جدل “دوران لب الأرض”.. هل فعلا اقتربت نهاية العالم
قبل أيام، صدرت دراسة أشارت إلى أن اللب الداخلي للأرض ربما يكون قد توقف عن الدوران بشكل مؤقت، ويمكن أن يتجه الآن إلى الاتجاه المعاكس، ما أطلق العنان لرواد شبكات التواصل الذين وظفوا الدراسة في غير موضعها واعتبروها دليلا على أن نهاية العالم اقتربت.
وذهب بعض رواد “السوشال ميديا” إلى القول: “ها هي الشمس ستشرق من مغربها”، لكن الحقيقة المطلقة أن الشمس ستشرق من الجهة التي تشرق منها كل يوم.
ماذا قال الباحثون عن وضعية لب الأرض؟
في البداية، أصدر الباحثون في مختبر “SinoProbe” في جامعة بكين دراسة، كانت خلاصتها أن اللب الداخلي لكوكب الأرض ربما توقف عن الدوران خلال العقد الماضي، وقد يكون دورانه في طور الانعكاس في الوقت الحالي.
يقول الباحثون إن البيانات من عام 1964 إلى 2021 تشير إلى العثور على زلازل متكررة قوية، بما يكفي لإنتاج موجات زلزالية يمكن أن تخترق النواة الداخلية للأرض.
بدراسة طبيعة تلك الموجات على مدى سنوات اتضح من الرسوم البيانية للزلازل وجود انعكاس شبه كامل للموجات الزلزالية، على دوران النواة، وبالتالي سرعة النواة تفرق عن سرعة القشرة الخارجية.
هل يؤثر بشكل ملحوظ على طول اليوم؟
الدراسة أضافت أنه كلما زاد الدوران الفائق للنواة، كان طول اليوم أقصر والعكس صحيح أيضا، لكن الحديث هنا عن مدة زمنية تقاس بالميكرو ثانية أي أقل من رمشة عين.
وثمة قوانين كثيرة في الطبيعة ليست محكومة بمعادلات رياضية صارمة وهامش الخطأ. ليس خطأً إنما فوارق بسيطة غير قابلة للإدراك تحكمها بالفعل سرعة دوران الكواكب، والمسافات بين الأجرام وغيرها الكثير.
كي نفهم أكثر ما الذي قالته الدراسة أكثر نشير إلى طبقات الأرض الأربع:
القشرة.
الوشاح.
اللب الخارجي.
اللب الداخلي.
وتتميز القشرة والوشاح واللب الداخلي للأرض بأنها كيانات صلبة، أم اللب الخارجي وهي الطبقة الثالثة بين الوشاح واللب الداخلي، فهي سائل، وتحديدا مادة لزجة.
أما الكتلة الصلبة تحتها فهي من النيكل والحديد، سحقتها الجاذبية داخل كرة يبلغ عرضها حوالى 1220 كيلومتر أي نحو 20% من نصف قطر الأرض، أو 70% من نصف قطر القمر.
هذه النواة الصلبة التي اكتشفت من خلال دراسة موجات الزلازل عام 1936 محاطة بطبقة خارجية من الحديد السائل والنيكل تولد المجال المغناطيسي الأرضي.
ماذا يعني ذلك؟
قراءة أي مادة علمية عن كوكب الأرض قديمة حتى في موقع “ويكيبيديا” تشير إلى إمكانية فوارق السرعة الضئيلة بين هذه الطبقة إلى اللب الداخلي للأرض وباقي الطبقات. ببساطة هي تسبح في سائل، يعزلها نظريا عن القشرة الخارجية على أقل تقدير.
وفحصت الدراسة، التي أصدرها باحثون في جامعة بكين، عقودا عدة من البيانات بحثا عن أنماط في دوران النواة الداخلية للأرض.
وتبين أن اللب الداخلي توقف عن الدوران – مقارنة بحركة المواد السائلة داخل طبقة الوشاح الأرضي- بين عامي 2009 و2020.
وأوضح العلماء أن الوشاح واللب الداخلي كلاهما غير متجانسين بدرجة كبيرة، لذا فإن الجاذبية تعمل على سحب اللب الداخلي إلى موضع التوازن وهو ما يسمى باقتران الجاذبية، وهو الذي يدفع اللب الداخلي إلى تغيير اتجاهه.
ليس ذلك وحسب، بل لأن العوامل الخارجية وهنا هي الموجات الزلزالية هي التي أثرت في إحداث فرق في السرعة بين قشرة الأرض ونواتها، فمن الممكن جدا أن يحدث تغير عكسي باتجاه الدوران للاتجاه الذي يحصل الآن.
هل هناك خطرا على البشرية؟
توقعت الدراسة أن تبدأ دورة الدوران العكسية للب الأرض من الشرق إلى الغرب في حوالى عام 2040.
لكن العلماء أكدوا أنه على الرغم من أن دوران اللب يؤثر على سطح الكوكب، إلا أن هذا التغيير لن يعرض البشر للخطر أو يشكل أي مخاطر على كوكبنا.