تعرفوا علی رفيق درب “الحاج قاسم”… ما سبب محاولات الکيان الإسرائيلي المتكررة لاغتيال “السيد رضي”
كان السيد رضى الموسوي، المعروف باسم السيد راضي، أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وكان مسؤولاً عن دعم جبهة المقاومة، والذي استشهد يوم أمس في هجوم الکيان الصهيوني على منطقة الزينبية بريف دمشق.
وكان السيد رضى أحد الجنود القدامى في مجال المقاومة، والذي لعب دورًا في مقاومة المنطقة منذ ما يقرب من 25 عامًا، وكان صديقاً قديماً للواء الشهيد الحاج قاسم سليماني، وسارع للقائه عشية الذكرى الرابعة لاستشهاد اللواء سليماني.
السيد علي صالحي الملقب بأبو تراب، هو أحد رفاق الشهيد السيد رضى الموسوي، ويقول عن الصفات الأخلاقية لهذا الشهيد: “كان الشهيد السيد رضى الموسوي مجتهدًا جدًا ويعمل ليلًا ونهارًا، وكان إنساناً شجاعاً، وكان يشبه إلى حد كبير الحاج قاسم في العمل، إذ كان يعمل كثيراً، کما كان يتمتع بروح طيبة وكان حسن السلوك مع جنوده، لكنه كان جديًا للغاية في عمله، ولم يكن يهمه أن يكون جنديه إيرانياً أو سورياً أو عربياً، فالجدية في العمل كانت المسألة الأولى بالنسبة له، وبطبيعة الحال، كان أيضاً يميل إلی الدعابة في مجموعات ودية”.
ويقول عن ريادة الشهيد الموسوي ومسارعته إلی فعل الخير تجاه كل الناس، وخاصةً ضحايا الحرب في سوريا: كان مسارعاً جداً إلی فعل الخير، وبما أنه قد قضی معظم أوقاته في سوريا، فقد کان يفكر في مساعدة الشعب السوري، واستخدم علاقاته للتعامل مع عائلات الشهداء السوريين والشيعة المنكوبين بالحرب، وكان يعد لهم المنزل، ويقدم المهر للفتيات، وکان يعمل بجد من أجل الناس الذين يعيشون في سوريا وحل مشاكلهم.
ولم يكن عمله الصالح يقتصر على الشيعة في سوريا فحسب، بل أينما كانت هناك حاجة، كان الشهيد السيد رضى يبادر إلى تلبيتها، وفي هذا الصدد يقول السيد صالحي:
“خلال الزلزال الكبير الذي حدث في تركيا وسوريا، وأدى إلى أضرار كبيرة في بعض مناطق سوريا، ساعد السيد رضى الأهالي المتضررين من الزلزال في سوريا كثيرًا، ولم يكن أي من ذلك من عمله، ولم يكن عليه أي واجب في هذا الصدد، ولكن بما أنه كان رائدًا في فعل الخير، كان يفعل ذلك بكل إخلاص”.
ويضيف رفيق درب الشهيد السيد رضى الموسوي: “كان له صديق اسمه أبو كريم، وكانا صديقين منذ سنوات طويلة، وكانا يفعلان الخير معًا، في ليلة القدر العام الماضي، ذهب السيد رضى وأبو كريم إلى مقام السيدة رقية دون أي حراسة شخصية، وهناك انشغلا بالصلاة والعبادة، فيما كان السيد، بسبب مسؤوليته الكبيرة في المنطقة، يعتبر ثقلاً لجبهة المقاومة، وربما لم يتوقع أحد أن يزور المقام بهذه البساطة ودون حراسة مشددة”.
ويشير أبو تراب إلى الدور المؤثر للسيد رضى في قضية تجديد مرقد السيدة رقية (عليها السلام) وإعادة بنائه، ويقول: “كان له الأثر الكبير في بناء مقام السيدة رقية (عليها السلام) الجديد، ونقل المرقد الجديد من إيران إلى سوريا، لقد تأخر نقل الضريح الجديد لبعض الوقت بسبب أن صناديق نقل أجزاء الضريح كانت كبيرةً جدًا، وفي تلك الأيام، ضرب الکيان الإسرائيلي مطار دمشق عدة مرات، وهدد بإسقاط طائرات الشحن، لكن السيد رضى تقدم في هذا الأمر بقوة، وبمساعدته تم نقل أجزاء المرقد الجديد من إيران إلى سوريا، وساهم بشكل كبير في إعادة بناء مقام السيدة رقية(عليها السلام)”.
ويتحدث رفيق درب الشهيد عن علاقته الوثيقة بالحاج قاسم، ويتابع: “كان السيد رضى صديقًا قديمًا ومقربًا للحاج قاسم، ولم يكن أحد سواه يعرف مواعيد سفر الحاج قاسم، وبعد استشهاد الحاج قاسم كان ينتظر الشهادة، كان صديقاً للحاج قاسم منذ الحرب العراقية الإيرانية، واستمرت هذه الصداقة حتى استشهاده، وأوضح بنفسه أن الحاج قاسم قال له “حان وقت استشهادك”.
وعلى الرغم من أن السيد رضى قد أنجز العديد من الأعمال المختلفة في سوريا، إلا أن عمله الرئيسي كان الدعم، ويقول السيد صالحي في هذا الصدد: “السيد رضى كان موجوداً ويعمل في سوريا منذ سنوات عديدة، وكان يدعم جبهة المقاومة، وفي الواقع كان عمله الأساسي هو دعم الجبهة في سوريا ولبنان، وكانت زوجته مديرة مدرسة إيرانية في سوريا، وتعرض السيد رضى للتهديد بالاغتيال من قبل الکيان الإسرائيلي عدة مرات، ولم يثر أي شيء حول هذا الموضوع على الإطلاق، ولم يكن الأمر يهمه”.
ويقول عن خطط الکيان الإسرائيلي المختلفة لاغتيال السيد رضى: “في العام الماضي، بثت قناة “إيران إنترناشيونال” المعارضة لإيران أخباراً عنه، ونشرت صورة السيد رضى فيها، ومنذ ذلك الحين، أصبح الحديث حول خطة الکيان الإسرائيلي الدقيقة لاغتياله أكثر جديةً، فقد سبق أن ضربوا المقر الذي كان ينشط فيه عدة مرات، لكنهم لم ينجحوا في اغتياله، ومن محاولات اغتياله الفاشلة استشهاد السيد مصطفى بدر الدين المعروف بذو الفقار، أحد قادة حزب الله اللبناني، والذي حدث في مكتب السيد رضى، حيث استشهد بدر الدين في هذه الحادثة، لكن السيد رضى لم يكن موجوداً ونجا”.
ولكن لماذا حاول الکيان الصهيوني جاهداً اغتيال السيد رضى طوال الفترة الماضية؟ رداً على هذا السؤال، يقول أبو تراب: “السيد رضى كان من أكثر قادة الحرس الثوري الإيراني فعاليةً في مقاومة المنطقة، في العمل القتالي، يلعب الدعم دوراً مهماً للغاية، فإذا لم يكن هناك دعم، لا يمكن المضي قدمًا في العملية، ولا يمكن للقوات أن تعمل، وكان هدف الکيان الإسرائيلي من اغتيال السيد رضى، هو إضعاف دعم جبهة المقاومة، وبما أن الکيان الإسرائيلي يريد قطع الدعم عن جبهة المقاومة، فهو يعتقد أنه تمكن من قطع هذا الطريق بضرب السيد رضى، بينما هناك آخرون يستطيعون السير على طريق هذا الشهيد العظيم”.
وفي الختام، يتحدث عن صورة السيد رضى الباقية في أذهان المقاتلين، ويقول: “أذكر ذات مرة في شهر رمضان، عندما تزامن موعد الرحلة إلى سوريا مع وقت الإفطار، أصر على تغيير موعد الرحلة حتى يجتمع المقاتلون ويفطرون معًا ثم يبدؤون عملهم، وكان يفطر مع المقاتلين، وبما أنه كان مزاحاً، كان يتحدث بروح الدعابة أثناء الإفطار، ويعطينا ذكريات ممتعة”.
المصدر/ الوقت