أصداء الحضور الملحمي للشعب الإيراني في مسيرات يوم “22 بهمن” في وسائل الإعلام العالمية
مرت ست سنوات على تصريحات جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض، الذي ادعى أن الجمهورية الإسلامية لن تشهد الذكرى الأربعين لتأسيسها، وفي هذا العام، تم الاحتفال بالذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، وخرج ملايين الإيرانيين في جميع أنحاء البلاد إلى الشوارع لتجديد عهدهم بمثل وتطلعات الإمام الخميني(رحمه الله) والثورة الإسلامية.
وجاءت مسيرات 22 بهمن هذا العام بينما حاولت الدول الغربية الحد من الحضور الملحمي للناس، من خلال رکوب موجة أعمال الشغب في بعض مدن إيران ودعم المشاغبين. لكن هذه الخطط باءت بالفشل، وردّ الشعب على الأعداء بقبضته المشدودة، وأعلن أنهم يقفون إلى جانب المثل العليا للثورة، ولا يمكن للضغوط السياسية والاقتصادية أن تخلق فجوةً بين الشعب والحكومة.
وبما أن كل الأنظار في العالم كانت مركزةً على مسيرات يوم “22 بهمن” هذا العام لقياس شرعية الجمهورية الإسلامية بين الناس، لهذا السبب فإن العديد من وسائل الإعلام من الشرق إلى الغرب عكست ملحمة الملايين من الشعب الإيراني.
وفي هذا الصدد، نشرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك صوراً لمسيرة الاحتفال بالذكرى 44 لانتصار الثورة الإسلامية، وكتبت أن صاروخ عماد الباليستي وطائرة “شاهد 136” دون طيار عُرضتا في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ساحة آزادي بطهران.
كما أفادت شبكة روسيا اليوم بأن مسيرةً كبيرةً أقيمت في طهران ومحافظات أخرى في إيران في اليوم الأخير من الاحتفالات الوطنية بالذكرى 44 للثورة الإسلامية الإيرانية، وشارك في هذا الحفل بعض مسؤولي الحكومة السابقة في طهران. وأشارت إلى عرض لصاروخ سجيل عماد وطائرة شاهد 136 ومهاجر 6 وصاروخ كروز ومعدات عسكرية أخری إيرانية الصنع.
انعكاس المسيرات في وسائل الإعلام العربية
عكست وسائل الإعلام الأجنبية، التي كان بعضها متواجداً في طهران وبثت بشكل مباشر مشاهد مسيرة الشعب بوسائل إعلامها الخاصة، الحضور الرائع للإيرانيين منذ الساعات الأولى.
كتبت شبكة الميادين اللبنانية في تقرير، أن مسيرةً كبيرةً نظمت في 38 ألف قرية و 1400 مدينة إيرانية بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية.
وورد في هذا التقرير، في إشارة إلى عرض صاروخ “عماد”، أن تواجد الناس في مسيرة يوم 22 بهمن كان واسعاً جداً، وطول أحد طرق المسيرة في طهران بلغ 12 كيلومترا. كما غطت الميادين كلمة السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الايرانية.
کذلك، عكس موقع العهد اللبناني الإخباري مسيرة 22 بهمن، وكتب أن الذكرى 44 لانتصار الثورة الإسلامية أقيمت في أكثر من 1400 مدينة في إيران. وغطى هذا الموقع الإخباري اللبناني كلمة رئيس إيران أيضًا.
كما بثت شبكة المسيرة اليمنية مسيرات 22 بهمن الكبرى في جميع أنحاء إيران، وغطت كلمة إبراهيم رئيسي في هذا الاحتفال.
بدورها كتبت شبكة المنار اللبنانية في تغطية مسيرة هذا العام، أن إيران أظهرت قوتها العسكرية خلال احتفال الذكرى 44 لانتصار الثورة الإسلامية. ونشرت هذه الشبكة مقاطع فيديو وصور تظهر أن إيران كشفت عن صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، منها صاروخ “عماد” وطائرة شاهد 136 وطائرة “مهاجر 6” خلال مسيرة 22 بهمن.
كما نشرت هذه الشبكة اللبنانية مقطع فيديو للمشاركة الكبيرة لأبناء طهران في المسيرة، وكتبت أن الشعب الإيراني جدّد ولاءه لزعيم الثورة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إضافة إلى ذلك، بثت قناة “إل بي سي” اللبنانية صوراً لمسيرة 22 بهمن في طهران، وأفادت بأن عشرات الآلاف من الإيرانيين في طهران ومدن أخرى أحيوا ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، بعد أعمال الشغب الأخيرة المناهضة للثورة التي تم تنفيذها بدعم من الدول الغربية.
ولوح المشاركون بالعلم الإيراني ورددوا شعارات “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، وهما عدوان للجمهورية الإسلامية. وفي ساحة آزادي، تم عرض المنتجات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك صاروخ “سجيل” الباليستي وطائرة “شاهد 136” دون طيار.
كما كتب موقع “النشرة” اللبناني أن آلاف الأشخاص ساروا باتجاه ساحة آزادي في طهران، وهتفوا “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”.
من جهته بثّ موقع “شفق نيوز” لقطات من مسيرة الذكرى الـ44 لانتصار الثورة الإسلامية، وكلمة السيد إبراهيم رئيسي في هذا الحفل. كما غطت شبكة العهد العراقية مسيرة 22 بهمن، وكتبت أنه على الرغم من جهود أعداء إيران لإثارة الفتنة، أثبت الشعب الإيراني تمسكه بمثل الثورة. كما بثت هذه الشبكة کلمة رئيس إيران.
کذلك، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية(سانا) صوراً ووصفت مسيرة 22 بهمن هذا العام في إيران بالمليونية، وكتبت أن الشعب الإيراني أكد مرةً أخرى تمسكه بمثل الثورة في هذه المسيرة.
كما أشار موقع “أنصار الله اليمن” الإخباري إلى أن الشعب الإيراني كان له حضور كبير في مسيرة 22 بهمن، وكتب أن الشعب الإيراني نزل إلى الشوارع لإحياء الذكرى 44 لانتصار الثورة الإسلامية في طهران وكل محافظات البلاد.
إن احتفال ومسيرات يوم 22 بهمن هذا العام، وخاصةً بعد فشل المخططات والمؤامرات التي خطط لها الغرب في الأشهر الماضية، وعبر إثارة أعمال شغب في الشوارع ودعم الغرب السياسي والإعلامي للمشاغبين، ما استهدف الأمن الداخلي والوحدة الوطنية لإيران، ولكنها فشلت في مواجهة وعي ويقظة ومقاومة ووحدة الشعب الإيراني وحنكة القائد الحكيم للثورة، كان لهذه مسيرات ميزة خاصة.
موقع “سبأ نت”، وهو الموقع الرسمي لوكالة الأنباء اليمنية، نشر في تغطيته للمسيرة صوراً مختلفةً لطهران فضلاً عن عرض صواريخ سجيل وعماد.
كما أفادت وسائل إعلام مصرية، بينها “العاصمة” و”اليوم السابع”، في انعكاس لمسيرة هذا العام، بأن الشعب الإيراني نظم مسيرات في طهران ومحافظات أخرى في إيران بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية. وفي هذه المسيرة، كان رجال الدولة الحاليون والسابقون حاضرين مع الشعب.
إضافة إلى الإعلام العربي، انعكست مسيرة هذا العام في الإعلام الصهيوني أيضًا. حيث أفادت قناة “آي 24 نيوز” الصهيونية بأنه “مثل كل عام، ردّد المشاركون في مسيرة 22 بهمن شعارات “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل” و”الموت لبريطانيا”، ودعوا إلى دعم “إيران الموحدة والقوية والمستقرة”. كما تم نشر صواريخ سجيل وطائرة شاهد 136 من إنتاج إيران حول ساحة آزادي الكبرى.
انعكاس المسيرات في الإعلام الغربي
وسائل الإعلام الغربية التي كانت تؤجج نيران الاضطرابات داخل إيران في الأشهر الأخيرة، لم تستطع تجاهل الوجود الملحمي للشعب الإيراني في مسيرة يوم الله في 22 بهمن، وعكست ذلك مضطرةً.
كتبت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس في تقريرها عن الاحتفال بالثورة الإيرانية، أن الإيرانيين احتفلوا بالذكرى الرابعة والأربعين للثورة الإسلامية عام 1979، وتم عرض صواريخ عماد وسجيل الباليستية وصواريخ كروز وطائرات شاهد 136 دون طيار ومهاجر.
كما نقلت أسوشيتد برس کلمة رئيس إيران بمناسبة 22 بهمن، وكتبت: “في خطابه في ساحة آزادي بطهران، وصف الرئيس الإيراني الاحتجاجات(أعمال الشغب الأخيرة) بأنها مشروع أعداء إيران بهدف وقف استمرار إنجازات الشعب. ووصف الاحتفال بأنه ملحمي واستعراض للوحدة الوطنية، ما أدى إلى ترديد هتاف “الموت لأمريكا” من قبل الحاضرين”.
كما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية رويترز أن الذكرى 44 للثورة الإيرانية، تم الاحتفال بها يوم السبت بتنظيم مسيرات. وأشارت رويترز إلى تصريحات الرئيس الإيراني، وكذلك عرض صواريخ باليستية وطائرات مسيرة ومعدات عسكرية إيرانية الصنع أخرى في طهران.
وكتبت وكالة فرانس برس أيضاً عن المسيرة الشعبية: هذا العام، ورغم برودة الطقس، سار كثير من الناس على الأقدام للتجمع في ساحة الحرية بالعاصمة. ورددوا هتافات مثل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل” و”الموت لبريطانيا” و”الموت لآل سعود”. وتم عرض صواريخ سجيل الباليستية وطائرة شاهد 136 دون طيار حول ساحة آزادي، حيث ألقی إبراهيم رئيسي کلمةً للجمهور لاحقًا.
بدورها كتبت وكالة فرانس برس كذلك، أن الناس كانوا يحملون صوراً للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، وكذلك آية الله روح الله الخميني واللواء قاسم سليماني. كما حملوا لافتات كتب عليها “سنقف حتى النهاية” و”إيران الموحدة والقوية والمستقرة” و”نطيع القائد”.
أظهر وجود الملايين من الناس في مسيرة يوم الله في 22 بهمن، أن الناس يقفون إلى جانب المثل العليا للثورة والإسلام، وكانت هذه رسالة مهمة لقادة الغرب، حتى لا يراهنوا على بعض المشاغبين والعناصر المعروفة في الخارج لإسقاط الجمهورية الإسلامية.
المصدر/ الوقت