وزير الخارجية يطلق تحذيرات من نيويورك: داعش والهول خطر على البشرية
سياسة ـ الرأي ـ
حذر وزير الخارجية فؤاد حسين من أن تنظيم “داعش” يشكل تهديداً للبشرية جمعاء، مناشداً الدول الغربية الاستمرار في ملاحقة فلول التنظيم حتى يتم القضاء عليه بالكامل.
وفي مقابلة خاصة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، بالانجليزية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال حسين إن قضية داعش يجب أن تؤخذ بجدية لأنها عندما بدأت كانت صغيرة ايضا لكن ان اصبحت مشكلة، لا بسبب الاسلحة التي بحوزتهم فقط، وانما ايضا بسبب ايديولوجيتهم وثقافتهم وأفكارهم.
وقال الوزير “لهذا علينا أن نحارب داعش، ليس فقط بمواجهتها في الميدان العسكري أو بالوسائل العسكرية”، مشيرا الى الحاجة لأنماط مختلفة من التعليم لمواجهة داعش كأيديولوجية، مضيفا أن هناك حاجة الى منصات مختلفة للتحدث عن هذه الايديولوجية، لانها “في نهاية المطاف تشكل تهديدا على البشرية”.
ولفت تقرير “فوكس نيوز” إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها أعلنوا الانتصار على داعش وإنهاء “خلافتها” في العام 2019 بعدما دمروا معقلها في قرية الباغوز، مضيفا ان قوات سوريا الديمقراطية التي تتعاون مع القوات الأمريكية، قادت الجهود العسكرية على الأرض. الا ان فلول داعش مستمرة في نشاطها في المناطق النائية في كل من العراق وسوريا.
وأشار إلى عملاء داعش يركزون نشاطهم في التجنيد في مخيم الهول للنازحين، وهو الاكبر في سوريا والذي وصفه قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال مايكل كوريلا بانه “مركز لتفريخ” المقاتلين المستقبليين في التنظيم.
وأعرب الوزير عن مشاعر قلق مشابهة للجنرال الأمريكي، مشيرا الى ان المخيم يهدد عدة دول اقليمية، محذرا من أنه في حال لم يتم احتواء المخيم، فانها سيتحول الى مركز لنشاط الدواعش بحرية في داخل سوريا مجددا.
وتابع حسين “ماذا سيحدث؟ هذا يعني انه سيصبح نشطا مرة أخرى داخل سوريا وهم سيعبرون الحدود، وهو سيأتون لأن سوريا ليست بعيدة عن حدود العراق، ولهذا يعبرون الحدود ويأتون إلى العراق”.
الا ان حسين اشار الى ان بلاده تتطلع الى الولايات المتحدة مشيدا بالعلاقات بين البلدين رغم بعض المسائل والمشكلات خلال بعض المراحل. غير انه اكد على ان العلاقات بعد الانسحاب العسكري، اصبحت “صحية اكثر”، موضحا ان بامكان الأمريكيين دعم العراق بعدة طرق خاصة تطوير الاقتصاد العراقي، ولهذا فان بمقدور أمريكا أن تلعب دورا مهما داخل العراق.
واشار حسين الى ان التوتر في العراق تصاعد بسبب انسحاب ادارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي الايراني، وان جهود ادارة جو بايدن من اجل احياء الاتفاق تمثل “تطورا ايجابيا”.
غير ان التقرير اشار الى ان الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي يسعى العراق الى بناء شراكة معها، حيث ان موقع العراقي الجيوسياسي يتطلب منه أن يقيم علاقات جيدة مع جيرانه ويراعي المصالح الاجنبية ما يعني أنه يتحتم على بغداد ان تبرم اتفاقات مع إيران والصين التي عززت من استثماراتها في العراق من خلال معادلة الاعمار مقابل النفط.
وقال حسين ان “العراق بحاجة الى اقتصاد وبنى تحتية عراقية. نحتاج الى اعادة الاعمار، والصين، او الشركات الصينية، بامكانها ان تعلب دورا في هذا الوضع”. الا انه اوضح ان الوضع ليس كما يوصف بأن العراق معتمد بدرجة كبيرة على هذه الصفقات، موضحا ان العراق ولفترة طويلة لم يبدأ بترجمة تطبيق هذه الصفقة إلى واقع.
واكد حسين “لدينا علاقة جيدة مع الجارة إيران، ولدينا علاقة جيدة مع الكويت والأردن وتركيا ودول الخليج، وعلاقاتنا تعتمد على الكثير من المجالات، وهي لها علاقة بالتاريخ، والجغرافيا والثقافة”.
وتابع قائلا ان “إيران جارتنا، ونحن نتعامل مع إيران كدولة صديقة، وهذا لا يعني بأنه ليس لدينا بعض المشاكل، الا اننا نحاول التعامل معها من خلال الحوار”.
ولفت التقرير إلى أن جانبا من احساس الوزير العراقي بالقلق يتعلق بالصعوبات السياسية التي لا تزال تضرب العراق، حيث أدت الانتخابات الى نشوء الحاجة لتشكيل حكومة ائتلافية لم تتحقق حتى الآن. كما أن التوتر يتزايد بشكل حاد منذ آب/أغسطس عندما اعلن الزعيم الصدري مقتدى الصدر استقالته من السياسة بعد مرحلة طويلة من الجمود، وهو ما فجر احتجاجات تسببت في اقتحام أنصاره مبنى البرلمان.
الا ان حسين وصف الصدر بانه “زعيم محترم يتمتع بدعم جيد في المجتمع العراقي”، مضيفا ان لدى الصدر سياساته، وهو المسؤول عنها، لكنه يستحق الكثير من الاحترام من الخارج.
وتابع الوزير قائلا “نحن ملتزمون جميعا بالعملية الديمقراطية، واجرينا منذ عام انتخاباتنا، وللاسف فان الاحزاب السياسية بسبب الصراع فيما بينها، لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة”.
لكن حسين اضاف ان “المفاوضات والحوارات الاخيرة بين الاحزاب قد تتيح لنا الفرصة لتشكيل حكومة جديدة”، مضيفا “لا اعرف متى، الا انني ارى ان عملية التفاوض بين الأحزاب تجري بشكل جيد، وهناك خيار لعقد جلسة للبرلمان في المستقبل القريب”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق