دلالات سيطرة “أنصار الله” على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر
بالأمس، سيطرت جماعة “أنصار الله” اليمنية على سفينة تجارية ترتبط برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، في تصعيد جديد لهجماتهم ردًا على الحرب الإسرائيلية على غزة، وخلال الأيام القليلة الماضية، هددوا بتوجيه ضربات للسفن الإسرائيلية، منذ بداية الصراع بين كيان الاحتلال وحركة حماس قبل أكثر من شهر، قامت جماعة “أنصار الله” بسلسلة من الهجمات باستخدام الصواريخ والمسيّرات من اليمن نحو النقب المحتل تعبيرًا عن تضامنها مع الفلسطينيين في غزة، وأعلن العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري لجماعة “أنصار الله” اليمنية، في بيان نشر على منصة “تويتر”، مساء الأحد، أن القوات البحرية اليمنية نفذت عملية عسكرية ناجحة في البحر الأحمر، حيث تم استيلاؤها على سفينة إسرائيلية وجلبها إلى الساحل اليمني.
رسالة يمنيّة واضحة
وفقًا لموقع “مارين ترافيك”، فإن السفينة “غالاكسي ليدر” هي حاملة مركبات بنيت في عام 2002 وتحمل علم جزر بهاماس، وكانت في طريقها إلى بيبافاف في الهند قبل أن ينقطع الاتصال بها جنوب غرب مدينة جدة السعودية، وفيما يتعلق بالسفينة “غالاكسي ليدر”، نفى الجيش الإسرائيلي أن تكون السفينة التي احتُجزت إسرائيلية، وأكد أنها “غادرت تركيا في طريقها إلى الهند، وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة، بينهم أوكرانيون وبلغاريون وفيليبينيون ومكسيكيون، ليس من بينهم إسرائيليون، إنها ليست سفينة إسرائيلية”، ولكن شركة “أمبري” للأمن البحري أكدت أن “المجموعة المالكة لحاملة المركبات مسجّلة باسم راي كار كاريرز Ray Car Carriers، والشركة الأم لهذه المجموعة مدرجة باسم أبراهام رامي أونغار، ومقرها إسرائيل”.
وتعرّضت سابقًا سفينة “تجسسية” يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي أونغار، في فبراير 2021، لهجوم من جانب “محور المقاومة” في خليج عمان، وفقًا لتقرير صحيفة “كيهان” الإيرانية المحافظة، وتوضح مجلة “ترايدويندز” المتخصصة في أخبار السفن أن حاملة المركبات تتبع لشركة Ray Car Carriers البريطانية وتشغّلها مجموعة “إن واي كاي” اليابانية، وأفادت وكالة أنباء يابانية بأن شركة NYK قد أبلغت وزارة النقل أن السفينة “غالاكسي ليدر” تم احتجازها، وذكر مصدر ملاحي في ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه المتمردون، أن الحوثيين قد اختطفوا سفينة تجارية في البحر الأحمر ونقلوها إلى ميناء الصليف بالحديدة.
وتُعتبر جماعة “أنصار الله” اليمنية جزءًا مما يعرف بـ “محور المقاومة” والذي يضم أيضًا إيران والعراق وسوريا وحزب الله اللبناني، وتقوم هذه الجماعة أيضًا بتنفيذ هجمات على “إسرائيل” ومصالح حليفتها الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصةً منذ بداية الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشدة في بيان أصدره مكتبه الإعلامي ما وصفه بأنه “هجوم إيراني على سفينة دولية”، واتهم جماعة “أنصار الله” بخطف السفينة ووصف ذلك بأنه تنفيذ لـ “تعليمات”، وأوضح نتانياهو أن السفينة تحمل 25 فردًا من طاقمها من جنسيات مختلفة، بينهم أوكرانيون وبلغاريون وفيليبينيون ومكسيكيون، مشددًا على أنه “لم يكن هناك أي إسرائيليين” على متنها.
في المقابل، أكد العميد يحيى سريع يوم الأحد أن “القوات المسلحة اليمنية تجدد تحذيرها لكل السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه بأنها ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة”، مشددًا على أهمية عدم التعامل مع السفن الإسرائيلية أو التي يملكها إسرائيليون، وأضاف إن القوات المسلحة تهيب بجميع الدول التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو التي يملكها إسرائيليون، وشدد على استمرار تنفيذ العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة.
حرب السفن في البحر الأحمر
في تطوّرات جديدة، قامت جماعة “أنصار الله” اليمنية بالسيطرة على سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وذلك بعد تهديدهم بتوجيه هجمات ضد السفن الإسرائيلية رداً على الحرب في قطاع غزة، ومنذ اندلاع الصراع بين “إسرائيل” وحركة حماس قبل أكثر من شهر، قامت جماعة “أنصار الله” بتنفيذ سلسلة من الهجمات بالصواريخ والمسيّرات من اليمن نحو النقب المحتل، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وفي أعقاب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر والقصف الإسرائيلي المدمر والمستمر على غزة، أعلنت جماعة “أنصار الله” إطلاق صواريخ ومسيّرات على الكيان، مؤكدة أنها أصابت أهدافها، في حين أكدت تل أبيب في الغالب أنها اعترضت هذه المقذوفات، وقال محمد الباشا، كبير المحللين في مجموعة “نافانتي” الاستشارية الأمريكية، لوكالة فرانس برس: “قد يكون تأكيد فشل ثماني عمليات نفذتها جماعة ‘أنصار الله’ اليمنية عبر الصواريخ والمسيّرات من اليمن في إصابة أهداف داخل إسرائيل قد أثّر على قرار إعادة التركيز على ساحة البحر الأحمر”.
وقامت قناة “المسيرة” التابعة لجماعة الحوثي اليمنية ببث مشاهد للعملية العسكرية التي أدت إلى السيطرة على سفينة شحن مملوكة جزئيًا لرجل أعمال إسرائيلي وتشغلها شركة يابانية، في البحر الأحمر يوم الأحد الماضي، وأظهرت المشاهد هبوط مروحية على سطح السفينة، ونزول عدد من مقاتلي الجماعة المسلحين من المروحية، حيث نفذوا عملية انتشار في السفينة، وقاموا بدخول غرفة القيادة دون أي مقاومة من طاقم السفينة، وخلال تجوال أحد مقاتلي الجماعة داخل السفينة، تكرّرت عبارات مناهضة للولايات المتحدة و”إسرائيل”، حيث قال أحدهم: “الله أكبر،، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، وانتهت المشاهد بلقطات من الخارج تظهر السفينة وعدة قوارب صغيرة تابعة للجماعة.
وجماعة انصارالله أعلنت يوم الأحد الماضي أنها قامت باقتياد سفينة إسرائيلية إلى شواطئ اليمن، ما أدى إلى وصف الجيش الإسرائيلي للحادث بأنه “خطير للغاية عالميًا”، بينما وصفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية الحادث بأنه “عمل إرهابي”، وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصور نشره مساء الأحد عبر منصة “إكس”، تنفيذ قوات الحوثيين عملية عسكرية في البحر الأحمر أسفرت عن استيلائهم على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، وأوضح سريع أن قواتهم تتعامل مع طاقم السفينة وفقًا لتعاليم وقيم دينهم الإسلامي، مشددًا على ضرورة عدم التعامل مع السفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين في المياه الإقليمية اليمنية.
وفي تصريح سابق، أكد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى سريع، أن الجماعة ستستهدف جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية أو التي ترفع العلم الإسرائيلي، ودعا الجميع إلى سحب مواطنيهم العاملين ضمن طواقم هذه السفن وتجنب الشحن على متنها أو التعامل معها، وأكد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، عبر قناة الجماعة على تليغرام، أن هذا الإعلان يأتي انطلاقًا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية، نظرًا للعدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة والمجازر والإبادة الجماعية التي يتعرض لها السكان هناك، وأضاف إن هذا الإجراء يأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة الذين يعانون من العدوان الإسرائيلي والأوضاع الإنسانية الصعبة.
المصدر/ الوقت