التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 21, 2024

بدء شرارة الانتفاضة المسلحة من الضفة الغربية 

بينما حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية من أي مغامرة للکيان الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة والقدس، إلا أن الصهاينة يواصلون أعمالهم الاستفزازية في هذه المنطقة.

في أعقاب تعزيز قوة المقاومة في الضفة وتزايد العمليات الاستشهادية، هاجمت القوات الصهيونية مرةً أخرى مدينة نابلس وأطلقت النار على سكان هذه المنطقة، وخلال هذه المواجهات تدخلت القوات المسلحة للضفة الغربية لمواجهة المحتلين.

في الاشتباكات التي دارت بين القوات الصهيونية ومجموعة “عرين الأسود” المقاومة، استشهد 6 فلسطينيين وأصيب 33 آخرون، ويقال إن أحد الشهداء هو أحد قادة عرين الأسود.

وأعلنت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي استهدف بطائرة مسيرة بعض المنازل في مدينة نابلس. وكانت الاشتباكات منتشرةً في هذه المنطقة، وحسب بعض الشهود، فقد شاهدوا مشهدًا من الجحيم.

والنقطة الأهم أن القوات الصهيونية هاجمت هذه المرة نابلس بالأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، واستهدفت بعض المناطق التي زعمت أن قوات عرين الأسود موجودة فيها.

تصاعدت حدة الصراع بين الجيش الإسرائيلي وجماعة عرين الأسود في الأسابيع الأخيرة، وحذر الصهاينة من صعود هذه المجموعة في الضفة الغربية.

وقبل أيام استشهد أحد قادة هذه المجموعة على يد الصهاينة، وأعلنت المقاومة أنها ستنتقم بشدة من المجرمين. وأعلن أعضاء هذه المجموعة في بيان، أن “بنادق عرين الأسود عطشة مثل صحراء النقب، فانتظروا، أصبحنا بركان غضب ونستعد لإشعال ألسنة النار.”

لقد وجهت هذه المجموعة، التي أعلنت عن وجودها في الضفة الغربية والقدس منذ ثلاثة أشهر، ضربات قوية بالصهاينة، وقتلت وجرحت عددًا من الجنود الإسرائيليين. وتخشى السلطات الصهيونية بشدة ظهور هذه المجموعة في الضفة الغربية، وتعرب عن قلقها على مستقبل هذه المجموعة.

ولهذا السبب، شددوا في الأسابيع الأخيرة حلقة الحصار في الضفة الغربية ونابلس، لمنع هذه المجموعة من جذب المزيد من الفلسطينيين. لكن كل هذه الأعمال أدت إلى الفشل، والفلسطينيون يميلون نحو هذه الجماعات يوماً بعد يوم، وبسبب التوتر المتزايد بين الجانبين، أصبحت الضفة الغربية في نقطة الغليان لبدء انتفاضة جديدة.

تحذير الفصائل الفلسطينية

أثارت جرائم الکيان الصهيوني في نابلس تحذير الفصائل الفلسطينية. حيث قال المتحدث الرسمي باسم السلطة الفلسطينية إن حصار نابلس والهجوم على المدن والقرى والمخيمات واستمرار الاعتداء على المسجد الأقصى، يشكل إعلان حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وقادته.

کما أكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس) تضامنها مع سكان مدينة نابلس المحاصرة بالضفة الغربية، ودعت إلى تكثيف المقاومة. وأوضحت حماس في بيانها أن استمرار حصار نابلس ومدن ومخيمات الضفة الغربية، جريمة واسعة النطاق لن تنجح أبدًا في هزيمة إرادة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني. واعتبر بيان حماس أن “حصار نابلس أظهر مرةً أخری الفشل الأمني للکيان الصهيوني أمام صمود ومقاومة الفلسطينيين”.

بدوره أشاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بكفاح المقاومين الدؤوب في جميع أنحاء الضفة الغربية، وخاصةً مدينة نابلس، ضد الكيان الصهيوني، وقال: إن هذه المدينة ترسم طريق العزة بدماء الشهداء. هذه التضحيات ستزيد من تأجيج الثورة في الضفة الغربية وتجعل المحتلين يندمون على جرائمهم.

وأثنی هنية علی مجموعة “عرين الأسود” المقاومة الناشئة في الضفة الغربية، والتي تسببت في ارتباك وعجز الجيش الصهيوني، وقال: إن عرين الأسود هي قوة كبيرة علی مستوی فلسطين، وستكون منصةً لجميع المقاتلين الذين يظهرون وحدة الدم والمصير، والمستقبل سيکون مصحوباً بتغييرات أكبر.

حتى وقت قريب، كان السلاح الوحيد للمقاتلين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس هو الأقواس والسهام التي استخدموها ضد الصهاينة، لكن منذ الأشهر الماضية تغيرت عملية القتال والنضال، ودخلت المرحلة المسلحة بإعلان وجود مجموعات مقاومة.

وحاول الجيش الصهيوني في الأشهر الماضية، بهجماته المتكررة على المسجد الأقصى والقدس، تحذير الفلسطينيين من الانضمام إلى مجموعات المقاومة، لكن مع تزايد جرائم المحتلين، يزداد غضب الفلسطينيين.

لأن الفلسطينيين أصبحوا يعتقدون أن السبيل الوحيد لتحرير الأراضي المحتلة هو الكفاح المسلح، ولهذا السبب يرحب الكثير من الفلسطينيين بالمقاومة في الضفة الغربية.

أصبحت الضفة الغربية هذه الأيام مسلخاً للصهاينة، وقد أدى تزايد العمليات الاستشهادية إلى أن يكون الجيش الإسرائيلي على أعلى درجات الجاهزية. وعلى الرغم من أن الکيان الصهيوني ومنظمة السلطة الفلسطينية يحاولان السيطرة على الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية، إلا أن التوتر بين الفلسطينيين والصهاينة يتصاعد يومًا بعد يوم، لدرجة أن السلطات الصهيونية والأمريكية تحذر من بداية انتفاضة جديدة في هذه المنطقة.

وقد اعترف أحد مسؤولي الأمن الإسرائيليين مؤخرًا بالتوازن الذي وُجد بين الفلسطينيين والکيان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وقال إنه في السابق، عندما كانت هناك تهديدات من الفلسطينيين في هذه المنطقة ضد الإسرائيليين، اعتادت قوات الشرطة على تهدئة المواجهات بمهاجمتهم. ولكن الآن، للقضاء على التهديدات، تعمل جميع قوات الموساد والشاباك والجيش والشرطة معًا لمواجهة الفلسطينيين.

مثل هذه التصريحات تظهر أن الوضع الأمني ​​في الضفة يتجاوز التهديدات التي يقلق الصهاينة منها، وتمكن الفلسطينيون من صنع ردع لأنفسهم حتى لا يرغب الأعداء في استمرار احتلالهم.

ويأتي قلق الصهاينة من خروج الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية عن السيطرة، بينما في الأسابيع الأخيرة وضعت الفصائل الفلسطينية خلافاتها جانباً ووقعت اتفاقية مصالحة في الجزائر، وتوحدت ضد المحتلين.

لأن الکيان الإسرائيلي کان يستغل الفجوة بين هذه المجموعات في السنوات الماضية، ويعمل على تطوير خطط احتلاله في الضفة الغربية والقدس، لكنه بعد ذلك سيتصرف بالحيطة والحذر بشکل أكبر.

إن صعود جبهة المقاومة الجديدة في الضفة الغربية هو أكبر تهديد للصهاينة، لأنهم يخشون أنه في حال نشوب صراع واسع النطاق، سيتم استهدافهم من كلا جانبي غزة والضفة الغربية.

الجيش الإسرائيلي عجز عن التعامل مع مقاومة غزة وهزم في حروب متكررة مع هذه الفصائل، وإذا تشكلت جبهة ثانية فسيتعرض لضربات شديدة من الفلسطينيين. والنار التي أشعلها الصهاينة مؤخرًا في الضفة الغربية، يمكن أن تكون شرارة انتفاضة لن تكون هذه المرة بالحجارة، بل ستدخل المرحلة المسلحة التي يمكن أن تضع الفلسطينيين في موقع أعلى من الصهاينة.

تشير الأدلة إلى أن استراتيجية الكيان الصهيوني قد فشلت في التعامل مع استراتيجية المقاومة في الضفة الغربية، ولم يؤد قمع الفلسطينيين في هذه المنطقة إلى تراجع الفلسطينيين فحسب، بل دفعهم أيضًا إلى تكثيف نضالهم ضد مشروع الاحتلال.

لذلك، فإن الهجمات المستمرة على هذه المنطقة لن تضمن فقط أمن الأراضي المحتلة، ولكن مع الدخول الشامل للمقاومة إلى ساحة المعركة، سيكون هذا الکيان أقرب إلى الانهيار.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق