “محمد بن سلمان”.

ومع ذلك ، فإن إصدار أحكام بالسجن لمدد طويلة على نشطاء ومنتقدين لفت الانتباه مرة أخرى إلى محمد بن سلمان لذلك، كتبت منظمة حقوق الإنسان “الديمقراطية من أجل العالم العربي” في بيان لها أنه إذا تأكد ولي عهد المملكة العربية السعودية من أن مثل هذه الأوامر “القمعية” ستدان من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى فإنه لن يسمح للنظام القضائي في السعودية للعمل بهذه الطريقة وإصدار هكذا أحكام.

تناقضات في مملكة قامت على أساس ديني سلفي

تناقضات صارخة في المملكة العربية السعودية، مملكة أَسست مشروعها السياسي على أساس ديني سلفي وهابي منذ قيام الدولة السعودية الأولى بالتحالف بين محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب، وصولا للدولة الثالثة لآل سعود. لم تنحصر قوة الدين في بعده الداخلي، بل امتد ليطال دول الإقليم ضد المشروع القومي العربي، حيث ضغطت حينها وبقوة لتأسيس “منظمة المؤتمر الإسلامي” عام 1969. لترسخ المملكة بذلك أساسات خطابها الديني داخل حدود المملكة التقليدية التي تستند على السلطة الدينية في إضفاء الشرعية على مسارها السياسي، وبمد خطابها الديني خارج أسوارها.

إلا أن تلك المرحلة لم تدم طويلا، حيث بدأت الاهتزازات الإقليمية عقب أحداث حرب الخليج تُلقي بظلالها الثقيلة على السلطات السعودية، لتدفعها باتجاه تغيير سياستها الأثيرة التي كانت ترتكز على الدين، وهو ما عُدَّ حينها السبب الرئيس الذي دفع بالقوات الأمنية السعودية لشن حملات اعتقال طالت الشخصيات الدعوية المؤثرة، كسلمان العودة. والذي كان أحد الشيوخ الذين وقّعوا على خطاب المطالب، الذي طالب بالإصلاحات القانونية والإدارية والاجتماعية والسياسية، كما أنه قدم نقده الشديد لتدخل الولايات المتحدة في حرب الخليج. لذلك، مُنع العودة من إلقاء المحاضرات والخطابات في 1993، وتم اعتقاله في أواخر عام 1994 كونه أحد رموز الصحوة.

قضى سلمان العودة سنوات عدة في السجون السعودية، حيث كانت تهمته الحقيقة هي الصمت عن مديح ولاة الأمر وعدم تبني المسار الذي يحددونه، وهو ما لا يتفق بالطبع مع رغبة “طال عمره”. استمر الاعتقال حتى تم الإفراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات والخطابات، وطُلب منه بأن يبتعد عن السياسة تماما. كان العودة أحد الرموز التي ساهمت في تشكُّل تيار الصحوّة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، الملك الذي شهد عصره تسارعا في مظاهر التغريب، والذي كان السبب أيضاً في قمع هذا التيار لأنه يحمل مضامين خطاب تخالف توجه السلطات السعودية. فقد استطاع تيار الصحوة في حينها أن يستقطب فئات كبيرة من الشباب السعودي، لانجذابهم لأفكاره في المحاضرات والخطب الدينية.

وللسخرية فقط، فقد شرعت المملكة في وقت سابق أبوابها واحتضنت جماعات وشخصيات إسلامية أخرى فروا من بطش حكومات عربية مثل مصر وسوريا والعراق، ودعمتهم بشكل غير مشروط، ولم تكن تصنفهم كإرهابيين، إذ اعتُبروا في تلك الفترة نشطاء شرعيين وأصحاب فكر منفتح كسيد قطب -الذي أصبح يُحارب من قِبل الحكومة السعودية الآن – فقد وُزعت كتبه مجاناً على حساب الدولة، نكايةً بالناصريين. ولكن عندما حققت الحكومة غرضها المرجو، وشعرت بأن هؤلاء الذين كانت تستثمر فيها، أصبحوا عبئا على خطابها الديني، فقد توجهت المملكة لتصفهم بالإرهابيين، وتضعهم على قائمة الإرهاب. لذلك، يتضح بأن الأمر لم يكن حباً بالإخوان ونشاطهم بالتأكيد…! وهؤلاء الذين اتهمتهم بالإرهابيين، كانوا سببا في تشكيل تيار الصحوة والتأثير على منتسبيه، كالشيخ سلمان العودة، وسفر الحوالي، وغيرهم.

تحرير المجتمع السعودي!

في خطاب محمد بن سلمان الأول، تعهد بأنه منذ بدء مرحلة تحكمه بزمام السلطة سيقوم “بتحرير المجتمع السعودي” من تلك الفترة وإعادة السعودية لما كانت عليه قبل 30 عاماً. فقد أكد بأن “السعودية لم تكن كذلك قبل1979.. السعودية انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 1979، فنحن لم نكن بالشكل هذا، وسنعود لما كنا عليه بالإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم!”. لم يفهم أحد ما يدور في ذهن بن سلمان وما يقصده بإسلام وسطي معتدل منفتح على العالم، فكيف سيقيس ذلك؟ وما معايير الإسلام المنفتح على العالم التي سيتخذها جسراً ينقل عن طريقه المملكة؟

المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق