التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

مسيرات إسرائيليّة لقتل أهالي الضفة الغربية.. ما الحل 

على غرار ما تقوم به قوات المستعمر الإسرائيليّ في قطاع غزة المحاصر منذ عقد ونصف العقد، بدأ جيش الاحتلال الغاصب بتشغيل طائرات مسيرة ترافقه خلال اقتحامه محافظات الضفة الغربية، والتي تترقب موعد انفجار “انتفاضة عارمة” ستغير الواقع الحاليّ، باعتبارها ترزح تحت الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة والمتصاعدة منذ عام 1967، ولا يخفى على أحد أنّ الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة تتصاعد يوماً بعد آخر بحق أهالي الضفة الغربيّة المحتلة منذ يوم احتلالها، حيث تعيش المنطقة أوضاعاً متوترة للغاية وعمليات إطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال، في ظل مواصلة سياسة الاستيطان والقتل المروعين التي تنتهجهما الحكومة الإسرائيليّة بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، ما يشي باحتماليّة كبيرة لأن تفتح أبواب جهنم على تل أبيب التي اختارت تسخين الأحداث ورفع مستوى الإجرام، حيث يتوقع أغلب المحللين أن تنفجر الأوضاع في أي لحظة بسبب التمادي الإسرائيليّ الذي بات ملموساً على كل المستويات.

إرهابٌ صهيونيّ

يوماً بعد آخر، يتأكّد الفلسطينيون من حقيقة إرهاب الصهاينة وآلتهم العسكريّة تسحق كل فلسطينيّ ومطالب بحقوقه، والتهم جاهزة كعادتها “إرهابيّ”، “قاتل”، “متشدد”، باعتبار أنّ المقاومين هناك يعتبرون “جمراً تحت الرماد” وأحد أساليب المقاومة والمواجهة في المنطقة المهددة من قوات المحتل الباغي، والدليل هو قيام الجيش الإسرائيلي باستخدم طائرات دون طيار تحمل صواريخ، وذلك أثناء الاقتحامات المستمرة لشمال الضفة وتحديدا جنين ونابلس، حسب القناة الـ12 العبرية، فمنذ أواخر آذار/مارس تشن قوات الأمن الإسرائيلية عمليات شبه يومية في الضفة الغربية بمزاعم شن هجمات من قبل فلسطينيين وعرب في “إسرائيل” والضفة الغربية.

“الطائرات لم تهاجم بعد، لكنها تراقب وتصور من الجو كل تحركات المقاومين على الأرض وترسل إشارات لجيش العدو”، هذا ما كشفه الإعلام الإسرائيليّ، ما يدل بشكل جليّ على استمرار خطأ الحسابات الإسرائيليّة في الضفة الغربية، سياسة سنشاهد نتائجها في الأيام القادمة لا محالة، مع إقدام الكيان الغاصب على خطوات تصعيديّة كثيرة ستؤدي بلا محالة إلى انفجار “انتفاضة عارمة” ستغير الواقع الحالي وفقاً لكثيرين.

وبوضوح، تشير الخطوة الإسرائيليّة الأخيرة إلى عدم استعداد العدو الصهيونيّ لأدنى تغيير في منهجه وحتى تصريحاته الفارغة التي تزعم “تحقيق العدالة” من خلال الإعدامات الميدانية البشعة، وقد أثقبت حكومة العدو مسامعنا بأنّها ستضاعف المراقبة وهي جاهزة لإفشال ما تزعم أنّه “إرهاب” و”إرهابيين” في الضفة الغربيّة الرازحة تحت نير إجرامها، حيث تثبت عمليات التصفية الأخيرة مدى الحقد الإسرائيليّ الأعمى على هذا الشعب، وكشفت مجدداً حقيقة العدو الاستبداديّ الذي فرضه المستعمرون على المنطقة والعالم، مع التذكير بأنّ الضفة الغربيّة المحتلة مرهونة بقرارات السلطة الفلسطينيّة المتعاونة مع العدو الإرهابيّ، وهذا ما أوصل الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين لحد لا يمكن السكوت عنه أبداً، حيث إنّ التاريخ والواقع يثبتان بأنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن توقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة، والدليل على ذلك هو قتل الفلسطينيين بشكل مباشر وبمختلف الوسائل العسكرية دون أيّ رادع قانونيّ أو إنسانيّ أو أخلاقيّ.

إجرام قديم متطور

واهم من يعتقد أن الإجرام الإسرائيليّ هو جديد العهد، حيث تشهد الضفة الغربية التي احتلتها العصابات الصهيونيّة عام 1967، مواجهات بين الفلسطينيين والمحتلين بشكل منتظم، حيث تنفذ قوات العدو بين الحين والآخر اقتحامات تحت مبرر “اعتقال مطلوبين” لكنّها تنفذ جرائمها الشنيعة منذ اليوم الأول لاحتلالها العنصريّ، ويعيش في الضفة المحتلة حوالى 3 ملايين فلسطينيّ، إضافة إلى نحو مليون محتل إسرائيليّ في مستوطنات يعترف المجتمع الدوليّ بأنّها “غير قانونية”، ومنذ أواخر آذار/مارس تشن قوات الأمن الإسرائيلية عمليات شبه يومية في الضفة الغربية بعد مزاعم هجمات شنها فلسطينيون وعرب إسرائيليون في “إسرائيل” والضفة الغربية قتل فيها عشرات الأشخاص معظمهم من المدنيين، وخلال هذه العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي قُتل ما يقارب الـ100 فلسطيني بينهم من “عرب إسرائيل” بمن فيهم الصحافية في قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة التي كانت تغطي عملية في جنين.

وبالتالي، إنّ العدو سيطور بالتأكيد من أساليبه الإجراميّة التي لا يمكن لكلمات أن تصفها، وهذا التغيير في طرق إجرام الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار في الضفة، والذي تم تدريب الجنود على استخدام هذه الطائرات إذا كانت هناك حاجة لها، يؤكّد أنّ العدو الصهيونيّ لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يتوقف عن إجرامه وقضمه لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وأكبر دليل على ذلك نص إعلان الدولة المزعومة، والذي يدعي أنّ أرض فلسطين هي مهد الشعب اليهوديّ، وفيها تكونت شخصيته الروحيّة والدينيّة والسياسيّة، وهناك أقام دولة للمرة الأولى، وخلق قيماً حضاريّة ذات مغزى قوميّ وإنسانيّ جامع، وأعطى للعالم كتاب الكتب الخالد، ويزعم الإعلان أنّ اليهود نُفيوا عنوة من بلادهم، ويعتبرون أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في “إسرائيل” وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسية في فلسطين.

من ناحية أُخرى، إنّ الشيء الآخر الذي ليس أقل خطورة، هو علنية خيارات “إسرائيل” في زيادة الإجرام والاعتقالات في الضفة الغربية المحتلة، من خلال استخدام المسيرات وتغيير أوامر فتح النار على الفلسطينيين، واعتبار السياج الحدودي بين الأراضي التي سلبتها “إسرائيل” والمناطق الفلسطينية خط حدود بكل معنى الكلمة، ما يعني أنّ أحداث الضفة الغربية ستكون بالفعل الفتيل في إشعال التوتر مجدداً على الساحة الفلسطينيّة، وتقود إلى جولة أخرى من الحرب، قد تدهور الأوضاع بأكملها، وتُبعثر كل الأوراق السياسيّة والأمنيّة، وبالأخص في ظل تصعيد الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وتحذيرات فصائل المقاومة في فلسطين من أن استمرار هذه الجرائم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويصل إلى حد مرحلة خطيرة للغاية، ناهيك عن أنّ التصعيد الأمنيّ الحاليّ في القدس والضفة الغربية حذر منه مسؤولون إسرائيليون تحسسوا خطر تصرفات حكومتهم الطائشة والسياسية الصهيونيّة العدوانية.

تصعيد إجراميّ

“استخدام الاحتلال للمسيرات في الضفة الغربية المحتلة هو تصعيد اجرامي خطير”، هذا ما أشارت إليه حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” التي أوضحت على لسان المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع أنّ استخدام جيش الاحتلال الصهيوني طائرات مسيّرة مسلحة في الضفة الغربية المحتلة يكشف حالة الرّعب والفشل التي يعيشها قادته بفعل العمليات البطولية التي ينفذها الفلسطينيون المقاومون، والتصدّي المستمر لاقتحاماته في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة المحتلة، في محاولة يائسة لن تفلح في إخماد جذوة الاشتباك المتصاعد ضد جنوده المحتلين وقطعان مستوطنيه.

وفي ظل تمادي قوات الاحتلال الإسرائيليّ بجرائمها ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم، وارتكابها أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين وخاصة في الفترة الأخيرة، تؤكّد حماس أنّ كل أدوات القتل ووسائل الإرهاب التي يستخدمها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطينيّ، لن تجلب له أمناً مزعوماً، ولن تحقّق له أهدافه الخبيثة في مواصلة حربه المسعورة على أرض الفلسطينيين ومقدساتهم وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.

ويشار إلى أنّ الكيان الصهيونيّ الذي بات يوصف بـ “العنصريّ” دوليّاً، قام منذ ولادته غير الشرعيّة على العنف المفرط والإجرام غير المعهود، حتى الصهاينة أنفسهم لا ينكرون ذلك، لأنّهم أسّسوا كيانهم الإرهابيّ وفق ما يُعرف بمنهج “القبضة الحديديّة” وهم يؤكّدون ذلك بكل فخر في أيّ مكان ومع كل مناسبة، فمنذ يوم 14 مايو/ أيار عام 1948، حين قام هذا الكيان وحصل على اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتيّ بعد دقائق من إعلانه، وحتى اليوم، لم تتغير سياسة قادته، بل زادت ظلماً وعدواناً حتى وصلت إلى قمة الإجرام والإرهاب، والتاريخ الحديث والجديد أكبر شاهد على الوحشيّة والدمويّة الصهيونيّة في فلسطين والمنطقة.

“سنشعل كل نقطة يوجد فيها جنود الاحتلال ومستوطنوه”، هذا ما يقوله الفلسطينيون الذين يكررون بشكل دائم أنّهم لن يسكتوا على الاعتداءات الإسرائيليّة الجبانة مضيفين إنّ “دماء شهدائهم ستبث الروح والحياة في الشعب الفلسطينيّ العظيم ولن تذهب هدراً”، فيما يدرك أبناء الضفة الغربيّة كما غيرهم من الفلسطينيين، في الوقت الذي تمنع فيه السلطة الفلسطينيّة التي يرأسها محمود عباس إطلاق يد المقاومة لتقوم بدورها في لجم العدوان الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ، يتصاعد الرد الفرديّ على هذه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة، وإنّ الضفة المحتلة ترسل رسائل دائمة مفادها بأنّها ستكون على الدوام وقوداً لثورة الشعب الفلسطينيّ التي لن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينيّة، حيث إنّ رد الشعب الفلسطينيّ على هذه الجرائم سيكون بالفعل مقاومة جديدة وانتفاضة متواصلة.

في النهاية، دعا المتحدث باسم حركة حماس جماهير الشعب الفلسطيني البطل إلى مواصلة صمودهم وتصدّيهم للاحتلال بكل الوسائل حتى دحره عن أرضنا وانتزاع حقوقهم المشروعة، حيث يعلم الفلسطينيون وفصائل المقاومة باستثناء السلطة الفلسطينيّة أنّ التحرر من استعباد وطغيان المحتل الأرعن لا يكون إلا بالمقاومة ولو بأبسط الوسائل، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها، والمسبب الأوحد لتلك الحوادث والجرائم التي يرتكبها العدو في الضفة المحتلة بنظرهم هو الخنوع الكامل من قبل حركة فتح التي ستشهد مع حليفتها تل أبيب بلا شك وقوع “ثورة غضب عارمة” بالقريب العاجل، لأنّ التصدي لهجمات المستوطنين وعربدتهم المتصاعدة هو السبيل الوحيد لردعهم ولحماية فلسطين وشعبها، بما يقطع الطريق أمام قوات الاحتلال والمستوطنين ويوقف عربدتهم وتغولهم في أراضي الفلسطينيين، لمحاولة إنهاء الوجود الفلسطينيّ عبر كل الوسائل.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق