جنود أميركيون يرفضون اداء الخدمة العسكرية لهذا السبب
وكالات ـ الرأي ـ
يثير الدعم الأميركي المستمر للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 انتقادات واسعة داخل الإدارة الأميركية، بدأت تنسحب على جنود في الجيش الأميركي.
ويتحدث جنديان أميركيان لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية عن رفضهما الاستمرار في أداء الخدمة العسكرية لـ”أسباب ضميرية”، بسبب الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي، في قرار مدفوع بالعدوان المستمر على غزة.
ويستذكر الطيار الأميركي لاري هيبرت جونيور استشهاد الطفلة هند رجب في فبراير/ شباط الماضي، بعدما حوصرت مع عائلتها بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة، مشيراً إلى أن هذه الحادثة سرّعت قراره بالسعي للحصول على وضع “المستنكف ضميرياً” من الجيش الأميركي.
ويقول الجندي، الذي عمل بشكل مباشر على عملية أميركية لتوفير مبيعات الأسلحة إلى الكيان الإسرائيلي، إن الطفلة هند تشبه ابنته، وما حصل كان صعباً جداً فهمه، وإن كلّ هؤلاء الأطفال لديهم تطلعات وأحلام، و”من غير المبرّر دعم ما يحدث”.
من جانبه، يؤكد الطيار خوان بيتانكورت أنه بعد مشاهدته لقطات الموت والدمار في غزة، لم يعد بإمكانه تجاهل دور الحكومة الأميركية في “الحربط، بما في ذلك إمداداتها من الأسلحة، والغطاء الدبلوماسي، والاستخبارات. ويقول: “أرى ذبح الآلاف من المدنيين الأبرياء، بينما يراقب العالم الأمر من خلال هواتفه الذكية”. ويوضح أن مشاهدة الدمار عن قرب أصبحت “عاملاً مفجراً” في قراره أن يصبح “مستنكفاً ضميرياً”، مؤكداً أنه ليس وحيداً في الشعور بهذه الطريقة.
ويتابع: “آمل بالتأكيد أن يرى قادتنا أن جرائم الحرب التي تحدث، وآلاف مقاطع الفيديو لأطفال مشوهين التي تصل إلى هواتفنا، تغيّر ضمير الشعب الأميركي، داخل الجيش وخارجه”. ويقول إن نقطة التحوّل بالنسبة إليه كانت مقتل الجندي آرون بوشنل الذي أقدم على إحراق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن احتجاجاً على الحرب.
ويوضح أن طلبه لتقديم طلب للحصول على حالة “المستنكف ضميرياً” قيد التنفيذ، لكنه استطرد مؤكداً أنه لم يعد بإمكانه الاستمرار بضمير حي في خدمة الإدارة التي يعتقد أنها تنتهك القانون الأميركي والدولي.
وتشير الشبكة في تقريرها الذي نشرته اليوم السبت إلى إن الجنديين، وكلاهما في القوات الجوية الأميركية، يطلبان حالياً أن يصبحا من “المستنكفين ضميرياً” بسبب دعم الولايات المتحدة “إسرائيل”، وتحديداً الحرب المستمرة في قطاع غزة، موضحة أنهما أكدا أنهما يعبّران عن آرائهما الشخصية، ولا يتحدثان بالنيابة عن القوات الجوية.
ويؤكد هيبرت وبيتانكورت، اللذان جُنّدا في عام 2022، أن حجم الفظائع دفعهما إلى التشكيك في مشاركتهما في نظام عسكري يعتقدان أنه يساعد في إدامة عدد القتلى الفادح. وإذ أشار كلاهما إلى العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره “إبادة جماعية”، قالا إن المشاهد الآتية من المنطقة لا تؤثر عليهما فحسب، بل على العديد من الأميركيين أيضاً.
وتذكر الشبكة نقلاً عن القوات الجوية الأميركية أن الأخيرة تعاملت مع 36 طلباً للاستنكاف ضميرياً منذ بداية عام 2021، جرت الموافقة على 29 منها.
وتُعرّف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “الاستنكاف الضميري” بأنه اعتراض حازم، وثابت، وصادق، على المشاركة في الحرب بأي شكل من الأشكال، أو حمل السلاح، على أساس مبادئ دينية أو أخلاقية. ووفق المفوضية السامية لحقوق الإنسان، “يستند الحق في الاستنكاف الضميري من الخدمة العسكرية إلى المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يضمن الحق في حرية الفكر والوجدان والدين والمعتقد.
وفي حين أن العهد لا يشير صراحة إلى الحق في الاستنكاف الضميري، ذكرت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في تعليقها العام رقم 22 (1993) أن هذا الحق يمكن أن يُستمد من المادة 18، حيث إنّ الالتزام باستخدام القوة المميتة يتعارض بشكل صارخ مع حرية الوجدان وحق الفرد في إظهار دينه أو معتقده”.
وتضيف المفوضية عبر موقعها: “أقر مجلس حقوق الإنسان، وقبله لجنة حقوق الإنسان، بحق كل فرد في الاستنكاف الضميري من الخدمة العسكرية باعتبارها ممارسة مشروعة للحق في حرية الفكر والوجدان والدين”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق