إدانة عالمية للعملية الإرهابية في شيراز
في العقد الماضي عندما اجتاحت أزمة انعدام الأمن والحرب العديد من المناطق، كانت إيران مركز الاستقرار والأمن في المنطقة، ولقد سارعت طهران بمساعدة جيرانها للتعامل مع الإرهابيين التكفيريين والافكار التكفيرية التي كانت تنتشر في كل مكان. وخلال هذه الفترة، سعى أعداء الأمة الإيرانية، للتعويض عن هزائمهم، كما اعترف محمد بن سلمان، إلى جر الحرب إلى حدود إيران. إلا أن هذه المؤامرات لم تحقق هدفها المشؤوم ، إلا أن الاضطرابات أعطت أعداء أمن إيران الفرصة لتنفيذ واحدة من خططهم الإرهابية لقتل العشرات من أبناء الشعب الإيراني.
ولقد أطلق إرهابي مسلح، مساء الأربعاء الماضي، النار على الزوار بعد دخولهم شاه جراغ في شيراز، ما أدى إلى استشهاد 15 شخصا وإصابة 20 آخرين. وأعلن نائب ضابط الأمن في مدينة شيراز أن الإرهابي رجل بحريني يبلغ من العمر 30 عامًا ومتزوج قام بعملياته بشكل فردي وأطلق نحو 60 رصاصة على كل شخص يراه أمامه. وهذا الإرهابي تم استهدافه من قبل الأجهزة الأمنية في فترة وجيزة.
وبعد هذه العملية الإرهابية تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية. كما هاجم تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران / يونيو 2017 مرقد الإمام الخميني (ره) والمجلس الشوری الإسلامي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص. ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل كثيرة عن منفذ الهجوم الإرهابي حتى الآن.
إدانة عالمية للهجوم على ضريح شاه جراغ
أثار الهجوم الإرهابي على ضريح شاه جراغ موجة من ردود الفعل العالمية. حيث بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى نظيره الإيراني سيد إبراهيم رئيسي في أعقاب الهجوم الإرهابي على ضريح شاه جراغ، وأعلن في هذه الرسالة عن استعداد روسيا لزيادة التعاون في مكافحة الإرهاب. ومن جانبه ندد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بشدة بهذا الهجوم الإرهابي وأعرب عن تعاطفه مع إيران شعبًا وحكومتها.
وأعرب هيثم بن طارق، سلطان عمان، عن تعازيه للهجوم الإرهابي الذي وقع في مرقد أحمد بن موسى (ع)، والهجوم الإرهابي لداعش على زوار شاه جراغ، وأعرب عن تعازيه مع شعب إيران.
وندد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية في بيان له بالعمل الإرهابي في ضريح شاهشيراغ وأعرب عن تعاطفه مع جمهورية إيران الإسلامية لسقوط عدد من المدنيين. وأكد هذا المسؤول الباكستاني أن هذا البلد يدين بشدة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.
كما أدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذه الجريمة النكراء بنشره رسالة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وكتب: “ندين بشدة الهجوم الإرهابي الشنيع والوحشي على مرقد الشيعة في مدينة شيراز، ونتمنى رحمة الله على القتلى والشفاء العاجل للمصابين “.
وكتب محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني، في تغريدة، استنكارًا لهذا الهجوم الإرهابي، أن هذا العمل يزيد من تضامن الأمة الإيرانية في مواجهة العدو. وعبر هذا المسؤول في أنصار الله عن تعازيه للمرشد الأعلى وأهالي الشهداء على هذه الحادثة المأساوية، سائلاً الله تعالى الشفاء العاجل للمصابين.
ومن جهته، استنكر السيد عمار الحكيم زعيم الحكمة الوطنية العراقية، في رسالته حادث شاه جراغ الإرهابي، وأعرب عن تعازيه للمرشد الأعلى للثورة الاسلامية ولشعب إيران، وأكد أن نسأل الله أن يرحم شهداء هذه الحادثة، ويصبر أهلهم ويشفي الجرحى.
كما أصدرت وزارة خارجية جمهورية أذربيجان بيانا أدانت فيه هجوم داعش الإرهابي على الزوار في شيراز، وأكدت بالقول، “تعازينا القلبية لأسر الضحايا ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل”. وكتبت الوزارة على حسابها على تويتر أن أذربيجان كدولة واجهت الإرهاب تدين بشدة جميع أشكاله ومظاهره.
كما كتب وزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان في رسالته على تويتر، “نعرب عن خالص تعازينا ومواساتنا لشعب وحكومة إيران في أعقاب الهجوم الإرهابي على ضريح شاه جراغ في مدينة شيراز، والذي أدى إلى المأساة ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل.”
كما نددت وزارة الخارجية الفنزويلية بالهجوم الإرهابي على مرقد شاه جراغ في شيراز من خلال نشر بيان للتضامن مع إيران حكومة وشعبا. وفي هذا البيان، قالت، “تدين جمهورية فنزويلا البوليفارية في إطار دبلوماسية السلام، أي شكل من أشكال الإرهاب الذي يشكل تهديدا خطيرا للأمن العالمي”.
كما ردت مجموعات المقاومة العراقية على الهجوم الإرهابي في شيراز برسالة وأصدر قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، رسالة عبر قناته على تلغرام، كتب فيها إدانته للهجوم الإرهابي على زوار مرقد شاه جراغ، بعد أن تبعهم الإرهابيون التكفيريون وقتلوهم. وقال، “أوهام مريضة تحاول السيطرة على بلادنا، ودول المقاومة، والآن عادوا إلى طبيعتهم الإجرامية والبربرية وأطلقوا النار على زوار مرقد السيد أحمد بن إمام موسى الكاظم (ع) في مدينة شيراز الإيرانية”. وفيما يلي رسالة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق: “ندين هذا العمل الوهابي الإجرامي المظلم الذي ينتهك حرمة إراقة الدماء والمقدسات. نحمل المنصات التي تروّج للأفكار التكفيرية وداعميها من بين الحكّام الظالمين المسؤولين عن عمليات القتل الوحشي هذه، ونطالب المؤسسات الدينية والمنظمات الدولية بمواجهة الاعتداءات الاستفزازية ضدّ أتباع أهل البيت (ع).”
صمت المدافعين عن حقوق الإنسان عن جريمة شيراز الإرهابية
وعلى الرغم من رسائل التعزية والإدانة للهجوم الإرهابي من بعض الدول الصديقة والمجاورة، ولكن حتى الآن لم تدين الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي تقدم نفسها على الدوام كمدافعين عن حقوق الإنسان وتدعم الإرهابيين، وخاصة مجموعة المنافقين والانفصاليين، هذا العمل الإرهابي الذي وقع في شيراز. وفي الأسابيع الأخيرة، اتهمت الدول الغربية الجمهورية الإسلامية بانتهاك حقوق الإنسان ومن خلال دعم أعمال الشغب الإيرانية، طالبت تلك الدول طهران باحترام حقوق مثيري الشغب. بل إن هذه الدول أصدرت إذنًا بتنظيم مظاهرات مناهضة لإيران لإظهار أن أبعاد دعم الاضطرابات الإيرانية خارج هذا البلد واسعة، من أجل زيادة الهجوم الإعلامي والسياسي على طهران.
إن تنظيم الدولة داعش الارهابي الذي ارتكب هذه الجريمة النكراء هو من صنع الغرب الذي أنشأ هذه المجموعة لإسقاط النظام في سوريا. وكما سبق أن أعلنت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، أن داعش من صنع أمريكا نفسها، والتي تم إنشاؤها بمساعدة مالية من الأنظمة العربية وبدعم من تركيا.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أدت الأعمال الإرهابية للجماعات المختلفة المدعومة من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، إلى استشهاد أكثر من 17 ألف شخص في إيران. وفيما يتعلق بهذه الأعمال الإرهابية، لم يتم اتخاذ أي إجراءات عملية من قبل منظمات حقوق الإنسان، بل إن بعض مرتكبي هذه الأعمال ومؤيديها يعيشون في أوروبا ويتلقون الدعم المالي والسياسي الضروري من تلك الدول.
وفي السنوات الأخيرة، اتهمت السلطات الصهيونية والسعودية إيران مرارًا بالتدخل في شؤون دول المنطقة وزعمت أنها ستجر الحرب إلى إيران وأن إرسال الإرهابيين هو جزء من مشاريع هذه الأنظمة لمهاجمة إيران. وبعد اندلاع أعمال الشغب في إيران، أعلنت السلطات الأمنية أنها اكتشفت عدة شحنات أسلحة كان من المفترض استخدامها لإحداث حالة من انعدام الأمن داخل إيران.
في الوقت نفسه، وبالتوازي مع إرسال الإرهابيين وتنفيذ عمليات إرهابية، فإن الإرهاب الإعلامي، المتمركز في الشبكات التابعة للسعودية، ومقرها بشكل أساسي في لندن، يعمل بنشاط من خلال إثارة الشغب ونشر أخبار كاذبة لخلق حالة من انعدام الأمن في البلاد.
المصدر/ الوقت