التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

حزب الله يضع حيفا بميزان الضاحية الجنوبية لبيروت 

سياسة ـ الرأي ـ
عشية الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، وسع حزب الله من نطاق عملياته العسكرية مُستهدفاً للمرّة الأولى مناطق مدنية، وتحديداً في حيفا، ما وضع مسار المواجهات مع جيش الاحتلال في نقطة تحول، ولا سيما أن المقاومة حرصت طوال فترة العام على حصر ضرباتها باتجاه المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، إصابة عشرة أشخاص من جراء سقوط صواريخ أطلقها حزب الله على حيفا، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بإصابة شخص بجراح خطيرة في مدينة طبريا نتيجة إصابته بشظايا.

وتأتي عملية حزب الله، أمس الأحد، بحسب بيانه، رداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال في القرى والمناطق السكنية سواء في البقاع وبعلبك الهرمل أو الجنوب وحتى جبل لبنان وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت في ساعات الليل واحدة من أعنف الضربات والغارات التي هزت المنطقة ومحيطها.

وأعلن حزب الله الأحد عن تنفيذ 18 عملية عسكرية ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، أبرزها إطلاق صلية من صواريخ فادي 1 على قاعدة الكرمل جنوبي حيفا، إلى جانب شن هجوم جوي ‏بسربٍ من المسيرات الانقضاضية على قاعدة 7200 جنوبي مدينة حيفا.

تعيد هذه التطورات التذكير بالمعادلة التي وضعها حزب الله سابقاً أي “حيفا مقابل بيروت”، وذلك في حال شن الاحتلال هجمات ضد العاصمة اللبنانية. وفي هذا الإطار، يؤكد مصدر نيابي في كتلة “الوفاء للمقاومة”، لـ”العربي الجديد”، أن “حزب الله ماضٍ في توسِعة هجماته ضد إسرائيل، ولن يكون هناك سقف طالما أن العدو يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين، ويتخطى جميع الخطوط الحمر، وسيقوم بالتالي بكل ما أمكن لردعه”.

ويشير المصدر إلى “أننا دخلنا منذ فترة مرحلة جديدة في إطار المواجهات مع العدو، وهو أرادها في ظل وحشيته التي لا يوقفه عنها أحد ولا سيما الغرب، والذي اعتقَدَ أنه باغتيالاته للقادة ولا سيما التي طاولت الأمين العام حسن نصر الله، سيجعلنا نستسلم أو نضعف أو نتراجع، لكنه واهمٌ، المقاومة مستمرة وعلى القواعد نفسها والمسار ذاته، وهو ما نظهره أيضاً في المواجهة البرية، ولا نزال نمتلك الكثير من القوة والمفاجآت”.

حزب الله يضع حيفا بميزان الضاحية الجنوبية

إلى ذلك، يقول العميد منير شحادة ومنسق الحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل سابقاً، لـ”العربي الجديد”، إنه “منذ فتح جبهة الإسناد اللبنانية في 8 أكتوبر 2023، وحتى اليوم، تعلن المقاومة أنها لا تريد الحرب ولا تخشاها، ولأجل ذلك تجنبت استهداف المدنيين، فيما أمعنت إسرائيل ولا تزال في استهداف الأحياء السكنية من الجنوب إلى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وبدأت بالتدمير الممنهج وارتكاب المجازر بحجة دائماً تستعملها بأخذ المدنيين دروعاً بشرية وجعل الملاجئ والمحلات مخازن للأسلحة والذخيرة لتبرر جرائمها”.

وبحسب ما يقوله، فإن المقاومة تجنبت استهداف المدنيين بعد فترة طويلة من التدمير الإسرائيلي الممنهج، إلا أنها بدأت يوم أمس باستهداف المدنيين الإسرائيليين والأماكن السكنية وخاصة في حيفا، مشيرًا إلى أن اختيار حيفا وليس تل أبيب يأتي في سياق عدم منح “إسرائيل” حجة بإكمال قصف واستهداف ما يُعرف ببيروت الغربية أو قلب العاصمة اللبنانية.

وأضاف: “المقاومة قصفت حيفا، ووضعتها بميزان الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعتقد أنها بدأت باستهداف المدنيين في المستعمرات المنتشرة على طول العمق من حدود لبنان وحتى تل أبيب على عمق 150 كلم، كي تقول لـ”إسرائيل” إن استهداف المدنيين سيقابله استهداف للمدنيين، وهنا تكمن أهمية العملية حتى تكون رادعة لـ”إسرائيل” كي تتوقف عن التدمير الممنهج لأحياء الضاحية والبقاع وبعلبك الهرمل والجنوب، حيث بدا واضحاً أنها تتعمد ضرب البنى التحتية لتجعل هذه المناطق ولا سيما التي تُعد الحاضنة للمقاومة غير قابلة للحياة”.

ويعتبر شحادة أن هذا هو أسلوب” إسرائيل”، مشيرًا إلى أنها “استعملته بغزة وبدأت تستخدمه في لبنان، وهي لا تفهم إلا بالقوة ومنطق العين بالعين والسن بالسن.. ومع أن المقاومة تحلت بالصبر كل هذه الفترة رغم التنكيل ببيئتها، وتهجير أكثر من مليون ومائتي ألف نازح، إلا أن هذا التدمير الممنهج والذي بات يومياً، يستوجب رداً بالمثل لردع إسرائيل”.

وسبق لحزب الله أن استهدف يوم الجمعة الماضي الكريوت شمال حيفا بصليات صاروخية، كما أطلق في 3 أكتوبر/ تشرين الأول صلية من صواريخ فادي 2 التي استهدفت قاعدة ناشر شرقي حيفا. كما استهدف في 2 أكتوبر/ تشرين الأول مجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة، وقصف يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي عدداً من الكريات شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية من فادي 1.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق