التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

ردود الفعل الداخلية والخارجية على انتخاب رئيس جديد للعراق 

بعد قرابة عام من الاضطرابات السياسية وعدم قدرة المجموعات السياسية على تشكيل حكومة جديدة، انتخب أعضاء البرلمان أمس الرئيس الجديد للعراق ليقوم بخطوة أساسية لإنهاء الجمود السياسي.

ونجح اجتماع مجلس النواب برئاسة محمد الحلبوسي لانتخاب الرئيس، الخميس، للوصول إلى النصاب القانوني للتصويت بحضور 269 نائبا، وانتخب البرلمانيون في المنافسة بين عبد اللطيف رشيد وبرهم صالح أخيرًا رشيد لمنصب رئيس الجمهورية بأغلبية 162 صوتا مقابل 99 صوتاً لبرهم صالح وبطلان 8 أصوات.

جاء هذا التصويت بعد أن أعطى الإطار التنسيقي مهلة أسبوعين للحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي لكردستان العراق، للتوصل إلى اتفاق لاختيار مرشح مشترك لمنصب رئيس الجمهورية.

التاريخ السياسي لعبد اللطيف رشيد

رشيد الذي أعلن عن ترشحه في اللحظة الأخيرة هو صهر عائلة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. يعرف العراقيون في الغالب السجل التنفيذي لهذا المهندس البالغ من العمر 78 عامًا من خلال الدفاع عن القضايا البيئية.

على الرغم من عدم تمتع رشيد بسمعة سياسية، إلا أنه ليس غريباً على الساحة السياسية. يتمتع السياسي الكردي، الحاصل على شهادة في الهندسة الهيدروليكية من المملكة المتحدة، بمهنة سياسية طويلة في الحكومة الفيدرالية في بغداد. كان الرئيس العراقي الجديد عضوا في أول حكومة عراقية تشكلت بعد الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أطاح بنظام البعث.

بين عامي 2003 و2010، شغل منصب وزير الموارد المائية وشارك في حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وكانت للرئيس العراقي الجديد علاقات وثيقة مع الرئيس الراحل جلال طالباني، مؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني، وكان يعمل مستشارًا للرئيس بعيدًا عن الأضواء منذ عام 2010.

تظهر سيرة رئيس جمهورية العراق المنشورة في 9 صفحات على موقعه على الإنترنت أنه كان أيضا مستشارا مستقلا وخبيرا في المؤسسات الدولية وشارك في العديد من مشاريع الري والتنمية الزراعية.

ردود الفعل الداخلية على انتخاب الرئيس الجديد

وانفجر خبر انتخاب الرئيس الجديد كالقنبلة في الأجواء السياسية الداخلية للعراق وأسفر عن ردود فعل عديدة استندت أساسًا إلى تقبل هذه القضية.

وغرد الرئيس الأسبق برهم صالح يوم الخميس وهو يهنئ الرشيد قائلا: “تشرفت بالقيام بواجباتي كرئيس للعراق تحت مظلة الوطنية ودعم الإصلاحات من أجل دولة قادرة على خدمة المواطنين وسألتزم باتباع هذه المبادئ”.

وكتب مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء المؤقت الذي يقضي أيامه الأخيرة في منصب رئيس الوزراء بتقديم محمد شياع السوداني وزيرا جديدا للحكومة في تغريدة: نهنئ انتخاب الدكتور عبد اللطيف رشيد رئيساً للعراق. وأضاف: نتمنى له التوفيق في مهمته ونطلب من جميع القوى السياسية التعاون والدعم.

كما كتب قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي وأحد الشخصيات المقربة من الكاظمي على تويتر: “نهنئ الدكتور عبد اللطيف رشيد على انتخابه رئيسا للجمهورية لمواصلة بناء عراق قوي وبلد كريم يستحق تضحيات شعبنا”.

في غضون ذلك أصدر بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني لكردستان العراق بيانا أمس بشأن انتخاب عبد اللطيف رشيد لرئاسة العراق. وقال طالباني في هذا البيان، أثناء إعلانه فوز حزبه في المنافسة طويلة الأمد مع الحزب المنافس، إن إرادة الاتحاد الوطني في العملية السياسية لم تتأثر بكل المؤامرات والفتن، وأصر على قراره الوطني.

وبحسب ملف صوتي نشرته وسائل الإعلام المحلية، قال طالباني أيضًا عن تصرفات الحزب الديمقراطي: “لقد رشحوا هوشيار زيباري وقمنا بإقصائه، رشحوا مرشحًا آخر (ريبر أحمد) وقمنا بإقصائه”. وحتى لو رشحوا عدداً آخر من المرشحين كنا سنقصيهم جميعًا “.

وفي رد فعل آخر، أعلن رئيس الوزراء المنتخب محمد شياع السوداني، الخميس، عزمه تشكيل حكومة قوية وتحدث في الوقت نفسه عن مساعيه لإجراء انتخابات محلية ونيابية.

وقال السوداني في كلمة متلفزة إنه مستعد لخدمة الشعب وأداء واجبه وسداد ديونه للعراق وشعبه النبيل، وأعلن عزمه الكامل على التعاون مع كافة القوى السياسية والاجتماعية.

وتابع: سأبذل قصارى جهدي لتشكيل حكومة قوية مصممة على تنفيذ أهدافها وخطتها من خلال الجمع بين القوى السياسية وإدخال شخصيات كفؤة وخبيرة وصادقة قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها.

كما أعلن عن خطة حكومته لاقتراح إصلاحات اقتصادية بهدف تنشيط القطاعين الصناعي والزراعي، ودعم القطاع الخاص، وتنويع مصادر الدخل، ومعالجة الآثار البيئية والتغيرات المناخية، وحماية الموارد المائية وسيكون محاربة الفساد على رأس أولوياته وسيحاول سدّ طرق الفساد بالتعاون مع السلطتين التشريعية والقضائية.

سكوت الصدر

مع انتخاب رئيس جديد للعراق وايضا ادخال الشخص المنشود من الإطار التنسيقي لمنصب رئيس الوزراء يعتقد الكثيرون ان صبر نوري المالكي رئيس الوزراء الاسبق وأحد قادة الإطار التنسيقي نجح في التغلب على نفاد صبر مقتدى الصدر، حيث أحيا المالكي الآن نفوذ وقوة الماضي، لكن الصدر يجد نفسه الآن خارج اللعبة تماما.

إلا أن الصدر لم يتفاعل بعد مع الأحداث المهمة التي وقعت في اليوم السابق، والتي تعطي بالطبع معنى الاستياء وليس اللامبالاة، لأن تطورات اليوم السابق كانت بمثابة فشل كامل لسياسات الصدر وبناء تحالفه.

بينما كان الصدر قد عارض بشدة انتخاب السوداني مرشحًا لرئاسة الوزراء، أعلن مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق وأحد حلفاء تحالف نجاة مهين (الصدر، البرزاني، الحلبوسي) على تويتر: تحدثت الليلة عبر الهاتف مع (محمد السوداني) وتمنيت له النجاح كرئيس للوزراء الجديد وفي جهوده لتشكيل حكومة جديدة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق