عربة بودا . .
هاشم الموسوي
من يقرأ عنوان المقال يعتقد ان عربة (بودا) مثل باقي العربات والتي بدأت منذ القدم تجرها الخيول او البغال او الثيران والتي استخدمت بنطاق واسع في المواكب الملكية او الرئاسية للدلالة على رمزيتها ولازال عرفاً من اعراف الانظمة الملكية العتيدة في استقبال وتشييع الرموز والشخصيات . عربة (بودا) ليست عربة استقبال او تشييع او حملوانما عربة ارهاب وموت استخدمها المهاجر الايطالي في القتل فكان اول مجرم وارهابي ابتدع الثأر وازهاق الارواح البريئة وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ولا يعنيه عدد القتلى ولكن يُنفذ ما خطط له .اول عملية ارهابية في العصر الحديث بطلها الارهابي ( بودا) وهو مهاجر ايطالي فقير حقد على الرأسمالية واحتكارها للمال فضلاً عن دوافعه للانتقام ممن سبب في اعتقال رفيقيه في السوء حيث قام بتلغيم عربةبالدنياميت يجرها حصان هزيل مقابل مبنى ( جي بي مورغانتسايس ) في شارع (وول ستريت ) المزدحم بالمارة عام 1920م وكان يستهدف من هذه العملية رجلاً ثرياً اسمه (مورغان) يعتقد انه المسبب في الفقر المدقع الذي حل به اضافة الى الوشاية الى السلطات و اعتقال صاحبيه ، واطلق الحصان يجر العربة وتركه امام المبنى وقام بتفجير العبوة وادى الانفجار الى قتل ( 40) وجرح (200) شخصاُ بريئاً ، والمفارقة ان الشخص المستهدف نجا لانه كان في رحلة صيد في اسكتلندا . وسجلت هذه الواقعة اول عملية ارهابية يقوم بهاشخص مع سبق الاصرار والترصد وهو في اتم حالته الصحية .ومنذذلك التاريخ بدأ الارهاب ينتشر لادامة ظاهرة القتل ومارست الانظمة القمعية كذلك من خلال الايقاع بمعارضيها ولا يهمها ماذا يحدث مثلما فعلها (بودا) في وول ستريت بـ (لندن) . والمتابع ان الارهاب صنيعة غربية جراء عوامل اجتماعية ونفسية ضاغطة تعرض لها المواطن الغربي لا سيما الفقر والاضطهاد . وبعد هذه المسيرة الطويلة يلصق الارهاب بالاسلام وتنشأ امريكا جهازاً تسميه ( جهاز مكافحة الارهاب الاسلامي ) جراء تنفيذ نفر ضال من ( الجهاديين الاسلاميين )عمليات ارهابية في امريكا والغرب ومنهم من قامت امريكا والسعودية بتدريبهم و منحهم زمالات دراسية للحصول على شهادات عليا ضمن تنظيم القاعدة ، انه الصنيعة الامريكية بلا منافس . اعتقد ان نقل المشهد الدموي من عملية وول ستريت عام 1920م الى العراق واستمراره منذ عام 2003م بهذه البشاعة بحماية امريكية واقليمية ،اصطدم مع تهديد تلك الجماعات للمصالح الغربية واسرائيل ، لذا ان تغيير مواقفهم اليوم ما هي الا لعبة سياسية بعدما تيقنوا ان الارهاب قد دخل الى عقر دارهم وبلا هوادة .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق