التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ماليزيا شاهد على جرائم التجسس الدوليّ للكيان الإسرائيليّ.. النتائج والعبر 

أعاد خبر إنقاذ السلطات الماليزية مواطناً فلسطينيّاً من سكان قطاع غزة اختطفه جهاز الموساد الإسرائيلي من ماليزيا، قضية عمليات جهاز الاستخبارات الصهيونيّ وإحباط شبكاته التي تعمل لمصلحة العدو الغاصب في أكثر من بلد، والهدف الأول والأخير هو القيام بعمليات تجسس على رعايا أجانب وبالأخص الفلسطينيين واغتيالهم، بواسطة أدوات استخبارية متطورة للغاية بعد تعقب دقيق وربما طويل، وقد أشادت وزارة الداخلية الفلسطينية بالجهود الماليزية، وتفكيك خلية تعمل لمصلحة تل أبيب داخل البلاد، بعد تمكنها من اختطاف خبير فلسطيني في تكنلوجيا المعلومات وسط العاصمة كوالالمبور في 28 سبتمبر/أيلول الفائت، في الوقت الذي يقوم الكيان الصهيونيّ الغاشم بقتل الشعب الفلسطينيّ والتجسس عليه واستعمار أرضه منذ عام 1948.

عقب 24 ساعة من اختطاف الخبير الفلسطينيّ أعلنت المواقع الإخباريّة الماليزيّة عن تمكن مخابرات البلاد من الوصول إلى المواطن الفلسطيني وتأمين مغادرته خارج البلاد، وتحدث المعلومات أن الموساد الإسرائيلي جنّد مواطنين ماليزيين لمطاردة أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل الأراضي الماليزيّة، كما أنهم تعقبوا مواطنَين يُعتقد أنهما من المقاومة الفلسطينية وسط العاصمة كوالالمبور، وعادة ما يعمل الجواسيس لمصلحة الموساد بتوفير معلومات عن أمن الدولة والتجسس السياسيّ أو العسكريّ، إضافة إلى إفشاء معلومات عن مصالح الدولة الأمنية والسياسية والكشف عن معلومات سريّة ينبغي كشفها، أو يكونوا أشخاصاً دخلوا بطريقة غير شرعيّة إضافة إلى إدارة عمليات تحويل الأموال لشبكات التجسس من خلال مكاتب التحويلات وحسابات الأموال المشفرة.

وفي هذا الشأن، أشارت المعلومات إلى أن عملاء الموساد الماليزيين أخطؤوا في تحديد هوية الشخص المطلوب إسرائيليّاً، فاعتقلوا شخصا آخر، وأن استخبارات العدو الإسرائيلي حققت مع الشاب الفلسطيني عبر الفيديو من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشأن ارتباطه بـ “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، فيما اعترض الفريق هدفين فلسطينيين بعد الـ 10 مساءً يوم 28 سبتمبر، عندما كان الثنائي على وشك دخول سيارتهما بعد تناول العشاء في مركز تجاري قريب، وكلاهما من خبراء برمجة الكمبيوتر، ووفقا للمخابرات الماليزية نزل 4 رجال من سيارة بيضاء وتوجهوا إلى سيارة الفلسطينيين وقاموا بجرّ السائق من داخلها إلى سيارتهم بالقوة، وحذر المختطِفون صديق المختطَف من الاقتراب، فركض لطلب المساعدة، وتمكن أفراد الأمن من تتبع السيارة التي توجهت نحو منزل ريفيّ.

أيضاً، إن المجندين الماليزيين لخدمة الكيان الصهيوني أجبروا ربما على ترك صديق المختطف يفلت، كما أنهم فشلوا في تغطية وجوههم ولوحة السيارة، وهو ما ساعد السلطات على الوصول إليهم بسهولة، وأفادت مواقع إخباريّة ماليزيّة بأن استنطاق الخبير الفلسطينيّ تم تحت التعذيب وأنه تمركز حول خبرته في تطوير تطبيقات الحاسوب، وقوة حركة المقاومة حماس في تطوير البرمجيات، وإضافة إلى أسئلة حول أعضاء كتائب القسام، حيث أصيب بجروح في رأسه ورجليه وأماكن أخرى من جسده، ورجحت الشرطة المحلية أنّ الخاطفين كانوا سيقومون بالتخلص منه بعد إنهاء التحقيق معه.

وبما أنّ الشعب الفلسطينيّ المهجر من بلاده يدافع عنها بشتى الطرق، تقوم المخابرات الإسرائيليّة وعملاؤها باستهداف الفلسطينيين واغتيال بعضهم من خلال التجسس، فيقومون بمطاردتهم وتصويرهم وجمع معلومات عن الفلسطينيين المقيمين في أكثر من دولة، حيث تلعب وحدات الحرب الإلكترونية وغير الالكترونيّة دوراً كبيراً ضمن الجيش الصهيونيّ في التجسس على المجتمع الفلسطينيّ، في ظل الرغبة الإسرائيلية بزيادة التضييق على الشعب الفلسطينيّ خاصة الأشخاص والمنظمات التي تتمتع بعلاقاتٍ دوليةٍ واسعةٍ ومؤثرة، ويتلقى العدو تقارير تتضمن معلومات شخصية مفصلة عن الأشخاص البارزين والعاملين في منظمات وجمعيات فلسطينية، مثل عناوين الإقامة، وصورهم، وعناوين بريدهم الإلكتروني، وأرقام هواتفهم، وقد سرّب جواسيس مراراً -حسب تقارير- معلومات بطرق مشفرة حول شخصيات تنتمي إلى حركات فلسطينية مختلفة، مقابل التعهد للجواسيس بدفع رواتب ثابتة لهم.

ومن الجدير بالذكر أنّ وسائل إعلام تابعة للعدو أعلنت في مايو/أيار 2021، أن الاحتلال أعلن الحرب على حركة “حماس” في جميع أنحاء العالم، وقال مسؤولون صهاينة إنهم “سيطاردون كل قادة حماس أينما كانوا”، وفي 21 أبريل/نيسان 2018 قُتل فادي محمد البطش (35 عامًا) وهو أستاذ فلسطيني وعضو في الحركة التحرريّة “حماس”، بإطلاق نار من سيارة في كوالالمبور، واتهمت عائلته الاستخبارات الإسرائيليّة بالوقوف وراء مقتله، فيما حاول جهاز استخبارات الاحتلال نفي ضلوعه في ذلك على الرغم من أن “حماس” ألقت القبض على رجل اعترف بتكليفه من قبل الموساد بتلك المهمة.

خلاصة القول، كل فلسطينيّ هو هدف للعصابات الصهيونيّة التي تحتل فلسطين وأراض عربيّة عدّة وبالأخص أولئك الذين يمكن أن يخدموا القضية الفلسطينيّة العادلة ولو بكلمة، لذلك يجب على الفلسطينيين في الداخل والخارج التنبه إلى إعلان تل أبيب إرهابها المباشر على الشعب الفلسطيني منذ وقت طويل، لأنّها تعي تماما دور البعض في دعم صمود الشعب الفلسطينيّ، ودورهم في تثبيت لُحمة المجتمع الفلسطينيّ في ما يواجهه الشعب الفلسطينيّ من تفكيك وتفتيت ممنهج، إضافة إلى ضرورة محاربة مهمة بعض الأشخاص في السرية والدقة التامة، لمنع نقل معلومات حساسة وسريّة، ومن الضروريّ محاسبة الكيان الغاصب دوليّاً لارتكابه بشكل دائم جريمة التجسس الدوليّ من خلال عملاء المخابرات الإسرائيليّة، حيث يظهر في كل قضية من هذا النوع هو مدى لهفة العدو وأجهزته الأمنيّة لجمع معلومات معظمها تتعلق بأبرياء واستخدمها لتمزيق المجتمع الفلسطينيّ وسحق قضية هذا الشعب، ناهيك عن أن الفلسطينيين في الداخل أيضاً يعيشون تحت الحكم العسكريّ الصهيونيّ وهم عرضة وبشكل كامل للتجسس والمراقبة من المخابرات الإسرائيلية، وتستخدم المعلومات للمحاكمات السياسيّة وبذر الانقسام في المجتمع الفلسطينيّ وتجنيد العملاء ووضع المجتمع في مواجهة نفسه، ما يعطي الحق للفلسطينيين بالطريقة نفسها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق