المراهقون الشيعة تحت رحمة إصلاحات ابن سلمان
السعودية التي تُعرف بأنها أكبر منتهكي حقوق الإنسان في العالم بإعدامات تعسفية، تخطط هذه المرة لإعدام ثمانية مراهقين آخرين، وجميعهم من الشيعة.
لقد أصدر النظام السعودي حكم الإعدام بحق هؤلاء الشبان بشكل تعسفي ودون أي اتهامات موجهة، ورداً على الإعدام الوشيك لهؤلاء المراهقين من قبل نظام آل سعود، انتشر وسم “أوقفوا المذبحة” على صفحات الناشطين الإعلاميين.
وفي هذا الصدد، في الأيام الأخيرة أعلنت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان في بيان، أن السلطات القضائية السعودية حكمت على 15 متظاهراً آخرين بالإعدام. وبحسب هذه المنظمة، مع صدور أحكام جديدة بالإعدام، وصل عدد المتظاهرين الذين ينتظرون الإعدام في السجون إلى 53 شخصًا، ثمانية منهم دون سن 18 عامًا.
كما حذر موقع “سعودي ليكس” المنظمات الحقوقية الدولية من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في السعودية. وحذر البيان الصادر عن هذا المصدر، من زيادة الضغط على المعتقلين السياسيين وإصدار أحكام جائرة بحقهم.
وبحسب ما ورد في هذا المصدر الإخباري، فإن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يحاول صرف الانتباه عن حالة حقوق الإنسان غير اللائقة في هذا البلد من خلال تقديم بعض الحريات الشکلية.
عقوبة الإعدام للمراهقين دون سن 18 عاماً غير جائزة شرعاً وإسلاماً، ووفقاً للأحكام الإسلامية لا ينفذ حكم الإعدام على المجرمين حتى يبلغوا السن القانوني. لكن النظام السعودي، خلافًا لادعائه، لا يلتزم بالمبادئ الدينية، وقد أظهر في السنوات الأخيرة أنه لا يرحم حتى الأطفال والمراهقين للقضاء على معارضيه.
بالإضافة إلى هؤلاء المراهقين الثمانية، حُكم على طفل يبلغ من العمر 13 عامًا بالإعدام في الأيام الماضية، مما أثار استياء مؤسسات حقوق الإنسان. كان هذا الطفل يبلغ من العمر 8 سنوات فقط عندما تم القبض عليه، وهو الآن يبلغ من العمر 13 عامًا ومازال في السجن.
وبمثل هذه الإجراءات المناهضة لحقوق الإنسان التي ترکها النظام السعودي في سجله الأسود، فقد وضع اسمه على رأس قائمة منتهكي حقوق الإنسان.
تعدّ عمليات الإعدام الجماعية والاعتقالات التعسفية وتعذيب وسجن النشطاء السياسيين وتضييق الحيز السياسي وحرية التعبير والفكر، من بين حالات انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية.
في كل عام، تعدم السعودية مئات الأشخاص من الشيعة في هذا البلد بذرائع كاذبة، ويتم إعدام بعض هؤلاء الأشخاص جماعيًا. وهذا ليس سوى جزء من جرائم النظام السعودي ضد الإنسانية التي تنشرها وسائل الإعلام، وعدد الأشخاص الذين يقعون ضحية أطماع سلطات الرياض أكبر بكثير من هؤلاء، وبسبب الرقابة الصارمة على الأخبار والجو السياسي المغلق، فإن العديد من هذه الجرائم لا ينشر في وسائل الإعلام.
النظام السعودي لا يسلم حتى جثث العديد من الأشخاص الذين يتم إعدامهم لعائلاتهم، ويدفن هؤلاء في أماكن مجهولة من قبل القوات الحكومية، والعديد من العائلات لا تعرف مكان دفن ضحاياهم. من جهة أخری، فإن جرائم الإعدام الجماعية التي ارتكبتها الرياض کثيرة جداً، لدرجة أن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أعربت مرارًا عن قلقها بشأن هذه القضية.
منذ تنصيب ابن سلمان وليًا للعهد، كان عدد كبير من الأشخاص الذين حُكم عليهم بالإعدام من الشباب. وتقرير هيومن رايتس ووتش عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية مروع، وقد كتبت المنظمات الدولية إلى السعودية أن مثل هذه الإجراءات تشكل انتهاكًا للقانون الدولي، لكن السعوديين لا يلتفتون لمثل هذه التحذيرات ويزيدون من جرائمهم يوماً بعد يوم.
واللافت في الأمر أنه عندما كانت السعودية تقتل أهل اليمن وتقطع جسد المنتقد السعودي جمال خاشقجي إلى أشلاء بالمنشار وتنفذ إعدامات جماعية في الداخل، کانت تشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي تسبب في العديد من ردود الفعل في العالم.
هدف ابن سلمان من إعدام المراهقين الشيعة
محمد بن سلمان، الطامع في السلطة والذي أثبت أنه لا يستمع لأي صوت مخالف، ارتكب العديد من الجرائم خلال فترة حكمه كولي للعهد. بحيث أن قتل آلاف الأطفال والنساء اليمنيين، وقتل جمال خاشقجي، وإعدام المئات من قادة المعارضة والشيعة، هي جزء من جرائم بن سلمان.
وبالنظر إلی أن الحرب في أوكرانيا وظهور أزمة الطاقة قد زادا من حاجة الغربيين لتصدير النفط السعودي، واتخذت هذه الدول موقفاً مرناً تجاه أوضاع حقوق الإنسان في شبه الجزيرة، لذلك انتهز محمد بن سلمان هذه الفرصة واتبع سياسة تصفية الحسابات مع خصومه.
أيضًا، لکي يظهر ديكتاتور مثل ابن سلمان للمعارضة الداخلية أنه لا يخشى زيادة التوترات مع إدارة بايدن وتهديدات الكونغرس، فإنه بتكثيف القمع يبعث برسالة إلى المجتمع مفادها، أن تنفيذ أحكام الإعدام من اختصاص هذا النظام ولا يمكن للغربيين التدخل فيه.
جاء الإعلان عن حكم الإعدام بحق المراهقين الشيعة بعد الكشف عن أنباء شراء السعودية لجزء من أسهم شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”، الأمر الذي أثار موجةً من القلق بين نواب الكونغرس الأمريكي. ويعتقد الكثيرون أنه باستخدام هذه القضية، يمكن للسعودية التعرف بسهولة على خصومها الداخليين وسجنهم أو تصفيتهم.
والقضية الأخرى هي أن ابن سلمان يريد منع أهالي محافظة القطيف، وهم من الشيعة، من القيام بأي عمل استفزازي ضد عائلة آل سعود، من خلال إعدام المراهقين الشيعة وإظهار أن أي إجراء سيقابل برد فعل حاد من النظام.
من ناحية أخرى، من خلال إعدام المراهقين الشيعة وإثارة الرعب، يعتزم ابن سلمان إرسال رسالة إلى الأمراء المتمردين وخصومه الداخليين، مفادها أنهم إذا كانوا يعتزمون التمرد ضده، فإن سيف ابن سلمان حاد للغاية لدرجة أنه سيقطع أعناقهم أيضًا.
في عهد الملك سلمان ونجله، ازدادت عملية الإعدام غير القانوني للأطفال من قبل حكام السعودية، ووفقًا للإحصاءات، فقد تم إعدام أكثر من 10 أطفال خلال هذه السنوات، في حين لا تتوفر معلومات عن عملية محاكماتهم، وكان العديد منهم ضحايا دون أي تهم. وستستمر هذه الدورة المعادية للإنسان ما دام الوهابيون يحکمون السعودية، كما أن الظروف الحالية للنظام الدولي مهدت الطريق لآل سعود لارتكاب هذه الجرائم بسهولة وعلناً.
المصدر/ الوقت