الوفاق تدعم خطاب البابا في البحرين.. الضغوط أتت بثمارها
– أعلنت جمعية الوفاق الوطنية الإسلامية في البحرين دعمها لخطاب “البابا فرنسيس” زعيم المسيحيين الكاثوليك في العالم، والذي عبّر فيه عن حاجة البحرين إلى تطبيق مجموعة من القوانين والمبادئ المتعلقة بالحريات وإنهاء التمييز واحترام حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق أصدرت جمعية الوفاق البحرينية بيانا قالت فيه: “نقبل طلب البابا فرنسيس بمكافحة التمييز الديني في البحرين، وعدم انتهاك حقوق الإنسان، وضمان الحقوق الأساسية لجميع المواطنين، واحترام التزامات الدستور وتنفيذه، وإلغاء عقوبة الاعدام واحترامها حقوق السجناء “.
وتابع البيان: “نتفق مع ما قاله البابا فرنسيس وندعو إلى العمل الجاد لوقف التمييز وتقييد الحريات بكل أنواعها”. وقد طرح البابا مجموعة من القيم الإنسانية المهمة فيما يتعلق بالقضايا السياسية والإنسانية خلال زيارته للبحرين.
وأكدت الوفاق أن واقع البحرين أسوأ مما قيل، وهذا الوضع يتطلب عملاً عمليًا وحقيقيًا.
وكانت جمعية الوفاق الإسلامية البحرينية قد أصدرت مؤخراً بياناً للبابا فرنسيس الذي زار البلاد وقالت: “واقع البحرين ليس كما تتخيله، ولقد أغلقت الحكومة كل سبل الحوار في هذا البلد”.
كما خاطبت الوفاق البابا وأكدت أنكم أتيتم إلى البحرين في وضع قام فيه النظام بإلغاء جنسية كبار علماء هذا البلد، وعلى رأسهم آية الله الشيخ “عيسى قاسم” الزعيم الروحي للثورة البحرينية، ونفيه خارج البلاد وهذا العالم البحريني موجود الآن في المنفى.
من خلال نشر هذا البيان على صفحتها على تويتر، كتبت الوفاق أن السلطات البحرينية تعتزم استغلال هذه الرحلة، وأن وضع الحقوق والحرية والتسامح في هذا البلد حرج للغاية. حيث إن سجون هذا النظام مليئة برجال الدين والأساتذة والنخب والشخصيات القومية الذين يتعرضون لكل أنواع التعذيب والإذلال.
تمهيد قبل زيارة البابا
كان أول رد فعل على زيارة البابا للمنامة من الجالية الإسلامية الوطنية في البحرين، التي لا يزال أمينها العام الشيخ علي سلمان في السجن. كما أصدر أربعة من العلماء البحرينيين الموجودين في سجن “جو” المركزي بيانًا موجهًا إلى البابا طالبوه بإثارة قضية حقوق الإنسان في البحرين خلال زيارته للمنامة.
هذه المواقف التي نشرتها الجماعات السياسية – والتي يواصل النظام البحريني البحث عن كل فرصة لقمعها – تظهر الوعي السياسي لحركة المطالبة في هذا البلد. ويعتبر المعتقلون من أبرز الداعمين للتسامح الديني، وكان كلامهم ضمانًا أساسيًا للحفاظ على الوحدة الوطنية والسياسية والدينية لسنوات عديدة. ولكن لدى السلطات البحرينية هدف ثابت يتمثل في الانتقام من خلال استمرار اعتقالهم لمطالبتهم بالعدالة الاجتماعية والحفاظ على القيم الإنسانية والمشاركة السياسية.
إذن ما قصة لقاء الأديان في البحرين بشعار “الشرق والغرب لعيش الإنسان”؟ وماذا تظهر حالة سجون البحرين عن الوضع الداخلي للبلاد؟
منذ بداية الأزمة السياسية، يحاول النظام البحريني التستر على واقع الأزمات السياسية من خلال وسائل الإعلام. فمن يصدق أن حكومة البحرين دمرت حوالي 38 مسجدًا وحرمت علماء الشيعة، ومنهم “الشيخ عيسى قاسم” الزعيم الروحي للثورة البحرينية ، من حق المواطنة ، ستعقد لقاء للأديان، في حين أن الاضطهاد الطائفي والسياسي للأمة قائم في كل زمان ومكان؟ وقد ازداد عدد الشيعة ولكن بنسبة صغيرة جدا في العمل في الوظائف الحكومية والمناصب الوزارية.
منظمات حقوقية ضغطت على البابا
أعلنت منظمات حقوقية أن على البابا فرنسيس، خلال زيارته للبحرين، مطالبة نظام آل خليفة بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان.
وأكدت هذه المنظمات التسعة: “فيما يتعلق بهذه الرحلة التاريخية، على البابا أن يطلب علانية من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والسلطات البحرينية إلغاء أو تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحق السجناء”.
كما طالبت هذه المنظمات الحقوقية البابا بمطالبة السلطات البحرينية بإصدار قرار بإلغاء جميع أشكال التعذيب وسوء المعاملة ضد المنتقدين والمعارضين.
في هذا البيان، طُلب من البابا فرنسيس أن يطلب من ملك البحرين إطلاق سراح جميع المسجونين بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، بمن فيهم نشطاء حقوق الإنسان والمعارضون والصحفيون.
حيث يوجد حاليًا 26 شخصًا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم في البحرين، وسيتم إعدامهم بعد موافقة الملك على الحكم.
تم نشر هذا البيان من قبل هيومن رايتس ووتش، منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، المركز الأوروبي للديمقراطية لحقوق الإنسان، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مركز نشاط حقوق الإنسان، معًا ضد عقوبة الإعدام (ECPM)، معهد القانون الصادر عن البحرين، معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنظمة السلام للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وصل البابا فرنسيس زعيم كاثوليك العالم إلى البحرين في 12 نوفمبر لحضور مؤتمر “البحرين للحوار”.
بعد وصوله إلى البحرين في أول زيارة له للبلاد، دعا البابا فرنسيس إلى احترام حقوق الإنسان والحرية الدينية وتحسين الظروف المعيشية لملايين العمال في الدول الخليجية. وتحدث عن الاحترام والتسامح والحرية الدينية في الدستور البحريني في لقاء مع “حمد بن عيسى آل خليفة” ملك البحرين ومسئولي هذا البلد.
وأعلن البابا: هذه التزامات يجب تنفيذها بشكل مستمر حتى تكون الحرية الدينية كاملة ولا تقتصر على حرية العبادة، ويتم الاعتراف بكل الجماعات والأفراد بكرامة وتكافؤ الفرص دون تمييز وانتهاك لحقوق الإنسان الأساسية.
افتتح مؤتمر البحرين للحوار بشعار “الشرق والغرب للتعايش الإنساني” في 12 نوفمبر في مركز “عيسى” الثقافي في المنامة عاصمة البحرين، وحضر المؤتمر قادة الأديان ومفكرين وشخصيات ثقافية بارزة من مختلف دول العالم.
انعقد هذا الاجتماع بينما كان نظام آل خليفة يضغط على الشيعة منذ سنوات ولا يسمح لهم بإقامة الاحتفالات والطقوس الدينية بحرية.
يذكر اسم نظام آل خليفة الذي يحكم البحرين منذ عام 1975، دائمًا على أنه أحد منتهكي حقوق الإنسان الجسيم إلى جانب المملكة العربية السعودية، والنقطة المشتركة بين هذين النظامين هي القمع الشديد للشيعة في بلادهم.
ما يعمق استياء البحرينيين هو الأخبار اليومية التي تقدمها وسائل الإعلام التابعة لنظام آل خليفة بأن البلاد تهتم بالحرية الدينية وتدابير مثل الإذن بإنشاء معبد للهندوس وكنيسة للمسيحيين ومعبد للمسيحيين واليهود.
ويتابع قمع الشيعة في البحرين هذا العام أيضًا، وشهدت شوارع هذا البلد خلال الأسابيع الماضية تجمعات واحتجاجات جماهيرية ضد سياسات آل خليفة القمعية ضد الشيعة وسجناء حرية التعبير. كما حذر الشيخ عيسى قاسم، زعيم الشيعة في البحرين، من أي ضرر يلحق بهؤلاء الأشخاص في سجون آل خليفة.
في العقد الماضي، اعتقلت البحرين حوالي 15 ألف شخص بسبب معتقداتهم السياسية، لتصبح بذلك أول دولة عربية بها أكبر عدد من السجناء في السنوات الأخيرة، حيث يوجد حوالي 4500 معتقل سياسي في ظروف مزرية.
السجناء السياسيون في البحرين يتعرضون للتعذيب والاضطهاد، ونظام آل خليفة يسكت أي صوت معارض بالاعتقال والتعذيب والإعدام. ويوجد حوالي ألف سجين في سجون آل خليفة هم ضحايا التعذيب بهدف انتزاع اعترافات، وأدانت جماعات حقوق الإنسان مرارًا نظام آل خليفة لقمعه للمعارضة وطالبت بإصلاحات في النظام السياسي في البلاد.
أصبح التغني و التفاخر بشعارات الحريات الدينية في البحرين كذبة مكشوفة للملأ و تدليسا لا مثيل له فالتضييق على شيعة البلاد و منعهم من إحياء شعائر خلال موسم عاشوراء و تمزيق يافطات عاشوراء و التهديد و الوعيد لخطباء المنابر الحسينية ما هو إلا تكريس للهيمنة و التسلط و المعاناة التي تعيشها الطائفة الشيعية في البحرين ولم يستمع نظام المنامة طوال السنوات الماضية لمطالب شعبه بل على العكس قام باستقدام الأجنبي لقمعهم سواء بقوات درع الجزيرة التي تشكلت من قوات سعودية ودول مجلس التعاون، ووصولاً إلى القوات الهندية والباكستانية التي منحت الجنسية البحرينية بهدف قمع الشعب البحريني، وعندما عجز النظام عن ذلك وبات على وشك السقوط، هرع إلى الحضن الأميركي حتى ينجده وبعد أن اخذت الولايات المتحدة ثروة الشعب البحريني ونهبته، أمرت رأس النظام بأن يقوم بالتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لإبقائه في الحكم وتستمر واشنطن بالدفاع عنهم، ورغم ذلك استمرت التظاهرات في الشوارع البحرينية والاعتصامات من أبناء الشعب رفضاً لسياسات النظام في الداخل والخارج، وتأكيداً على أن الشعب البحريني منفصل تماماً عن من يحكم البلاد، ذلك النظام الذي يضطهد شعبه ويحكمه بالحديد والنار.
المصدر/ الوقت