التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

ما الذي يجعل السلطة الفلسطينية تواصل التنسيق مع الكيان الصهيوني 

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، عن اجتماع سري عقده مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون، يهدف إلى عودة عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في المناطق التي فقدت السيطرة عليها شمال الضفة الغربية، وذلك في مسعى لمنع تصعيد الأوضاع أثناء فترة الأعياد اليهودية الوشيكة.

ووفق تقرير للقناة 11 الإسرائيلية، فقد اجتمع سرا الخميس الماضي مسؤولان أمنيان إسرائيليان، لم تكشف عن هويتهما، مع رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج.

وذكرت القناة أن الاجتماع انصب على التوصل إلى تفاهمات لاستعادة قوى الأمن الفلسطينية نشاطاتها في شمال الضفة الغربية خاصة نابلس، مشيرة إلى أن الجلسة انتهت دون تحقيق اختراق، غير أن الطرفين اتفقا على مواصلة الحوار والتنسيق بينهما، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية “مكان”.

وذكرت صحيفة معاريف أن “70 تحذيرا أمنيا من تنفيذ عمليات فلسطينية خلال فترة الأعياد اليهودية تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد صباح الثلاثاء، خلال نقاش تحضيري أجراه بمشاركة وزير الأمن الداخلي عومير بارليف، ومفوض الشرطة كوبي شبتاي، وممثلين عن الشاباك والشرطة في القدس”.

وسجلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عددا قياسيا من التحذيرات المتعلقة بمحاولات العمليات في الأشهر الأخيرة، والتي تتزايد استعدادا لفترة الأعياد اليهودية نهاية الشهر الجاري.

وتدرس إسرائيل الحد من النشاطات الأمنية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، في محاولة منها لمنع انهيار السلطة الفلسطينية التي فقدت السيطرة على منطقتي جنين ونابلس، وفق ما ذكرته تقارير عبرية.

وعقّب رئيس قسم الدراسات الفلسطيني في معهد ديان “ميخائيل ميلشتاين” الأربعاء، على الاتهامات المتبادلة بين قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية حول المسؤول عن ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة في الوقت الذي توجه فيه اصبع الاتهام لقيادة السلطة بأن ضعفها هو السبب.

وقال ميلشتاين: ان أسباب ضعف السلطة لا تقتصر على السياسات التي تبنتها إسرائيل في مدن الضفة ؛ بل إن هناك أسباب داخلية ساهمت في تراجع مكانة السلطة أهمها انتشار ظاهرة الفساد بين رجالات السلطة وانقطاعها عن الشارع الفلسطيني الذي عبر عن رغبته في استبدال أبو مازن منذ عقد من الزمن حسب استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن أكثر من 80% يريدون إزاحة أبو مازن عن رئاسة السلطة.

ميلشتاين أشار إلى أن خطر التصعيد الحالي هو إمكانية اتساعه وامتداده لمناطق أخرى وخصوصا المسجد الأقصى وما قد يترتب عليه من دخول غزة إلى خط المواجهة بالتزامن مع اقتراب الأعياد اليهودية والانتخابات.

والأمن الفلسطيني، وفقاً لتصريحات حسين الشيخ الأخيرة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، “لا يستطيع القيام بالمهمّات المطلوبة منه، بسبب اقتطاع إسرائيل جزءاً من أموال المقاصة” (الضريبة). وهذا يعني، بوضوح، أن قوات الأمن الفلسطينية تعمل بالأُجرة وكيلةً لدى الاحتلال. لذلك، فقدت السيطرة في الأشهر الأخيرة، ولم تعد قادرة على أن تقدّم المساعدة المطلوبة إلى سلطات الاحتلال.

ومن ناحية أخرى، تجد سلطة رام الله هوّة كبرى تفصل بينها وبين جماهير الشعب الفلسطيني. لا ثقة ولا تعاون. وتخطّى الإجماع الشعبي حواجز الفصائل، في حين تصرّ السلطة على تعزيز هذه الحواجز والانقسامات بكل وسيلة ممكنة، ليس فقط لخدمة الاحتلال، وإنما من أجل المحافظة على ما تبقّى لها من سلطة ونفوذ وامتيازات.

وقد تُضطر قوات الاحتلال، بضغط أميركي أو عبر خطوة تكتيكية، إلى التراجع وتمويل سلطة التنسيق الأمني للقيام بعمليات القمع والاعتقال، بدلاً من المحتل. وفي نهاية كل اعتقال، ينتقل ملف المعتقل بالكامل، وفقا لاتفاقيات التنسيق الأمني، إلى سلطات الاحتلال.

مصيبة فلسطين بسلطة تحولت إلى جهاز أمني لخدمة كيان يهودي وأداة سياسية ذليلة تتسول السيادة والدولة على أعتاب المجتمع الدولي ومؤسساته ومنها الأمم المتحدة وذلك رغم أنها أصبحت عاجزة عن القفز وتجاوز الحقيقة الواضحة وهي أن التنازل والخيانة لا يورث دولة ولا سيادة وإنما عمالة وخدمة للمحتل.

ويرى مراقبون أن الوضع في فلسطين هو تهويد وابتلاع لما تبقى من الأرض وسفك للدماء وبطش بالناس وتهويد للقدس على يد كيان يهود مع عدم تفريطه بالسلطة وعدم الاستغناء عن تنسيقها الأمني ودورها في تحمل أعباء الناس وهو ما لخصته صحيفة هآرتس وأوردته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 9/9/2022 “إن (إسرائيل) تريد أن تعمل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في خدمتها وحماية قواتها ومستوطنيها، في الوقت الذي تواصل فيه سياساتها بالسيطرة على أراضي الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، ورفض إجراء محادثات سياسية وترسيخ الحكم العسكري!!” ولا تأثير للقاءات السلطة على تلك المخططات، والحل لوقف ذلك هو حل واضح ولا حل غيره؛ أن يتم عزل السلطة ومشاريعها عن القضية بفضحها وفضح تحركاتها والعمل السياسي على إسقاطها وتنصيب قيادة سياسية مخلصة وواعية تضع الخطة وتنفذها فوراً بالتنسيق مع المقاومة لتحرير فلسطين كاملة غير منقوصة ذرة تراب منها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق