أدوية قد تطيل عمر الإنسان تعرف عليها
قد لا يجد العلماء أبدًا إكسير الحياة، لكنهم سيجدون طرقًا جديدة لإطالة عمر الإنسان، وفي يوم من الأيام، قد تكون حماية الخلايا من الشيخوخة أمرًا بسيطًا مثل شرب حبة دواء.
وتحرز العديد من دول العالم تقدمًا كبيرًا في المجال الصحي، ما أدى لزيادة متوسط العمر المتوقع.
وتضاعف متوسط العمر المتوقع في المملكة المتحدة مثلا، وهو الآن أعلى من 80 عامًا، بينما بلغ متوسط العمر العالمي 72 عامًا، بحسب إحصائيات منظمة ”our world in data“.
ويوجد مسعى علمي كبير لإيجاد مفاتيح بيولوجية يمكنها التلاعب بعمر الإنسان وجعله يعيش عمرا أطول.
وتهدف هذه الأبحاث إلى اكتشاف أدوية جديدة تقلل من عبء الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وتطيل العمر الافتراضي للإنسان.
ومع تقدم العمر، يزداد معدل الإصابة بشكل كبير بمرض الزهايمر، وبعض أنواع السرطان، وأمراض القلب الإقفارية، والسكتة الدماغية وغيرها.
وتعتبر التغيرات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة عامل خطر رئيسا للإصابة بهذه الأمراض، ويبقى الأمل في اكتشاف أدوية تقلل من تأثير الأمراض المرتبطة بالشيخوخة بعلاج واحد.
“a-klotho”
وقال باحثو ”Mayo Clinic“ إن ”الأدوية المضادة للشيخوخة قد تعزز بروتينًا رئيسيًا في الجسم قد يحمي كبار السن من جوانب الشيخوخة ومجموعة من الأمراض“.
وتم تطوير دواء ”Senolytics“ في ”Mayo Clinic“ وأُعطي مرة واحدة لتنظيف مجرى الدم من الخلايا الهرمة، التي تزيد احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
وتُظهر الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة ”eBioMedicine“ أن إزالة الخلايا الهرمة يعزز بشكل كبير إنتاج بروتين يقي الجسم من الشيخوخة يسمى ”a-Klotho“.
وقال جيمس كيركلاند، طبيب باطني ومؤلف الدراسة: ”توجد طرق يمكننا من خلالها زيادة هذا البروتين، وبالتالي محاربة الشيخوخة“.
ويعد بروتين ”a-klotho“ مهمًا للحفاظ على صحة جيدة؛ لأنه يتناقص مع تقدم العمر ويتراجع في العديد من الأمراض بما في ذلك مرض الزهايمر والسكري وأمراض الكلى.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن انخفاض ”a-klotho“ عند الفئران يقصر من عمرها الافتراضي، وزيادته عن طريق التعديل الجيني تُطيل العمر الافتراضي بنسبة 30%.
”الرابامايسين“
يعد ”رابامايسين“ أكثر الأدوية الواعدة المضادة للشيخوخة، وهو معروف بنتائجه الإيجابية وأمانه في الدراسات التجريبية على حيوانات المختبر.
و”الراباميسين“ مثبط لنمو الخلايا ومثبط للمناعة، ويستخدم عادة في علاج السرطان وبعد زرع الأعضاء.
واختبر العلماء في معهد ”ماكس بلانك“ لبيولوجيا الشيخوخة ”الراباميسين“ على المدى القصير في ذباب الفاكهة.
ووجدوا في الدراسة التي نُشرت مؤخرًا، أن فترة قصيرة مدتها أسبوعان من العلاج بالراباميسين لدى الذباب الصغير البالغ يحميها من الأمراض المرتبطة بالعمر ويطيل حياتها.
وقال الدكتور توماس ليش، المؤلف المشارك في الدراسة: ”وجدنا أن الراباميسين كان له فوائد أكبر عند إعطائه في وقت مبكر من الحياة مقارنةً بمنتصف العمر. وعندما عولج الذباب بالراباميسين في أواخر حياته، لم يكن له أي تأثير على الإطلاق، لذا يجب إعطاء الراباميسين في بداية مرحلة البلوغ“.
وعلقت البروفيسورة ليندا بارتريدج، كبيرة مؤلفي الدراسة: ”سيكون من المهم اكتشاف ما إذا كان من الممكن تحقيق التأثيرات الوقائية للراباميسين في الفئران والبشر عند بدء تناوله في عمر متقدم، أو عند استخدامه بشكل نبضي أو متقطع. ولقد فتحت هذه الدراسة أبوابًا جديدة، ولكنها أثارت أيضًا العديد من الأسئلة“.
”الميتفورمين“
يوجد الكثير من الأشخاص الذين يتناولون ”الميتفورمين“ على أمل أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة. هؤلاء الأشخاص لا يعانون من مرض السكري، لكنهم يأخذون الميتفورمين؛ لأنهم يعتقدون أنه قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان ويجعلهم أكثر صحة بشكل عام.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أظهرت الأبحاث أن الميتفورمين يطيل متوسط العمر المتوقع لدى الفئران، لكن تأثيره على متوسط العمر المتوقع عند الإنسان غير معروف حاليًا.
ويعتقد بعض الباحثين أن الميتفورمين قد يكون فعالًا في مكافحة الشيخوخة، لكن الموضوع لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات على البشر قبل تحديد ما إذا كان الميتفورمين يمكنه إطالة متوسط العمر المتوقع لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري.
ولا يزال تطوير العقاقير العلاجية في مهده، ولم يُرخص لأي دواء علاجي يزيد عمر الإنسان حتى الآن،
وتعتبر ”مكافحة الشيخوخة“ مصطلحًا يستخدم في الغالب للترويج للمنتجات غير المرخصة. ويوجد العديد من الأدوية والمكملات والعلاجات الأخرى التي يتم تسويقها على أنها مضادة للشيخوخة ويمكن الوصول إليها مباشرة عن طريق الصيدليات أو عبر الإنترنت، ولكن لا يمكن لأي من هذه العلاجات أن تدعم ادعاءاتها بتجارب سريرية قوية من الناحية الإحصائية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق