التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 21, 2024

اغتيال ترامب وتغيير النظام الانتخابي الأمريكي 

منذ أنباء إطلاق النار مساء السبت أثناء خطاب حملة دونالد ترامب في غرب بنسلفانيا، بدأت اللحظات الأكثر إثارة للقلق في أمريكا، يعد إطلاق النار بمثابة تأكيد مروع على الوضع الهش وضربة للانتخابات الرئاسية الأمريكية الفوضوية لعام 2024، انتخابات لا تشبه أي انتخابات أخرى في تاريخ الولايات المتحدة، والآن مع محاولة الاغتيال الفاشلة لترامب، ستصبح أكثر غموضا من ذي قبل.

فتحت محاولة اغتيال ترامب فصلاً جديداً مرعباً في الأجواء السياسية الأمريكية المنقسمة والمستقطبة، فقد تصاعدت حدة الخطاب العنيف بين الليبراليين والمحافظين، واشتبكت مختلف الأطراف السياسية في أمريكا على وسائل التواصل الاجتماعي.

قبل يوم واحد من إطلاق النار، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي سابق يُدان، عندما أدانته هيئة محلفين في محكمة منطقة مانهاتن في نيويورك بجميع التهم الـ 34 المتعلقة بتزوير السجلات المالية والتجارية لإخفاء علاقة جنسية مزعومة مع نجمة إباحية، لقد أُدين، لكن القليل من الناس ينظرون الآن إلى ذنب ترامب ويعتبره معجبوه رجلاً ميتاً.

تاريخ الاغتيالات السياسية في أمريكا

والآن، وعلى وشك قبول ترشيح الحزب الجمهوري للمرة الثالثة على التوالي في المؤتمر الجمهوري الأسبوع المقبل، نجا ترامب من محاولة اغتيال، وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود منذ اغتيال الرئيس رونالد ريغان عام 1981 التي يصاب فيها رئيس أو مرشح رئاسي في محاولة اغتيال.

قُتل أربعة رؤساء أمريكيين سابقين، من بينهم أبراهام لينكولن، وجيمس جارفيلد، وويليام ماكينلي، وجون إف كينيدي، برصاصات قاتلة، كينيدي، شقيق كينيدي، روبرت ف. كينيدي، اغتيل أثناء حملته الانتخابية لترشيح الحزب الديمقراطي في عام 1968، وأصيب حاكم ألاباما الانفصالي جورج والاس بالشلل على يد قاتل أثناء حملته الانتخابية في عام 1972، و في عام 1981، بعد ما يزيد قليلا على شهرين من رئاسته، أصيب رونالد ريغان بالرصاص وأصيب بجروح خطيرة خارج أحد فنادق واشنطن، والآن انضم ترامب إلى صفوف الشخصيات السياسية المتورطة في الاغتيالات.

وفي مكان الحادث، مباشرة بعد إطلاق النار، رفع ترامب قبضته وأرسل الرسالة الأولى والدماء على وجهه، وبعد أقل من ساعة، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيفوز.

في المجمل، كانت هناك 15 محاولة اغتيال لرؤساء ورؤساء منتخبين ومرشحين للرئاسة خلال عام 2008، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس.

إزالة بايدن من الأخبار

مع الأخبار الساخنة المحيطة باغتيال ترامب، يعيش الديمقراطيون حالة من الاضطراب، حيث تم حذف الرئيس جو بايدن البالغ من العمر 81 عامًا من الصفحات الأولى وعناوين الأخبار الإعلامية والتلفزيونية، ولكن الآن كل الأنظار تتجه نحو ترامب.

من أبراهام لينكولن إلى جون إف كينيدي، يعد اغتيال الرئيس في الولايات المتحدة جزءًا من تاريخ الولايات المتحدة، لم يكن ترامب في السلطة ولم يصب بجروح خطيرة، ومع ذلك، فهو الآن يحتل الصفحة الأولى من الأخبار في وسائل الإعلام الأمريكية، وهو ما كان يريده دائمًا.

ألعاب انتخابية جديدة

ومع محاولة اغتيال ترامب الفاشلة، أصبحت الحملة الانتخابية الأمريكية لعام 2024 تتمتع الآن بصورة أيقونية جديدة: “دونالد ترامب، يقف بقبضة مرفوعة وخطوط من الدم على وجهه، والعلم الأمريكي يلوح في مهب الريح خلفه”.

إن إراقة الدماء في ولاية بنسلفانيا ستترك الآن انطباعا دائما على النفس الأمريكية وستشكك جديا في الغطاء الأمني ​​على أعلى مستويات الرئاسة من خلال الفحص المغناطيسي وسيارات الليموزين المضادة للرصاص وعملاء الخدمة السرية، وأظهرت هذه الحادثة أنه حتى الرؤساء السابقون ليسوا محصنين ضد العنف الذي يمكن أن ينفجر في الحياة الأمريكية اليومية.

وبعد أن تم تفريق الرئيس الأمريكي السابق وحشد من أنصاره بالرصاص، يظهر ترامب الآن بقوة جديدة، وسيكون لدى أنصاره المزيد من الأسباب لدعم شخص وضع حياته على المحك، إذا جاز التعبير، طباعة قمصان عليها صورة ترامب أو طباعة لوحات عليها رمز المسيح بجانب ترامب كلها تشير إلى ألعاب جديدة في الانتخابات الأمريكية بعد اغتيال ترامب.

من ناحية أخرى، حدثت حادثة إطلاق النار على ترامب عشية انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري؛ وبهذه الطريقة، سيتم تأكيد ترشيحه رسميًا من قبل هذا الحزب عندما يتم إنقاذ ترامب حرفيًا من الموت، وفي هذه المناسبة، سيتم الترحيب بترامب في ميلووكي (ويسكونسن) كبطل ومقاتل وحتى “المسيح” من قبل معجبيه الإنجيليين؛ كشخص خاطر بحياته من أجل “قضيته”.

وعلى النقيض من هذا الارتقاء بمنصب ترامب، أمضى بايدن الأسبوعين الأخيرين في طريق مسدود مع الديمقراطيين؛ الديمقراطيون الذين يخشون أن يكون أضعف من أن يخدم، نظرا لتقدمه في السن وأخطائه المستمرة كانت محاولة الاغتيال صادمة للغاية لدرجة أنها قلبت على الفور الكثير من الجهود الثقافية والإعلامية التي ركزت على الأداء السلبي لترامب، ما أثار ردود فعل متعاطفة من أصحاب النفوذ والرياضيين والمديرين التنفيذيين الأقوياء، وفور إطلاق النار يوم السبت، أيد إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي ورئيس شركة X وTesla، دونالد ترامب، فكتب: “آخر مرة كان لدى أمريكا مرشح بهذا العناد كان ثيودور روزفلت”.

وبناء على ذلك، وصف بعض الاستراتيجيين في هذا البلد إطلاق النار على ترامب بأنه “أهم لحظة في السياسة الأمريكية في العقود الأخيرة”، ويقولون إن ترامب في طريق عودته إلى البيت الأبيض.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق