استراليا وهولندا بصدد اعادة مواطنيها ‘زوجات واطفال داعش’ من مخيمات سوريا
وكالات ـ الرأي ـ
أعلنت أستراليا أمس الاحد، أنها تعمل على خطط لإعادة أكثر من 20 شخصاً من مواطنيها من النساء والأطفال، الذين انضمّوا سابقاً إلى تنظيم داعش الإرهابي، من مخيّمي الهول والربيع في ريف الحسكة الذي تسيطر عليهما ميليشيا ‘قسد’
يأتي >لك في وقت تعمل فيه هولندا لإعادة 41 امرأة وطفاً من نساء وأولاد الدواعش من تلك المخيمات.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن صحيفة الغارديان البريطانية، قولها: إن أستراليا ستعيد أكثر من 20 شخصاً من مواطنيها، في المخيم الذي تسيطر عليه ‘قسد’ معظمهم من الأطفال، لكنها لن تخرج جميع الأستراليين من المعسكرات فورًا، متوقعة إجراء عمليات أخرى في الأشهر المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ما زال أكثر من 20 امرأة أسترالية وأكثر من 40 طفلًا، من أرامل وأطفال مسلحي تنظيم داعش القتلى أو المسجونين، داخل مخيمي الهول والربيع.
وأوضحت الصحيفة، أن العديد من النساء المحتجزات في المخيمات، قد أكرهن أو خدعن للسفر إلى سورية، من أزواجهن الذين قد قتلوا سابقًا، وأنهن مستعدات للخضوع لأوامر الرقابة الحكومية إذا جرى إعادتهن، وأن معظم الأطفال الأستراليين المحتجزين حاليًا، هم دون عمر السادسة، حيث ولد العديد منهم داخل المخيمات.
ونقلت الغارديان عن المتحدثة باسم وزارة الداخلية الأسترالية، كلير أونيل: أن الأولوية القصوى للحكومة الأسترالية هي حماية الأستراليين والمصالح الوطنية الأسترالية، بناءً على نصائح الأمن القومي، وبالنظر إلى الطبيعة الحساسة للمسائل المعنية، فلن يكون من المناسب تقديم المزيد من التعليقات، لكن الصحيفة أكدت من مصادر متعددة أن مهمة الإنقاذ وشيكة.
ويحتجز معظم الأستراليين، بينهم 44 طفلًا، في مخيم ربيع القريب من الحدود العراقية، والذي يعتبر أكثر أمانًا من الهول وفق إحصائيات عدد الضحايا في كلا المخيمين، لكن سوء التغذية، وانتشار الأمراض، والعنف من الأمور الشائعة في مخيم الربيع.
وتأتي الأنباء عن عملية أستراليا لإعادة رعاياها، بعد عدة حوادث وقع فيها أشخاص أستراليون ضحايا داخل المخيمين، ففي تموز الماضي، أبلغت أسرة الشاب المولود في سيدني، يوسف زهاب، أنه توفي لأسباب غير مؤكدة، حيث سبق أن أصيب بالسل، وأرسل نداءات للمساعدة أثناء حصار داعش لسجن الصناعة في مدينة الحسكة، في بداية العام الحالي.
وفي عام 2021، انهارت فتاة أسترالية تبلغ من العمر 11 عاماً بسبب سوء التغذية في مخيم الربيع، في حين في عام 2020، عانت فتاة أسترالية تبلغ من العمر ثلاث سنوات من إصابة صقيع شديدة في أصابعها خلال الشتاء.
وفي عام 2019، أطلقت أستراليا مهمة إنقاذ سرية من المخيمات، لإعادة ثمانية أيتام أستراليين، من بينهم مراهقة حامل، لكن منذ ذلك الوقت، رفضت الحكومة إعادة أي شخص آخر إلى الوطن متذرعة بمخاوف أمنية.
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وجه في نيسان الماضي، رسالة إلى الحكومة الأسترالية؛ حول قلقها بشأن 46 مواطناً أسترالياً، بينهم 30 طفلاً في المخيّمات التي تسيطر عليها قسد.
وفي السياق قالت قناة آر تي إل الهولندية، أن السلطات الهولندية تعمل على خطّة لإعادة دفعة كبيرة من نساء مسلحي تنظيم داعش برفقة أطفالهن، من مخيّمات قسد.
وكشفت القناة عن أن عملية استعادة النساء، ستمثّل الدفعة الأكبر على الإطلاق لتشمل 41 امرأة وطفلاً من مناطق سيطرة قسد.
وأثارت قضية إعادة نساء وأطفال داعش نقاشات سياسية ساخنة في مجلس الوزراء الهولندي، انتهت بالموافقة تحت الضغط على إعادتهم وفق خطط وجداول زمنية.
وجميع نساء هذه الدفعة وعددهنّ 12 امرأة، يحملنَ الجنسية الهولندية، ومقيمات في مخيّمات في شمال سورية، مع أطفالهن وعددهم 29، في حين تتوزّع الهولنديات بين مخيّمي الهول والربيع.
وفي أيار الفائت حكمت المحكمة الهولندية؛ أنه في حال لم يتمّ إعادة النساء، سيتمّ إيقاف القضايا الجنائية ضدهنّ، ووضع القاضي مهلة أمام الحكومة لتنفيذ الإجراء، مدّة أربعة أشهر.
وعادةً عند وصول الدفعات إلى هولندا، يتمّ حبس كل امرأة في جناح خاص للإرهابيين في السجن؛ ليقِفنَ لاحقاً أمام المحكمة، في حين يتمّ وضع الأطفال تحت الإشراف في دور رعايا.
وأعادت هولندا عدداً من رعاياها في سورية على دفعات؛ لكن لم تكن بهذا الحجم الذي يتمّ الحديث عنه مؤخّراً، حيث تم في العام الماضي إعادة امرأة هولندية كانت منضمّة لتنظيم داعش مع طفليها، لمقاضاتها في قضية تورُّطها مع الإرهاب.
ووفقاً لتقارير هولندية، سافر نحو 300 شخص من هولندا، إلى العراق وسورية، النساء منهم معظمهنّ مع أطفالهن الآن في مخيّمات للنساء، في حين يقيم الرجال منهم في مراكز احتجاز لدى قسد.
يذكر أن ألمانيا أعادت 91 شخصاً من مواطنيها في سورية، وفرنسا 86 شخصًا، والولايات المتحدة 26 شخصًا، كما أعادت كازاخستان أكثر من 700 شخص من مواطنيها. بينما أعادت روسيا حتى شباط الماضي 244 طفلاً، في حين أعادت كوسوفو أكثر من 200شخص، في وقت تدير فيه فرنسا حالياً عملية لإعادة مواطنيها، بمن فيهم الأيتام.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق