التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

“داعش” ينشط في العراق بأيد أمريكية… ما دور الحشد الشعبي والجيش العراقي في صده؟ 

داعش، التي هاجمت العراق في 2014 وتمكنت من السيطرة على حوالي 45٪ من أراضي البلاد لفترة قصيرة، هُزمت في نوفمبر 2016؛ لكن منذ ذلك الحين، لا تزال الخلايا النائمة لهذه المجموعة الإرهابية نشطة في العراق وسوريا وتقوم بأعمال إرهابية بين الحين والآخر. لدى من يتابع تحركات داعش في العراق أو شرق الفرات في سوريا انطباع بأن داعش لم يختف وأنه يقاتل وينفذ مناورات في مناطق ثابتة وأن لديه قواعد لوجستية وتخطيط عملياتي.

مناطق عمليات داعش في العراق

وجد تنظيم داعش الفرصة لتدعيم مواقعه في بعض الأماكن، وخاصة في كركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين والمناطق الحدودية بين العراق وسوريا وجبال حمرين، ليتمكن من مهاجمة القوات العراقية في الوقت المناسب، وتعتبر هذه المناطق حاليا من أنشط المراكز لداعش في العراق.

ونفذ التكفيريون مؤخرا سلسلة هجمات على مناطق في كركوك ونينوى ونواحي ديالى وجلولاء وشرق صلاح الدين. أفادت بعض المصادر الأمنية بوجود مراكز تدريب لداعش في صحراء الأنبار غرب العراق وعلى الحدود مع سوريا.

أين مناطق عمليات تنظيم داعش في العراق؟

ينشط داعش حاليا في ثلاث مناطق.

1- جزيرة الأنبار من حوران الواسعة إلى صحراء الرطبة.

2- تلال حمرين الى الحويجة وجنوب كركوك.

3- سلسلة جبال قراجوغ الواقعة في مخمور شرقي نينوى

الهجمات الإرهابية الأخيرة

قتلت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أربعة من الجنود العراقيين عن طريق هجوم في منطقة الدبس شمال غرب كركوك. وبعد هذا الهجوم الإرهابي، سرق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أسلحة وعتاد هذه القوات التابعة لأمن الجيش العراقي. كما أعلنت منظمة الحشد الشعبي العراقي، في بيان، استشهاد 3 من مقاتليها أثناء قيامها بمهمة في محافظة الأنبار الواقعة غرب هذا البلد. واستشهد أحمد مكعد قائد فوج مالك الأشتر لواء علي الأكبر الفرقة 11 الحشد الشعبي بانفجار عبوة ناسفة خلال عملية امنية في محافظة ديالى وأصيب 4 من رفاقه.

دور الأمريكيين في تنشيط داعش

الجيش الأمريكي في العراق مسؤول عن تجدد نشاطات داعش لأنهم لم يفعلوا شيئًا لمراقبة تحركات التنظيم. تنتهج واشنطن خطة طويلة الأجل لإحداث فوضى أمنية بهدف تأمين المصالح الاقتصادية والسياسية لأمريكا في المنطقة، حيث تتنقل القوافل العسكرية الأمريكية من العراق إلى سوريا، وتتم هذه الانتقالات العسكرية في حين أن قوات الأمن العراقية، لا تعرف عدد الجنود الأمريكيين او هوية من يُنقلون في عربات مدرعة وناقلات جند. كريم عليوي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، قال بوضوح إن الولايات المتحدة، من خلال داعش، تنوي التظاهر بمحاربة الإرهاب، وإن الجنود الأمريكيين هم الضامنون لأمن العراق وفي غيابهم سترتفع تحركات داعش.

وفي هذا الصدد، قال “مؤيد العلي”، الخبير الأمني ​​العراقي البارز: إن الخروقات الأمنية تتم بإشراف مباشر من الولايات المتحدة في العراق، حتى المعلومات المتعلقة بمكان وتحركات قوات الحشد الشعبي متاحة لداعش عبر طائرات أمريكية دون طيار.

من ناحية أخرى، فإن أهم مركز تجميع وتدريب وتنظيم لقوات داعش ومحل نشاطها هو حدود العراق وسوريا، والتي هي في نفس الوقت تقع في دائرة نفوذ الجيش الأمريكي. وأعلن “عدي عبد الهادي”، أحد قادة تحالف فتح العراقي، أن مروحيات أمريكية من طراز شينوك تحلق فوق العراق وتتنقل بين سوريا والعراق ودون أدنى رقابة عليهم.

وأضاف: تحركات هذه المروحيات تخلق علامات استفهام كبيرة، وخاصة أنها على الطرق التي توجد فيها خلايا داعش. وليس من المستبعد أن تكون لهذه المروحيات علاقة مباشرة مع تحركات داعش في ديالى ومحافظات أخرى، ولا سيما تحركاتها المشبوهة التي لوحظت في كثير من المناطق.

ماذا يقول الخبراء والسلطات العراقية؟

وقال “تحسين الخفاجي” المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية: “الهجوم على قوات الجيش في الدبس في كركوك كان مفاجأة مخيبة للآمال”. واتخذت القوات الأمنية إجراءات أمنية خاصة بعد هذا الحادث حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى.

لا يمتلك داعش سوى أسلحة خفيفة وهذا سلاح قديم كان يستخدمه منذ سنوات، وهم غير قادرين على القتال باستخدامها ويلجؤون إلى الكمائن والهجمات المفاجئة على بعض البلدات والقرى لتخويف الأهالي ونهبهم، كما يستهدفون القوات الأمنية في المناطق النائية.

من ناحية أخرى، قال مهدي تقي، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، إن تنظيم داعش آخذ في الانحدار، وإلى جانب عدم امتلاكه موارد مالية، فإنه يعاني من مشاكل كثيرة، لكن في الوقت نفسه، فإن مزاج الانتقام بينهم يدفعهم إلى الاستمرار في تحركاتهم، ومعظم الهجمات الإرهابية منذ بداية العام الحالي تهدف إلى الحصول على الموارد المالية وسرقة الذهب والهواتف المحمولة والأسلحة. وهذا دليل على أن داعش انهار داخلياً وليس أمامه وسيلة أخرى للبقاء سوى هذه الحركات. حيث لا يمكن لداعش الذهاب إلى أي مكان ضد قوات الأمن، وتدميره ليست سوى مسألة وقت.

وقال “فاضل رغيف” الخبير في الشؤون الأمنية العراقية: تنظيم الدولة الإسلامية غير قادر على تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة مثل التفجيرات والهجمات الانتحارية. لكنها تنفذ هجمات على فترات طويلة للحصول على أموال عن طريق السرقة أو السلاح. سبب عدم نشر داعش مقطع فيديو لتحركاتهم هو أنهم لم يتخذوا أي إجراءات حقيقية، وليس لديهم حتى القدرة على التواصل داخليًا لأنه لا يمكن الوصول إلى مخابئهم في المناطق التي يتواجدون فيها والواقعة بين كركوك والسليمانية. كما قال العميد المتقاعد من الجيش العراقي “عماد علو”: داعش انتهى عملياً وليس له أي تأثير.

لكن هذا لا يعني اختفاء خطرها كمنظمة إرهابية، حيث يواصل تنظيم داعش تهديد العراقيين، وينضم إلى عناصره من أعمار صغيرة وكبيرة. لكن في الوقت نفسه، لا يملك داعش القدرة على مهاجمة المنطقة والسيطرة عليها، فمن الضروري تعزيز الجهود الاستخباراتية من جانب العراق، ووضع حواجز أمنية على الحدود بين العراق وسوريا.

الاستراتيجية العسكرية الجديدة لتنظيم داعش

خطر داعش محسوس في منطقة غرب آسيا بشكل عام والعراق وسوريا بشكل خاص. وقد ابتعد عناصر داعش تدريجياً عن استراتيجية العمليات الفردية ويحاولون تكوين نواة متماسكة لتنفيذ هجماتهم الإرهابية. يظهر نوع العمليات التي قامت بها هذه المجموعة التكفيرية خلال العام الماضي أن إرهابيي داعش يحاولون دمج عملياتهم.

لهذا الغرض، يحاول عناصر داعش قبل كل شيء إبقاء الوضع متوتراً وغير مستقر في مناطقهم المستهدفة، والهجمات التي تنفذها هذه العناصر بشكل فردي بين الحين والآخر هي لهذا الغرض، وحتى يتمكنوا من إعادة تنظيم أوضاعهم. بدأ تنظيم الدولة الإسلامية حرب استنزاف لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف قوات الأمن العراقية وإلحاق المزيد من الضرر بالبنية التحتية العراقية.

في النهاية ما يمكن أن يقال هنا إنه على الرغم من تحركات داعش في العراق فإن الحقيقة أن التكفيريين لا يملكون القوة لتنفيذ هجمات واسعة النطاق وشن هجمات مفاجئة، أي إنهم تبنوا مبدأ المفاجأة. والسؤال الذي يشغل بال الجمهور لماذا لا يزالون نشيطين بالنظر إلى العمليات العديدة ضد فلول داعش؟ ينبغي القول إن داعش يختبئ في مناطق يتعذر الوصول إليها ويقوم بتحركات من هذه المناطق.

يستخدم داعش ثغرات أمنية لاستهداف القوات العراقية. وفي نفس الوقت يحتاج داعش إلى منصة شعبية لمواصلة أنشطته، ويمكن لحكومة السوداني اتخاذ تدابير فعالة لمنع تجنيد الفقراء من قبل داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في العراق. وعلى الرغم من الهجمات المفاجئة، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في تراجع حالياً لأنه غير قادر على استقطاب الموارد المالية والعناصر البشرية، وخاصة في المراتب العليا لهذا التنظيم. وفي الوقت نفسه لا ينبغي تجاهل خطر هذه الجماعات الإرهابية، وخاصة أن الولايات المتحدة تحرك أدواتها وقتما تشاء.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق