الدعم الشعبي لأنصارالله يفشل المؤامرات السعودية
رفضا للوصاية السعودية والمؤامرة الأجنبية على الثورة ومكتسباتها يتظاهر عشرات الآلاف من ابناء الشعب اليمني في صنعاء ومحافظات صعدة وحجة والحديدة وعمران وإب وذمار في مواعيد مكررة وهم ينظمون مسيرات تجوب الشوارع في المحافظات اليمنية استجابة لدعوة زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي الذي دعا إلى تظاهرات تأييدا للإعلان الدستوري
ويرفع المشاركون في المسيرات من ابناء الشعب اليمني الحر لافتات كتب عليها شعارات تؤكد تأييدهم لقرارات اللجنة الثورية والإعلان الدستوري حيث يؤكد هذه الفئات الثورية وقوف الجماهير جنبا إلى جنب للتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف بلدهم ولرفض كل أشكال الوصاية الخارجية.
وتؤكد الشعارات التي ترفع في المسيرات والبيانات الصادرة عن المظاهرات الحرص على بناء العلاقات الخارجية على أسس الندية والاحترام المتبادل، ودعوة رجال المال واﻷعمال اليمنيين للقيام بدورهم في خدمة شعبهم وبلدهم ومواجهة التحديات من خلال الاستفادة من خيراته وثرواته وإمكاناته وتأييد الإعلان الدستوري والقرارات الثورية ودعم المسار الثوري، ورفض أي تحرك مشبوه لاستهداف هذا المسار أو الالتفاف عليه واستدعاء الخارج والرهان عليه .
وتأتي هذه المسيرات استجابة للدعوة التي وجهها زعيم جماعة أنصارالله عبدالملك الحوثي الذي اكد أن مغادرة عبد ربه منصور هادي صنعاء إلى عدن تعمل على تغذية الصراعات وتعقيد الأزمة، متهما أطرافا خارجية بتأجيج الأزمة في هذا البلد في اشارة الى السعودية وحلفائها الاقليميين .
وترسم هذه المسيرات مشهدا يكشف حجم الدعم الشعبي لأنصارالله في المحافظات والمدن والمناطق اليمنية بعدما راهن البعض في اليمن على تأليب قسم من الرأي العام اليمني على أنصارالله ووصفهم بأنهم جماعة ترتبط بالخارج وتعمل لحساب جهات خارجية، وقد جاء الرد على هذه التهم داخليا وبقبضات الشعب اليمني الثائر الرافض دوما لأي تدخل أجنبي أو وصاية على شأنه الداخلي.
وابرز المحافظات التي بادرت الى مباركة الإعلان الدستوري في الغرب والشمال هي الحديدة وعمران حيث قال بيان صادر عن لقاء موسع في محافظة الحديدة، إن الإعلان الدستوري جاء كضرورة حتمية بعد فشل القوى السياسية في الوصول إلي رؤية عملية لسد الفراغ الدستوري، وتجنيب البلاد الفوضى والفتن، كما أعلنت قيادة السلطة المحلية بمحافظة عمران تأييدها للإعلان الدستوري، لتنظيم قواعد الحكم خلال الفترة الانتقالية وسد الفراغ في السلطة بعد تعذر التوافق بين الأطراف السياسية، وتعتبر المحافظات الشمالية الأخرى مؤيدة لأنصارالله مثل ذمار، وصعدة، وصنعاء، وحجة .
ويبدو ان الخطة السعودية الغربية بنقل العاصمة اليمنية الى عدن والاعتراف بهادي رئيسا ليمن ونقل السفارات الى عدن وما شابه ذلك لم تنجح في ضم اليمنيين الجنوبيين الى حكومة هادي وجر البلاد الى انقسام داخلي حيث قالت دوائر سياسية يمنية ان هادي يعاني مشاكل في اعلان عدن عاصمة مؤقتة بعدما أبلغ أكثر قادة فصائل الحراك الجنوبي هادي والوسطاء الدوليين، رفضهم نقل الصراع الحاصل مع أنصارالله إلى الجنوب.
وأفادت مصادر سياسية أن خلافات عاصفة نشبت بين هادي وقادة فصائل الحراك الجنوبي بعد اعلان سفارات السعودية وقطر والإمارات معاودة نشاطها الديبلوماسي في محافظة عدن ودعوة هادي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الى نقل مفاوضات الحل السياسي إلى عدن، مشيرة إلى أن هؤلاء حذروا هادي وبن عمر من تداعيات محتملة مع قوى الحراك الجنوبي وسط مخاوف من انتقال نشاط القاعدة إلى هذه المحافظة بذريعة مواجهة أنصارالله .
وتنقسم القوى السياسية حيال قضية نقل المفاوضات إلى محافظة أخرى غير خاضعة لنفوذ أنصارالله كما يريد بن عمر، فأعلنت جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف الوطني بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية رفضها نقل المفاوضات، كما اعلنت انصارالله وحزب الرئيس السابق صالح نقل المفاوضات الى العاصمة السعودية الرياض بعدما كان هادي اقترح نقل الحوار بين مختلف الأحزاب إلى مقر مجلس التعاون في الرياض.
وبهذا الرفض وجهت اطراف يمنية تحظى بدعم شعبي واسع في اليمن صفعة أخرى الى السعودية للدخول من الشباك اليمني بعدما تم اخراجها من الباب، وهكذا يثبت ابناء الشعب اليمني انهم سوف لن يسمحوا للسعودية التي ترى عزها في ذل اليمنيين “حسب وصية الملك عبدالعزيز” بأن تواصل اللعب بمصير الملايين من ابناء الشعب اليمني.
ويجب على الاطراف الدولية التي تسعى مرة اخرى الى وأد الثورة اليمنية وتدويل اوضاع هذا البلد ان تأخذ بعين الاعتبار حجم المظاهرات والمسيرات المؤيدة لانصارالله ومبادراتهم في المحافظات اليمنية لكي تعلم ان الالتفاف على ثورة اليمنيين لن يكون مقدورا مرة أخرى .