لاعب ملاكمة عراقي يرفض مواجهة منافسه الاسرائيلي
رفض لاعب المنتخب العراقي في الملاكمة التايلاندية “علي الكناني” مواجهة لاعب إسرائيلي في نهائيات بطولة العالم المقامة في تايلاند؛ الأمر الذي قوبل بإشادة من مسؤول برلماني في بغداد.
وقال النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي “حسن الكعبي”، في بيان، إن “اللاعب الكناني عبر عن موقف العراق الرسمي الذي يرفض التطبيع مع الكيان الغاصب المجرم تحت أي عنوان أو ظرف”. وأضاف إن “رئيس وفد المنتخب العراقي والمدرب واللاعبين سجلوا تاريخهم بحروف من ذهب، ولا سيما بعد وصول اللاعب الكناني نصف النهائي، ليعلن رفضه مواجهة الإسرائيلي وينسحب من البطولة”.
وأضاف: “سنستقبل الوفد العراقي واللاعب البطل حال وصولهم كأبطال منتصرين، فقرار الانسحاب بمثابة الحصول على ذهب البطولة، فهو ما جعله بطل في أعين جميع العراقيين والفلسطينيين”. ويأتي هذا الموقف متوافقاً مع توجه العراق بعدم إقامة أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولا يعترف بها، على غرار معظم الدول العربية باستثناء الأردن ومصر.
هذا وقد بلغ الكناني نصف النهائي بعدما فاز على لاعب جنوب افريقيا بفارق النقاط 30/25. وقال رئيس وفد المنتخب العراقي للمواي تاي، مصطفى جبار علك، في بيان للاتحاد، إن “لاعبنا مرشح لنيل ميدالية ذهبية ببطولة العالم وكنا نحتاج لموقف رسمي من الدولة العراقية للانسحاب”. وفي بيان عن وزير الشباب والرياضة العراقي، احمد رياض: “نبارك نجاحات لاعبي المواي تاي في بطولة العالم، ونؤكد لا يمكن التطبيع مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال”. وتابع الوزير، إن “الانسحاب أمام لاعب من الكيان الصهيوني وخسارة ميدالية هو انجاز بحد ذاته بالانتصار للقيم والمبادئ وهو اكبر من أي ميدالية او كأس”.
صحيفة اسرائيلية: اللاعبون العرب يجعلون من إسرائيل أضحوكة
وقد تكررت مواقف اللاعبين الرافضين لمواجهة منافسيهم الصهاينة في مناسبات عديدة كانت أبرزها رفض لاعبين جزائري وسوداني مواجهة غريمهما الصهيوني في اولمبياد طوكيو 2020. هذا وقد وجه اللاعبان الجزائري السوداني في وقتها ضربة قوية لموجات التطبيع العربي المثير للجدل مع الاحتلال في العام 2020، بانسحابهما من مواجهة لاعب إسرائيلي.
وكان أول الرياضيين العرب المنسحبين لاعب الجودو الجزائري، فتحي نورين، بعد أن أوقعته القرعة بمواجهة محتملة مع اللاعب الإسرائيلي بوتبول طاهار ضمن منافسات وزن الـ73 كيلوغراما. وقال “نورين” للتليفزيون الجزائري إن انسحابه جاء في ضوء إيمانه بالقضية الفلسطينية، قبل أن يتم إيقافه وترحيله إلى بلاده، بينما لم يكشف “عبدالرسول” عن سبب انسحابه.
وقد اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن ظاهرة مقاطعة اللاعبين العرب، ورفضهم مواجهة اللاعبين الإسرائيليين في أولمبياد طوكيو، مؤشر على إفلاس التطبيع مع الدول العربية.
وذكرت الصحيفة العبرية ، أن رفض مقابلة لاعب عربي لآخر إسرائيلي خلال المناسبات الرياضية المختلفة “يجرّ عناوين رئيسية”.
وزعمت أن “عالم الرياضة الإسرائيلي لم يدخل في صدمة تامة عندما أعلن اللاعب الجزائري فتحي نورين أنه لن يتنافس ضد اللاعب الإسرائيلي توهار بوتبول في مباراة الجودو ضمن ألعاب أولمبياد طوكيو 2020″، مضيفة: “اللاعبون العرب بتكرار مثل هذه الأمور يجعلون منا أضحوكة”.
ورأت أن “نورين رفع درجة مقاطعة اللاعبين الإسرائيليين درجة، وأعلن على الملأ أنه لن يتنافس في طوكيو، وقال في مقابلة تليفزيونية: “لا أريد ليديّ أن تتسخا”.
كما لخص مدربه “عمار بن خليف” الأمر ببساطة بقوله: “لم يكن لنا حظا في القرعة، فحصلنا على خصم إسرائيلي فاضطررنا إلى الانسحاب”.
وعلقت الصحيفة: “من الصعب أن نفهم كيف وصلنا لواقع مسموح فيه الحديث بهذا الشكل، فاللجنة الأولمبية تتنكر للسياسة وتحافظ على خط متصلب في الموضوع، بما في ذلك تقييد التعبير السياسي أثناء المباريات، فكيف يحتمل أن تكرر هذه الحالات نفسها المرة تلو الأخرى؟”.
ولفتت أيضا إلى انسحاب لاعب الجودو السوداني “محمد عبدالرسول”، ورفضه مقابلة اللاعب الإسرائيلي. ورأت في خطوة اللاعب السوداني “إفلاسا” في التطبيع مع السودان، مؤكدة أن “كل علاقات التطبيع الباردة هذه سبق أن أثبتت في الماضي أنها لا يمكنها أن تغير الواقع، مثلما في حالة الرياضي المصري إسلام الشهابي، الذي رفض مصافحة أور ساساون الإسرائيلي في أولمبياد ريو 2016 في البرازيل”.
وقالت: “يوجد كل أنواع الاتفاقات والبنود الرئيسة والفرعية، والحبر الذي ينتهي في الطابعة من كثرة النسخ، أما على الأرض، على المنصة الأبرز التي يمكن أن تفحص فيها العلاقات الإنسانية، يثبت الرياضيون من هذه الدول العربية أن إسرائيل من ناحيتهم ليست موجودة”.
المصدر/ الوقت