التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

ممثلة الامم المتحدة تدعو لوضع الناس قبل السياسة والمصالح الحزبية 

سياسة ـ الرأي ـ
دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، جينين هينيس-بلاسخارت، اليوم الخميس، على وضع الناس قبل السياسة أو المصالح الحزبية.

وقالت بلاسخارت، في كلمة لها بالذكرى السنوية التاسعة لضحايا الإبادة الجماعية للإيزيديين والمكونات العراقية الأُخرى،: “عند تذكر المعاناة التي لا توصف للمجتمع الأيزيدي في قضاء سنجار، تخذلنا الكلمات، لقد أزهقت أرواح كثيرة وتمزقت الكثير من العائلات وأصابت صدمات كثيرة أشخاصاً لا يستحقونها”.

وأضافت، انه “اليوم، نحن نستمع، وسوف نسمع مباشرة من الأصوات الشجاعة ونستمع إلى رواياتهم المأساوية لما حدث. والأهم من ذلك، سنستمع أيضاً إلى وجهات نظرهم حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك”.

وتابعت بلاسخارت: “نحن لم ننس ولن ننسى. إن الذكرى الدائمة مسؤولية جماعية لمنع تكرار مثل هذه الفظائع، ولكن كما قلت مرات عديدة: يجب ألا تكون هذه الذكرى ساكنة. إن أقوى شكل من أشكال التذكر هو الذي يفرض العمل، وفي آب 2019، عبرت علناً عن صدمتي بعد إحدى زياراتي الأولى إلى سنجار. فبعد خمس سنوات من العنف المروع، الذي بلغ ذروته بارتكاب جرائم شنيعة ضد الأيزيديين وكثيرون غيرهم، كانت الحاجة إلى العمل لا تزال واضحة وملموسة بشكل مؤلم”.

وأردفت: “وبعبارة أخرى: بينما كان أهالي سنجار بحاجة ماسة إلى إعادة بناء حياتهم، كانوا يواجهون عقبات هائلة، عقبات بسبب الخلاف حول هياكل أمنية مستقرة وإدارة موحدة، وفي تشرين الأول 2020، أي قبل ثلاث سنوات تقريباً، تم التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل. أخيراً. كان اتفاق سنجار، الذي ركز على الحوكمة والترتيبات الأمنية، بالإضافة إلى إعادة إعمار القضاء التي تشتد الحاجة إليها، خطوة أولى ولكنها مهمة في الاتجاه الصحيح.”

وأكدت: “كانت الأمم المتحدة متفائلة. متفائلة بأن يكون الاتفاق بداية فصل جديد لسنجار. فصل تأتي فيه مصالح أهالي سنجار أولاً. فصل تقف فيه جميع الجهات الفاعلة، بغض النظر عن خلفيتها أو انتمائها، ولا تساعد في تطبيع الوضع فحسب، بل تعمل كذلك على التنفيذ السريع والحاسم للاتفاق، والآن، دعوني أعفيكم من تفاصيل ما حدث بعد ذلك. ولكن من هم على دراية بآخر إحاطة قدمتها إلى مجلس الأمن، في أيار الماضي، لن يفوتهم إحباطنا. إحباط من أنه لم يتم تحقيق تقدم يذكر – حيث دفع أهالي سنجار الثمن”.

وأكملت متسائلة: “ما هو الوضع الآن؟، كما نعلم جميعاً، حتى الآن، لم يتمكن الكثير من أهالي سنجار من العودة إلى ديارهم. وأولئك الذين تمكنوا من العودة، يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان دون سكن لائق أو الخدمات التي هم في أمس الحاجة إليها. وينتشر الفقر على نطاق واسع، واحتياجات الصحة البدنية والعقلية هائلة، وتواجه النساء الناجيات على وجه الخصوص مجموعة من العقبات”.

وقالت بلاسخارت: “مع ذلك، هناك بعض التطورات الإيجابية التي سأخبركم عنها، منذ أيلول 2022 ، بدأت أكثر من 600 ناجية في تلقي تعويضاتهن الشهرية بموجب قانون الناجيات الأيزيديات، ويعلم رئيس الوزراء مدى ارتياحنا عندما قرر المضي قدماً في مرسوم الأراضي والممتلكات، كما حررت الموافقة على الموازنة الاتحادية الموارد، ونأمل أن تخلق انتخابات مجالس المحافظات في 18 كانون الأول زخماً مهماً فيما يتعلق بالحوكمة على المدى الطويل في سنجار”.

وبينت: “وبالحديث عن حكم سنجار، آمل بصدق ألا توقف توقعات الانتخابات عملية تعيين قائمقام مؤقت لسنجار. إن هذا التعيين أمر بالغ الأهمية إذا تحدثنا عن تعزيز الخدمات العامة وأنشطة إعادة الإعمار”.

وأكملت: “لقد استمعنا إلى رئيس الوزراء السوداني ونعلم مدى التزامه وأنه لا يوجد طريق سهل، ولكنني آمل بصدق أن يتم تسخير الجهود الأخيرة وتوسيع نطاقها. واسمحوا لي أن أسلط الضوء على بعض الأولويات في هذا الصدد:

أولاً: تطبيق قانون الناجيات الأيزيديات. بكل بساطة، يجب تسريعه. ولا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا كان لدى دائرة شؤون الناجيات القدرة الكافية على تحمل عبء العمل المقبل. وعلى نفس القدر من الأهمية، هناك جهود تفكيك الحواجز التي تمنع الناجيات من إثبات أهليتهن.

ثانياً: وكما ذكرت سابقاً، اتفاق سنجار. وبقدر ما كانت إعلانات الالتزام المتكررة الأخيرة إيجابية، يجب أن نرى خطوات ملموسة وبوتيرة أسرع. سواء كان ذلك تعيين قائمقام أو إنشاء قوة أمن محلية أو تقديم الخدمات وتوسيع نطاق إعادة الإعمار.

ثالثاً: هذه رسالة سمعتها من جميع الناجيات اللاتي التقيت بهن في السنوات الماضية: العدالة والمساءلة لا تزالان أساسيتين. وفي حين ينبغي تجنب الوصم الجماعي، فغني عن البيان أنه: نعم، في الواقع، يجب تقديم الأفراد المسؤولين إلى العدالة. وتواصل الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال عمل فريق (يونيتاد)، دعم الجهود التي يقودها العراقيون لسن التشريعات ذات الصلة وتحقيق العدالة. واسمحوا لي أيضاً أن أقول أنه ينبغي بذل كل جهد ممكن لتحديد مصير الأيزيديين الذين ما زالوا في عداد المفقودين، وإعادتهم إلى عائلاتهم.

وتابعت: “وأخيراً، اسمحوا لي أن أكرر التأكيد على أنه يجب وضع الناس قبل السياسة أو المصالح الحزبية، وخاصة عند الحديث عن أولئك الذين عانوا من بعض أسوأ الفظائع في تاريخ البشرية الحديث. بهذه الطريقة فقط يمكن تلبية احتياجات الناجين بالكامل”.

وأضافت: “بينما نجتاز هذا المنعطف الحاسم، لا يسعني إلا أن آمل أن يدرك جميع القادة الموجودين في هذه القاعة أو في أماكن أخرى، بغض النظر عن خلفيتهم أو انتماءاتهم، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم”.

وختمت بالقول: “لقد حان الوقت الآن، آن الأوان، للإسهام في الديناميكية البناءة على أرض الواقع. للجميع. وفي سياق هيكل الدولة العراقية. ومن خلال تحديد القواسم المشتركة بين أهالي سنجار بدلاً من التأكيد على اختلافاتهم.

لذلك دعونا نؤكد من جديد التزامنا الجماعي بطي الصفحة والعمل نحو مستقبل يمكن لأهل سنجار أن يؤمنوا به”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق