التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

كيف فشل الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني 

– ألغت الحكومة الأسترالية قبل ايام رسميا قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

في مؤتمر صحفي أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ يوم الثلاثاء أن الحكومة الأسترالية ستلغي قرار الحكومة السابق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت إن رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق سكوت موريسون اتخذ خطوة سيئة بالاعتراف بالقدس بدلاً من تل أبيب، ما تسبب في استبعاد أستراليا من المجتمع الدولي. كما أكد وزير الخارجية الأسترالي أن وضع القدس هو موضوع يجب حله بالنهاية بالتفاوض بين سلطات فلسطين وتل أبيب. وتابع وزير خارجية أستراليا التأكيد على ضرورة تحقيق حل الدولتين.

جاءت تصريحات وزير الخارجية الأسترالي بشأن هذه القضية بعد وقت قصير من ورود تقارير في وقت مبكر من يوم الاثنين الماضي تفيد بأن أستراليا أزالت اسم القدس عاصمة للكيان الصهيوني من على مواقع حكومية.

في منتصف ديسمبر 2018، أعلن سكوت موريسون، رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، في خطاب له أنه سيعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وإمكانية نقل السفارة الأسترالية إلى تل ابيب. وقال موريسون في نفس الوقت، إن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس سيعتمد على نتيجة اتفاقية السلام بين الكيان الصهيوني وفلسطين، ورأى ممثلو المعارضة الأسترالية، ردًا على قرار موريسون، أنه بهذا الإجراء يسعى لكسب المزيد من الدعم من أمريكا باعتبارها الحليف الرئيسي لهذا البلد، وكذلك لكسب أصوات المواطنين اليهود في بلاده في الانتخابات القادمة.

خلال فترة رئاسته التي استمرت أربع سنوات، قدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خدمات واسعة ومهمة للكيان الصهيوني، لدرجة أنه يشار إليه على أنه أهم داعم للكيان الصهيوني في تاريخ الرؤساء الأمريكيين. حاول دونالد ترامب في البداية تحقيق المصالح المنشودة للكيان الصهيوني بالخطة المعروفة بصفقة القرن، لكن المعارضة الواسعة لهذه الاتفاقية وغياب الجانب الفلسطيني تسببت في فشلها.

بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الأمريكية لعام 2020، أعرب نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، عن توقه لترامب في رسالة التهنئة إلى بايدن وكتب: أقدر لك كل الصداقة التي كانت بينك وبين إسرائيل (الكيان الصهيوني) ومعي؛ كان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومرتفعات الجولان، والتعامل مع إيران، واتفاقيات السلام التاريخية، والارتقاء بالتحالف بين واشنطن وتل أبيب إلى آفاق جديدة، كلها من إنجازاتكم.

في 6 ديسمبر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. تم اتخاذ هذا الإجراء في موقف لم يجرؤ فيه الرؤساء الأمريكيون في العقود السبعة من السياسة الخارجية لهذا البلد على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني خوفًا من عواقبها السلبية، وقام بنقل سفارة البلاد من تل أبيب إلى القدس.. في الوقت نفسه، تعرض هذا الإجراء لانتقادات من قبل معظم القادة الدوليين، بما في ذلك مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت. في شباط 2018، أعلنت الحكومة الأمريكية أنها ستفتح سفارتها في مبنى القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، وأقيم حفل نقل السفارة في 14 مايو 2018.

عواقب نقل السفارة الأمريكية

من أهم نتائج نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. كما أن هذا الإجراء، إذا اتبعته دول أخرى، يمكن أن يؤدي إلى إعادة بناء الهيكل الإداري والسكني للقدس الشرقية على أساس المعايير الصهيونية. كما أن هذا الحادث يمكن أن يزيل قضية القدس من أي مفاوضات في المستقبل ويهيئ الاستعدادات لتسليم إدارة شؤون القدس الإسلامية والمسيحية للمحتلين الصهاينة.

كيف فشل المشروع الصهيوني الأمريكي؟

بالتزامن مع حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، كانت هناك احتجاجات حاشدة في فلسطين، خاصة في قطاع غزة، استشهد خلالها ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا في قطاع غزة وحده. من ناحية أخرى، قوبل تحرك الولايات المتحدة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس بإدانة عالمية، وخاصة من الدول الإسلامية. يشار إلى أنه وحسب المصادر الصهيونية فإن دول العالم المختلفة لم ترحب بحفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، ورغم إرسال 86 دعوة لدول مختلفة إلا أن عدد قليل من الممثلين حضروا الحفل.

من ناحية أخرى، قاطعت 54 دولة من بينها روسيا ومصر والمكسيك هذا الحدث. إجمالاً، رغم كل جهود الكيان الصهيوني، حضرت 33 دولة على المستوى الدبلوماسي، وليس على المستوى الرفيع، حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس. من الدول الأوروبية، كانت ألبانيا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر ومقدونيا ورومانيا وصربيا وأوكرانيا فقط حاضرة، بينما حضر هذا الحفل 11 دولة فقط من القارة الأفريقية بأكملها.

القليل من الترحيب بحفل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة

والحقيقة أن التواجد الضئيل لدول العالم في هذا الحفل وضع المسمار الأخير في نعش خطة نقل السفارات الأجنبية إلى القدس المحتلة، وأدرك الكيان الصهيوني حقيقة أن متابعة هذا الإجراء على المستوى الدولي ليس مفيدا لهم، وستزداد معارضة الكيان الصهيوني داخليا (غزة والضفة الغربية)، والمنطقة المحيطة (الدول العربية والإسلامية) وعلى المستوى الدولي (أوروبا، إلخ).

من ناحية أخرى، أظهر عدم قبول تصرفات إدارة ترامب من قبل دول أخرى في العالم انخفاضًا حادًا في نفوذ أمريكا على دول أخرى في العالم. ورافقت هذه الحادثة لاحقًا معارضة دولية لعمل الحكومة الأمريكية بالانسحاب من الاتفاقات والالتزامات الدولية، وتسبب في وصول واشنطن إلى أدنى مستوى من التأثير حتى على حلفائها القدامى في الدول الأوروبية.

عامل مهم آخر في عدم استمرار نقل السفارات الأجنبية إلى القدس يتعلق بالدخول الجاد للمقاومة الفلسطينية في خط التطورات الفلسطينية. بعد مرور قرابة عام على هذه الحادثة، علمت المقاومة الفلسطينية الصهاينة درسًا قاسياً في عملية سيف القدس، ومن خلال إقامة توازن بين القدس وغزة، ذكَّروا الصهاينة بأن أي تغيير في قضية القدس سوف أن يقابل برد فعل واضح من المقاومة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق