التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

‘‘إسرائيل‘‘ واستخدام الذكاء الاصطناعي في قتل المدنيين بغزة 

بعد البحث في مصادر عبرية، تم استنتاج أن هناك توجيهًا متسارعًا نحو توسيع صلاحيات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف الأهداف المدنية في قطاع غزة، يظهر التحقيق، الذي أجرته مجلة وموقع سيحا مكوميت، أن هناك جهودًا لتخفيف القيود المرتبطة بالخسائر المدنية المتوقعة جراء هذا التفويض، كما يتضح أن هناك تطويرًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد أهداف محتملة بشكل أكثر دقة وفاعلية من أي وقت مضى، ويستند التحقيق إلى محادثات أُجريت مع سبعة أعضاء حاليين وسابقين في جماعة الاستخبارات للاحتلال، بما في ذلك المخابرات العسكرية وأفراد سلاح الجو الذين شاركوا في العمليات العسكرية في قطاع غزة، كما تم استخدام شهادات وبيانات ووثائق فلسطينية من قطاع غزة، بالإضافة إلى تصريحات رسمية من المتحدث باسم جيش الاحتلال ومؤسسات حكومة الاحتلال الأخرى.
أهداف تنطوي على قوة

وفقًا لمصادر استخباراتية ذات خبرة مباشرة في تنفيذ قصف مماثل على قطاع غزة في الماضي، يشير التقرير إلى أن قصف “أهداف تنطوي على قوة” يهدف بشكل أساسي إلى تكبيد الأذى للمجتمع المدني الفلسطيني وخلق “صدمة” بهدف الضغط على الحاضنة الشعبية لحركة حماس في قطاع غزة، وفقًا لتعبير أحد المصادر، ويفسر التحقيق السبب وراء وجود عدد كبير من الأهداف، وتوجيه أضرار واسعة النطاق إلى حياة المدنيين في غزة، بالاعتماد الواسع على نظام يُعرف باسم “هبسورا”، يستند هذا النظام إلى حد كبير على التكنولوجيا المتقدمة للذكاء الاصطناعي وقدرته على “توليد” الأهداف تلقائيًا بمعدل يتجاوز بكثير ما كان ممكنًا في الماضي، يعني هذا النظام من الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتصريح ضابط مخابرات سابق، مشروعًا “للاغتيال الجماعي”.

وفي هذا الخصوص، أوضح ضابط مخابرات سابق أن نظام “هبسورا” يمكن جيش الاحتلال من تشغيل “آلة عسكرية للاغتيالات الجماعية”، حيث يتم التركيز في هذا النظام على الكمية بدلاً من النوعية، ووفقًا للتحقيق، أسفرت هذه السياسات عن استشهاد مدنيين في غزة منذ 7 أكتوبر، حيث فقدت أكثر من 300 عائلة ما لا يقل عن 10 أفراد أو أكثر من أفرادها في القصف الإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين، ويُعتبر هذا الرقم أعلى بنسبة 15 مرة من الرقم الذي تم تسجيله خلال الحرب الدموية التي شنها الاحتلال على غزة في عام 2014، وأشارت إحدى المصادر إلى وجود شعور بأن “كبار المسؤولين في جيش الاحتلال يدركون فشلهم في 7 أكتوبر، ويكونون مشغولين بمسألة كيفية توجيه صورة النصر للجمهور الإسرائيلي والتي قد تنقذ سمعتهم”.

من ناحية ثانية، أوضح الناطق باسم اليونيسف، جيمس إدلر: أن “عدم التحرك يُعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال”، مُضيفًا: “من غير المسؤول التفكير بأن هجمات جديدة على الشعب في غزة قد تؤدي إلى أي شيء آخر سوى مذبحة”، ومن جهته، صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم، بأنه يأسف لاستئناف العمليات العسكرية في غزة بعد انهيار الهدنة التي استمرت لمدة أسبوع بين “إسرائيل” وحركة حماس، وكتب أنطونيو جوتيريش على منصة التواصل الاجتماعي إكس: “يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية بدأت مرة أخرى في غزة، العودة إلى الأعمال القتالية تظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.

وفي الساعات الأولى من استئناف العدوان على غزة، قام طيران الاحتلال بتنفيذ أكثر من 200 غارة جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 54 فلسطينيًا،ألقت الطائرات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، منشورات تحذيرية جنوب قطاع غزة، حذرت فيها السكان من أن منطقة خانيونس تشكل منطقة قتال خطيرة، ودعتهم إلى التوجه إلى الملاجئ في رفح الفلسطينية، وزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن حركة حماس لم توافق على إطلاق سراح المزيد من الأسرى في انتهاك لشروط الهدنة، وأن “إسرائيل: ملتزمة بتحقيق أهدافها مع استئناف القتال، وأفاد مكتب نتنياهو في بيان بأن حركة حماس لم تفرج عن جميع الرهائن كما كان متفقًا عليه، وأنها قامت بإطلاق صواريخ على الاحتلال.

وجاء في البيان: “مع استئناف القتال، تؤكد الحكومة الإسرائيلية أنها ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب، وهي تحرير رهائننا، والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تشكل أبدًا تهديدًا لسكان إسرائيل”، وانتهت الهدنة بين حركة حماس وكيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمت بوساطة قطرية ومصرية، صباح الجمعة، دون إعلان عن تمديدها، وكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ في 24 نوفمبر الماضي، وتم تمديدها مرتين، الأولى لمدة يومين، ثم لمدة يوم واحد، ولم يتم تمديدها للمرة الثالثة، وخلال الأيام السبعة الماضية، تم تنفيذ 7 دفعات من تبادل الأسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لشروط الهدنة التي تنص على إطلاق سراح 3 أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال مقابل كل أسير إسرائيلي لدى المقاومة في غزة.

رغبة إسرائيليّة بعودة الهدنة

بصراحة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية ووكالة “رويترز” وصحيفة “وول ستريت جورنال” عن وجود رغبة في “إسرائيل” بالعودة إلى التهدئة في قطاع غزة، بعد استئناف جيش الاحتلال، الجمعة، الحرب على غزة، عقب هدنة استمرت 7 أيام، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة يوم الجمعة أن “إسرائيل” أبلغت الوسطاء بأنها ترغب في العودة إلى التهدئة في قطاع غزة لمدة يوم واحد، مقابل إطلاق سراح المزيد من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، وأفادت المصادر أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق خلال يومين أو 4 أيام.

ونقلت وكالة “رويترز” وصحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “إسرائيل منفتحة على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن مع استمرار القتال”، وقال المسؤول من واشنطن: إن “إسرائيل مستعدة لإعطاء فترات توقف إضافية، ويمكن التفاوض بينما يتواصل القتال”، حسب تقرير “رويترز”، وأضاف المسؤول إن إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين يمثل “أولوية قصوى لإسرائيل”، مشيرًا إلى أنهم تعلموا دروسًا من عملياتهم شمال غزة ويقومون بتطبيقها.

المسؤول الإسرائيلي، قال إن “إسرائيل تعمل على خطة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في أي عملية جنوب غزة”، وفقًا لزعمه، وكان البيت الأبيض أعلن مساء الجمعة أنه يواصل العمل مع “إسرائيل” ومصر وقطر على جهود استعادة الهدنة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أن لديه “كل التوقعات بإمكانية تحقيق هدنة أخرى”، وحمّل البيت الأبيض حركة حماس مسؤولية انتهاء الهدنة، وقال إن عليها “تقديم قائمة بالأسرى الذين يمكن مبادلتهم من أجل استمرار تدفق المساعدات” إلى غزة.

بالمقابل، حمّلت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استئناف الحرب على غزة بعد رفضه خلال مفاوضات جرت ليل الخميس التعامل مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين، وأوضحت الحركة في بيان أنها عرضت تبادل الأسرى وكبار السن، كما عرضت تسليم جثامين المحتجزين الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على غزة، إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين، لكن الاحتلال رفض التعامل مع كل هذه العروض، وحمّلت الحركة الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم الاحتلال وإعطائه الضوء الأخضر عقب زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن لـ “إسرائيل” الخميس.

في النهاية، إنّ استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لقتل مدنييه هو مثال على جرائم الحرب، وطريقة استخدام الكيان الصهيوني لها، لكن وكما أكدت حماس، فإن الشعب الفلسطيني والمقاومة سيفشلان أهداف العدوان، وسيكسران إرادة جيش الاحتلال، وفقًا للبيان، واستأنفت “إسرائيل” حربها المدمرة على قطاع غزة، صباح الجمعة، بعد هدنة دامت 7 أيام مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تم التوصل إليها بوساطة دولة قطر بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، وأفرج خلالها عن 80 إسرائيليًا كانوا محتجزين في غزة، مقابل 240 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق