التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

رئيس الوزراء ينهي ازمة كركوك ويعلن عن ائتلاف موحد لادارة المحافظة 

سياسة ـ الرأي ـ
اتفق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع القوى السياسية في محافظة كركوك المتنازع على إدارتها بين حكومتي بغداد وأربيل على تشكيل ائتلاف إدارة موحد يضم القوى الفائزة في الانتخابات الأخيرة، وهو ما يمهد لتشكيل الحكومة المحلية، فيما يبقى الائتلاف تحت رئاسة السوداني حتى حسم الملف.

و رعى السوداني اجتماعاً مع ممثلي القوى السياسية الفائزة بانتخابات مجلس المحافظة، تحت رؤية مبادرة وطنية لتشكيل الحكومة المحلية فيها، وفق الاستحقاق الذي أفرزته نتائج الانتخابات، للاتفاق على برنامج خدمي اقتصادي يتوافق مع البرنامج الحكومي الذي تعمل به الحكومة المركزية.

وبحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للسوداني، ليل أمس الأربعاء، فإن رئيس الوزراء أكد أن “كركوك تتمتع بوضع خاص، ويتطلب ذلك من الجميع بذل الجهود الخالصة للنهوض بالخدمات والأوضاع الاقتصادية بالمحافظة”، مبيناً أن “استحقاق الانتخابات المحلية في كركوك المعطّل منذ عام 2005 قد أُنجز، وبجهود وتكاتف الجميع، وقد شهد مشاركة واسعة مقارنة بباقي المحافظات، وهي محطة تعتز بها الحكومة كالتزام ضمن برنامجها”.
وأضاف أن “المجتمعين خرجوا باتفاق مبادئ من أجل المضي بتشكيل الحكومة المحلية في المحافظة”، مبيناً أنه “بسبب أهمية محافظة كركوك، بوصفها عراقاً مصغراً، اتفق المجتمعون على أن تُراعى مصالح أبناء كركوك، وأن يُحافظ على العيش المشترك، وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين أبنائها، وأن يكون الدستور المظلة التي يحتمي بها الجميع”.

وأكد البيان أنه “تم الاتفاق على أن يكون منهج الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء أساساً للعمل المشترك في محافظة كركوك”، مضيفاً أنه “تم أيضاً التوافق على تشكيل ائتلاف إدارة كركوك من كل القوى الفائزة في مجلس المحافظة، ويكون المظلة السياسية لها، وأن يترأس رئيس الوزراء جلسات الائتلاف لحين تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في تشكيل الحكومة المحلية، والاتفاق على البرنامج وآليته والنظام الداخلي للائتلاف”.

وجاء تدخّل السوداني بعد فشل الحكومة المحلية الجديدة في المحافظة مرات عدة بعقد الجلسة الأولى للمجلس، بسبب عدم حسم القوى ملف المناصب الرئيسة في المحافظة، خاصة منصب المحافظ الذي تتمسك به المكونات الرئيسة الثلاث ذات التركيبة السكانية المعقدة.

وكان التقارب في عدد المقاعد التي حصلت عليها المكونات في المجلس الجديد هو الذي عَقّد إمكانية التوافق على موقف واحد، إذ لا تمتلك أي منها الأغلبية التي تؤهله للفوز بمنصب المحافظ.

وأجرت القوى السياسية حوارات واتصالات في محاولة للتوصل إلى رؤية مشتركة، إلا أن تلك الاجتماعات وغيرها لم تفض إلى أي نتائج تذكر.

وأثنى رئيس الجبهة التركمانية في كركوك حسن توران على مبادرة السوداني، وقال في تدوينة له على منصة “إكس”، إنّ “تشكيل ائتلاف إدارة كركوك برعاية السوداني خطوة في الاتجاه الصحيح لحفظ المكتسبات الوطنية وتعزيز التعايش والشراكة والحوار بين مكوناتها، وهذا ما طرحناه في المبادرة التركمانية”، مؤكداً أن أبناء كركوك “سيكونون على قدر المسؤولية التاريخية لتشكيل حكومة محلية تلبي تطلعات أبناء المحافظة”.

من جهته، أكد عضو الكتلة العربية رعد صالح، مساء أمس الأربعاء، أن الحكومة المحلية في كركوك ستكون “توافقية برضا الجميع”، مبيناً أن “هناك اتفاقاً لإرضاء جميع الأطراف في كركوك”.

ويأتي ذلك في وقت أنجزت فيه معظم محافظات العراق، عدا ديالى، استحقاق تسمية حكوماتها المحلية، وفق المحاصصة الطائفية والحزبية، حيث استحوذت القوى المتنفذة على المناصب الرئيسة، مثل رئيس مجلس المحافظة والمحافظ.

وشهدت كركوك أعلى نسب مشاركة على مستوى العراق في انتخابات مجالس المحافظات، التي جرت في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، بلغت 69 في المائة.

يُذكر أنه عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لم تشهد كركوك سوى انتخابات محلية واحدة في 2005، كانت مثار جدل بين مكونات المحافظة التي يسكنها خليط من العرب والتركمان والأكراد إضافة إلى أقلية مسيحية.

وشهد العراق في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أول انتخابات محلية منذ عام 2013، في 15 محافظة، بنسبة مشاركة تجاوزت 41% (6 ملايين عراقي من أصل 26 مليون شخص يحق لهم التصويت).انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق