جمعة الغضب والانتفاضة… العالم يدعم فلسطين من شرقه إلى غربه
في حين أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبدعمها السياسي والعسكري، سمحت للکيان الصهيوني بقتل الأبرياء في غزة، وبررت هذه الجرائم باسم الدفاع عن أمن الصهاينة، لكن هذا النوع من خلق الأجواء الإعلامية، الذي تقوم به الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية، لم يتمكن من تحويل الرأي العام العالمي عن الاهتمام بالوضع الكارثي لسكان غزة.
مع تصاعد جرائم الکيان الصهيوني في قطاع غزة، والتي بدأت قبل أسبوعين، وأدمت قلوب كل إنسان حر في العالم، لهذا السبب تزايدت موجة الاحتجاجات ضد المحتلين في الأيام الأخيرة، وكان يوم الجمعة ذروة الدعم للشعب الفلسطيني، والتعبير عن الغضب والكراهية لجرائم تل أبيب في غزة.
مظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني من شرق العالم إلى غربه
في طهران وعدة مدن إيرانية أخرى، نظمت بعد صلاة الجمعة مسيرة تضامنية دعماً لغزة وإدانةً للعدوان الإسرائيلي على غزة، وردّد المتظاهرون هتافات مناهضة للکيان الصهيوني والولايات المتحدة، ورفعوا علم فلسطين وحزب الله اللبناني.
كما شهدت طهران تظاهرةً للأمهات الإيرانيات وأطفالهن في “ساحة الأم”، تضامناً مع أمهات وأطفال غزة، ونظم عشرات الإيرانيين مسيرةً بالسيارات باتجاه معبر خسروي الحدودي مع العراق غرب البلاد، باعتباره أقرب نقطة حدودية رسمية لفلسطين.
وفي العاصمة الأردنية عمّان، خرجت مسيرة كبيرة بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني، دعماً للمقاومة ومساندة أهل غزة الذين يواجهون آلة القتل الصهاينة.
وردّد المشاركون في هذه المسيرة الحاشدة شعارات تحية للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وسکان قطاع غزة، وطالبوا الحكومة بالسماح للشباب الأردني بالتعبير عن رأيهم في هذا الشأن.
کما رددوا هتافات “فلسطين فلسطين شعبك حر”، و”يا فلسطيني يا عزيز إضرب تل أبيب”، و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، كما طالبوا في شعاراتهم بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان.
وطالبوا الحكومة الأردنية باتخاذ موقف أقوى وأكثر فعاليةً في إدانة العنف الذي يستخدمه الاحتلال ضد المدنيين في غزة، وأكدوا ضرورة إنهاء كل الاتفاقيات والمعاهدات معها، وخاصةً اتفاقية “وادي عربة”.
كما نظمت مظاهرات واسعة النطاق في مصر، وتجمع الآلاف في عدة مدن، وخاصةً القاهرة والإسكندرية، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وعمليات القتل التي تنفذ هناك، بما في ذلك مجزرة مستشفى المعمداني.
کذلك، تم رفع العلمين المصري والفلسطيني فوق مسجد ميدان الحصري بالقاهرة، وأدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء الفلسطينيين، وردّد المواطنون هتافات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، وعبروا عن غضبهم من اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين في غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية.
كما ردد المتظاهرون شعارات أخرى مثل: ” يلا يا سيسى خد قرارك الشعب كله في انتظارك”، “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود”، “يا صهيوني يا حقير، الدم العربي ليس رخيص”.
ونظم طلاب جامعة القاهرة جناحًا تضامنيًا بكلية الزراعة، حيث رفع المشاركون في الجناح لافتات رافضة لممارسات الکيان الصهيوني ضد المدنيين والأطفال في غزة.
وفي تركيا، خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرات في عدة مدن، نددت بالاجتياح الإسرائيلي لغزة وقتل المدنيين على يد جيش الاحتلال.
كما خرج المئات من المتظاهرين في سلطنة عمان بمسيرة دعمت المقاومة الفلسطينية بحمل الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات مؤيدة للمقاومة.
وفي تونس، نفّذ القضاة “يوم الغضب الوطني” في جميع المحاكم للاحتجاج على الفظائع التي ارتكبتها تل أبيب في غزة. ونظمت هذه التظاهرة جمعية القضاة التونسيين، وردد خلالها المتظاهرون شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية مثل: “أيها الشهيد استرح سنواصل النضال، فلسطين عربية والمقاومة مقاومة، لا مصالحة ولا تسوية”.
وفي الضفة الغربية، نظمت احتجاجات حاشدة في شوارع رام الله والخليل ونابلس وجنين، وطالب المتظاهرون بوقف الحرب في غزة وأعمال القتل، مرددين عبارات غاضبة.
کما شهد عدد من المدن والبلدات في ريف مدينتي حلب وإدلب شمال غرب سوريا، الجمعة، تظاهرات دعماً لغزة وتنديداً بالمجازر بحق المدنيين.
وبالتزامن مع صلاة الجمعة، خرجت مسيرات نصرة لفلسطين في كل محافظات العراق، تنديداً بالجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق أهل غزة.
وفي لبنان، خرجت مظاهرات في العاصمة بيروت وعدة مدن، رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات منددة بالاحتلال الإسرائيلي، كما نظم العشرات مسيرةً بحريةً في مرفأ صيدا نصرةً لفلسطين.
وفي قطر، خرجت مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة نصرةً لفلسطين وغزة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا التكبيرات والشعارات المؤيدة للمقاومة.
كما خرجت مظاهرات حاشدة في الجزائر دعماً لشعب فلسطين وغزة، وعبّر الناس عن غضبهم واشمئزازهم من جرائم الاحتلال في قتل المدنيين الفلسطينيين.
کذلك، تظاهر اليمنيون في شارع جمال عبد الناصر وسط مدينة تعز جنوب غرب اليمن، دعماً لتمسك أهل غزة بأرضهم.
وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، نظمت جمعية العلماء الصوماليين وقفةً في مقديشو عاصمة هذا البلد، شارك فيها العشرات وأعلنوا دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وفي ماليزيا، خرجت مسيرات حاشدة باتجاه السفارة الأمريكية في كوالالمبور، مرددين هتافات “سننقذك يا أقصی بأرواحنا ودمائنا”.
غضب الشعوب الغربية من جرائم الکيان الإسرائيلي
لا يقتصر الاشمئزاز والكراهية لجرائم الصهاينة في غزة على البلدان الإسلامية، بل نظمت شعوب الدول الغربية أيضًا احتجاجات واسعة النطاق في الأيام الأخيرة دعماً للفلسطينيين.
فرغم عرقلة الشرطة الفرنسية، تجمع الآلاف من أنصار الشعب الفلسطيني في باريس يوم الجمعة احتجاجاً على جرائم الکيان الصهيوني ضد أهل غزة، واستخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الأمطار وتدخل الشرطة، رفض الآلاف من المؤيدين الفلسطينيين مغادرة المكان، وأظهروا تضامنهم مع شعب غزة.
من ناحية أخرى، خرجت مظاهرات مؤيدة لفلسطين وغزة في كوريا الجنوبية وبرلين ولوزان بسويسرا، وطالب المتظاهرون بوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة وإرسال المساعدات الإنسانية.
وتتزايد الاحتجاجات العالمية يوماً بعد يوم بعد أن استأنف الکيان الصهيوني هجماته الصاروخية على غزة منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة حماس (7 تشرين الأول)، ورداً على سقوط ضحايا من الصهاينة، وقد دمّر الصهاينة العديد من البنى التحتية والمباني في هذه المنطقة.
وكانت الجريمة التي ارتكبها الصهاينة في اليوم العاشر من الحرب فظيعةً، حيث قتل هذا الکيان 800 فلسطيني وأصاب المئات آخرين بهجومه على مستشفى المعمداني، وأعلنت وزارة الصحة بغزة، الجمعة، ارتفاع عدد شهداء الهجمات الصهيونية على غزة إلى 4137 شهيداً، وإصابة أكثر من 13 ألف شخص في هذه الهجمات، وفقد أكثر من 1000 شخص معظمهم من الأطفال.
إن القصف المتعمد للمنشآت والأهداف المدنية من قبل الاحتلال، يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والحقوق الإنسانية وأبسط القيم الإنسانية، وهو يُرتكب وسط غضب المسلمين والرأي العام العالمي.
استعداد الملايين من الأشخاص للحرب مع الصهاينة
بالتزامن مع الاحتجاجات العالمية ضد الجرائم الصهيونية، أعلن الملايين من الناس في الدول الإسلامية استعدادهم لإرسالهم إلى جبهات القتال ضد المحتلين في الأراضي المحتلة.
وفي حملة دعم الشعب الفلسطيني تحت شعار “أنا خصمك” في إيران، أعلن أكثر من أربعة ملايين و800 ألف شخص استعدادهم لإرسالهم إلى غزة، بينهم مجموعة من طلاب الحوزات العلمية والطاقم الطبي وأعضاء جمعية الهلال الأحمر.
كما بدأ عدد كبير من المواطنين العراقيين مغادرتهم باتجاه حدود الأردن مع فلسطين المحتلة، لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة جرائم الکيان الصهيوني في قطاع غزة.
وأعلنت حرکة النجباء العراقية، الجمعة، عن تحرك العديد من الحافلات من بغداد إلى معبر طريبيل الحدودي على الحدود مع الأردن تحت شعار “تجمع الشباب الديني”، ومجموعة “الشباب المساعدون للقدس” هي إحدى المجموعات الأخرى في العراق التي دعت إلى المغادرة إلى حدود الأردن.
کما وصل مئات الأردنيين إلى المناطق الحدودية في وادي الأردن الجمعة، قبل أن تمنعهم القوات الأمنية من مسيرتهم، وجاءت هذه المساهمة استجابةً لدعوة مجلس الشعب لدعم المقاومة وبعد المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال بحق أهل غزة.
الوضع الكارثي لسكان غزة
بينما يريد المجتمع الدولي وقف هجمات الکيان الصهيوني وإرسال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة الأعزل، فإن المحتلين لا يسمحون حتى بدخول المساعدات إلى هذه المنطقة.
حيث استعدت مئات شاحنات المساعدات الإنسانية للدخول إلى غزة عبر معبر رفح على الحدود المصرية خلال الأيام القليلة الماضية، لكن المعبر لا يزال مغلقاً بسبب تحذيرات تل أبيب من استهداف هذه المساعدات.
وأعلنت شبكة “سي إن إن”، نقلاً عن مصادر، أنه بسبب العقبات التي تواجه المفاوضات بين الکيان الصهيوني ومصر والولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن يتم فتح معبر رفح لإيصال أول قافلة مساعدات إلى غزة الجمعة.
وحسب شبكة الميادين، قال مصدر مطلع على المحادثات بين الاحتلال ومصر والولايات المتحدة: “لا أستطيع التعليق على الشاحنات التي من المفترض أن تمر عبر معبر رفح يوم الجمعة، الوضع غير مستقر”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الوضع لا يزال متقلباً، موضحين أنه إضافة إلى المخاوف بشأن ضمان إيصال المساعدات، هناك أيضاً حاجة لإصلاح الطريق على الجانب المصري من المعبر.
ويعتزم الاحتلال زيادة الخسائر البشرية في غزة، من خلال إغلاق المعابر الحدودية ومنع دخول المساعدات الإنسانية، لتعويض فشله في عملية طوفان الأقصى، ولهذا السبب، قطع حتى المياه والكهرباء عن غزة منذ أسبوع، وحسب تقرير الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، فإن الوضع الإنساني في غزة كارثي للغاية، وخرج عن السيطرة.
والوضع بائس لدرجة أن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، زار مصر يوم الجمعة أمام معبر رفح، وقال: “إن مليوني شخص في قطاع غزة يعانون خلف هذه الجدران، وليس لديهم طعام أو وقود”، وأضاف: “لا ينبغي معاقبة الفلسطينيين مرتين بالحرب وحجب المساعدات”.
وشدد غوتيريش على أن “لدينا شاحنات محملة بالكثير من المساعدات العالقة هنا، وكل ما نحتاجه هو نقلها إلى غزة في أسرع وقت ممكن”.
المصدر/ الوقت