قائد الثورة الإسلامية: أميركا ضعيفة للغاية
سياسة ـ الرأي ـ
قال قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، أن البعض يرون أن أمريكا قوة لا يمكن المساس بها لکن هذه الدولة هشة وضعيفة للغاية، مؤكداً أن الولاليات المتحدة تفتخر بجرائمها و منها اغتيال الشهيد سليماني بطل محاربة الإرهاب، قائلاً “سنفي بوعدنا بخصوص استشهاد سليماني في الوقت المناسب”.
واستقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الاربعاء حشدا من طلاب المدارس في حسينية الإمام الخميني(رض) بطهران وذلك بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي وذكرى السيطرة على وكر التجسس الاميركي في العاصمة طهران، (4 تشرين الثاني/نوفمبر 1979) وخاطب التلامیذ وقال إن المستقبل لکم مضيفا أن يوم التلميذ في إيران يجسد الشر الأميركي وهزيمته.
يذكر انه وقبل 43 عاما اي في 4 نوفبر/ تشرين الثاني من العام 1979 قام الطلبة الجامعيون الإيرانيون بالإستيلاء على السفارة الأمريكية احتجاجًا على مؤامرات أمريكا العديدة ضد الثورة الإسلامية الإيرانية. والشعب الإيراني يحيى كل عام، اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي عبر إقامة المسيرات المليونية في كل أنحاء البلاد، معلنًا رسالة الثورة الإسلامية أي ’’ الإستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية‘‘.
اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار يوم تاريخي يجدر استخلاص العبر منه
ووصف قائد الثورة الاسلامية اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار يوما تاريخيا يجدر استخلاص العبر منه وأوضح أن هذا الیوم تاریخي لأنه سجل الأحداث التي لا تنسی ولا ينبغي نسيانها وستبقى في التاريخ لانه تسبب في ردود فعل تمثل درسًا لنا ، ولمستقبل البلد وشعبنا وحياتنا.
وخاطب التلامیذ وقال: تعلموا من هذه التجارب والمستقبل لكم.
عداء الأمريكيين للشعب الإيراني يعود إلى الانقلاب الأمريكي عام 1953 و ليس السيطرة على سفارتهم عام 1979
وقال إن الأمریکیین یزعمون أن عداء أمريكا للشعب الإيراني والاختلاف بين البلدين یعودان إلی قیام الطلبة الجامعيین في إيران باستیلاء علی السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 بعد تأكدهم من قيامها بمهام تجسسية.
وقال إنهم یقولون کذبا وإن تحدي الشعب الإيراني مع الأمريكيين بدأ منذ انقلاب أغسطس 1953 (الانقلاب الأمريكي علی الحکومة الوطنية للدکتور محمد مصدق ).وصرح أن الساسة الاميركيين يدّعون بمنتهى النفاق وعدم الحياء بانهم يدعمون الشعب الايراني.
وأوضح أنه في 28 أغسطس 1953، أطاحت أمريكا بحكومة مصدق التي كانت حكومة وطنية قائلا إن مشكلة مصدق الوحيدة مع الأمريكيين والغربيين هي أنه کان يريد تأميم النفط منعا لنهبه من قبل بريطانيا.
وتابع سماحة قائد الثورة الاسلامية قائلا تآمر الأمريكيون على مصدق وقاموا بانقلاب أغسطس بينما وثق مصدق بهم وظن أن الحكومة الأمريكية ستدعمه في مواجهة البريطانيين لكنهم خانوه و ضعوا الخنجر فی ظهره واعتقلوا مصدق ورفاقه وأُعدم بعضهم وسُجن بعض الآخر لسنوات عديدة.
جرائم ومؤامرات امريكا في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية
واستعرض قائد الثورة الاسلامية جرائم ومؤامرات أمريكا بعد انتصار الثورة وأشار إلی دعم واشنطن للجماعات الانفصالية في الأيام الأولى للثورة وحیاکة المؤامرة لتدبیر انقلاب عسكري علی قاعدة الشهيد “نوجه” الجوية بمحافظة همدان شمال غرب البلاد ودعم الإرهاب الأعمى لزمرة لمنافقين الذي اسفر عن سقوط آلاف الشهداء في جمیع انحاء البلاد.
ولفت سماحته في جانب اخر من حديثه الى دعم واشنطن الشامل لنظام صدام البائد خلال شن الحرب المفروضة على ايران (1980-1988) وإستهداف طائرة ركاب إيرانية من قبل السفينة الأمريكية فوق مياه الخليج الفارسي والذي أدى إلى استشهاد نحو 300 شخص وتکریم السلطات الأمريكية آنذاك قائد البارجة فينسنس تقديرًا لدوره المباشر في استهداف الطائرة و فرض الحظر على الشعب الإيراني منذ العام الأول لانتصار الثورة وفرض أشد العقوبات في السنوات الأخيرة ودعم الفوضى والفتنة في إيران.
وأضاف في عام 2009 ، بينما بعث الرئیس الأمریکي الأسبق أوباما رسالة صداقة لنا ، أعلن الأمريكيون صراحة دعمهم للفتنة بهدف القضاء علی الجمهورية الإسلامية.
الولاليات المتحدة تفتخر بجرائمها و منها اغتيال الشهيد سليماني بطل محاربة الإرهاب
واعتبر اية الله العظمى علي الخامنئي استشهاد الجنرال وبطل الايرانيين وبطل المنطقة الشهید قاسم سليماني من قبل الأمريكيين والتفاخر بهذه الجريمة من المؤامرات الشريرة التي حاكتها امريكا فخاطب الامریکیین قائلا لقد دعمتم الصهاينة وهم قتلة لعلمائنا نوويين وبقیامکم في تجميد مليارات الدولارات من أرصدة الشعب الایراني في أمريكا ودول أخرى ، حرمتم شعبنا من استخدام أصولها لتقليل مشاكلها.
بصمات أميركا في معظم الأحداث المعادية لإيران واضحة
وأضاف يمكن مشاهدة بصمات أميركا في معظم الأحداث المعادية لإيران لکن الشعب الایراني تمكن من احباط مؤمرات العدو وقال طبعا لن ننسا بعض الحوادث وسنفي بوعدنا بخصوص استشهاد سليماني في الوقت المناسب.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن أمريكا اليوم هي التي قدمت في الماضي الدعم لنظام صدام البائد وهي نفس الدولة التي قامت بتنفيذ انقلاب في 28 أغسطس 1953 وأوضح أن أسلوبها في العداوة يختلف عن الماضي وقد أصبح أكثر تعقيدًا، لكننا نثق في شبابنا ونعلم أنهم قادرون على التغلب على هذه الأساليب المعقدة داعيا الى التحلى باليقظة.
الأحداث الأخيرة في إيران حرب مركبة
واعتبر أحداث الأسابيع القليلة الماضية “حربا مشتركة” وليست مجرد أعمال شغب في الشوارع ، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني هما عدوان للجمهورية الاسلامية الايرانية وتابع: جاءت بعض القوى الأوروبية الخبيثة وبعض الجماعات إلى الميدان بكافة الإمكانيات وباستخدام وسائل الإعلام وقدرات الفضاء الافتراضي ورغم ذلك وجه الشعب الايراني صفعة لمن يضمر الشر لايران.
إيران يمكن أن تتبوأ مكانا بارزا في النظام الجديد
وفي إشارة إلى بوادر التغيير في النظام العالمي وظهور نظام جديد في العالم اوصى سماحته الشباب الى معرفة مكانة ايران والايرانيين في النظام الجديد العالمي واضاف ان ابعاد هذا النظام لم تتضح بعد إلا انه يمكن ترسيم خطوطه الرئيسيه.
واضاف: ان إيران يمكن أن تتبوأ مكانا بارزا في النظام الجديد لما لها من الخصائص البارزة مثل “القوة البشرية الذكية والموهوبة والموارد الطبيعية المتنوعة والوفرة والموقع الجغرافي المميز والأهم من ذلك، المنطق الحكومي والحضاري العالي الذي تتمتع به.
واعتبر أن الخط الأساسي الأول للنظام الجديد هو “عزلة أمريكا” وأضاف:على عكس الماضي، عندما كان الأمريكيون يعتبرون أنفسهم القوة الوحيدة المهيمنة في العالم فانها لا تمتلك حاليا اي مكانة مهمة في النظام الجديد وستضطر الى الانسحاب من مختلف نقاط العالم.
وقال يمكن مشاهدة بوادر التراجع الامريكي بوضوح بسبب مشاكلها الداخلية غير المسبوقة التي تعاني منها في مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وكذلك الخلافات والانقسامات الدموية الداخلية في هذا البلد.
الأمريكان يخطئون دائما في حساباتهم في المنطقة
وأشار إلى خطأ محاسبات البيت الابيض في القضايا العالمية كمؤشر آخر على تراجع هذا البلد واعتبر العدوان علی افغانستان قبل 20 عامًا للقضاء على حرکة طالبان والذي أدی إلی العديد من الجرائم والقتل في هذا البلد واضاف ان امريكا اضطرت الى الانسحاب من افغانستان و تقديمها الی طالبان معتبرا ذلك مؤشرا علی سوء فهمها للقضایا ومحاسباتها الخاطئة.
ووصف الإمام الخامنئي الهجوم على العراق وفشل الأمريكيين في تحقيق أهدافهم في هذا البلد مثالا آخر على خطأ حسابات الأمريكيين وقال: كان الأمريكيون يسعون إلى تنصيب عملائهم منذ البداية ، و ماكانوا يتوقعون الأوضاع الحالية للعراق وتولي السياسيين العراقيين الامور عبرالانتخابات و لم يكن هذا ما أرادوه أبدًا ، هم فشلوا هنا أيضًا.
واعتبر سماحته فشل أمريكا في سوريا ولبنان ، خاصة في القضية الأخيرة لترسيم الحدود البحرية ، مثال آخر على الفشل بسبب الخطأ في الحسابات وقال: تصويت الناس لأشخاص مثل الرئيس الحالي للولايات المتحدة والرئيس السابق من علامات تراجع قوة أمريكا. في الدورة السابقة ، تم انتخاب رئيس مثل ترامب ، وكان الجميع يعتبرونه مجنونًا ، وفي الدورة الحالية يتم انتخاب رئيس يعرفه الجميع بحالته.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن هذه القضايا تدل على انحدار حضارة ،مؤكدا أن العديد من القوى الغربية تشبه أمريكا في هذا الصدد ، وقال: وصل التدهور الأخلاقي والشر والجريمة إلى حد أن الغربيين يدربون التدمير والفوضى في وسائلهم الإعلامية ويعلمون فيها كيف يمكن تصنيع الزجاجات الحارقة والقنابل اليدوية؟
لأمريكا دور واضح في أعمال الشغب الأخيرة في إيران
وأشار آية الله خامنئي إلى الدور الواضح لأمريكا في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد في الأسابيع القليلة الماضية وقال: الإعلان المشترك لوزارة الامن والحرس الثوري عن الاضطرابات احتوى على معلومات واكتشافات مهمة ويظهر أن العدو خططت لأعمال الشغب في طهران والمدن الكبيرة والصغيرة.
واعتبر وجود بعض المراهقين والشباب في الشوارع والساحات بأنه ظاهر الأمر وقال : هؤلاء هم أطفالنا وليس لدينا نقاش معهم لأنهم دخلوا الساحة بسبب بعض الإثارات والعواطف و بعض الإهمال في الأمور، ولكن المهم الذين أداروا هذه المشاهد بخططهم و برامجهم.
إيران رائدة في محاربة الاستكبار
ووصف قائد الثورة الاسلامية الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصدرا لجبهة المقاومة ضد القوى المستبدة، ولفت الى ان الامام الخميني (ره) كان من أول اطلق شعار “لا شرقي ولا غربي” حيث اصبحت هذه الكلمات القوية شائعة اليوم لدرجة أن الكثير من الناس في منطقتنا يؤمنون ويتصرفون بمنطق المقاومة ويستخلصون منه وشهدناه نموذجا منه في لبنان وما حققه اللبنانيون بمباركة حزب الله فيما يتعلق بمصادر النفط والغاز.
وكان الطفل الايراني “ارتين_سريداران” أحد جرحى الجريمة الإرهابية في شيراز حاضرا في لقاء الطلاب مع قائد الثورة الاسلامية. وفقد ارتين والديه وشقيقه جراء تلك الجريمة في26 تشرين الاول.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق