هل الجنس الفموي آمن
قد لا يختلف اثنان على أن الجنس الفموي موضوع شائك بكل جوانبه. لا ينفك الموضوع-الإشكالية يتخذ وتيرة تصاعدية في الجدل، فالبعض يجيزه بينما يحرّمه البعض الآخر ولا يتساهل به إطلاقاً. وهل ممارسة الجنس الفموي آمنة أم أنها تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطرة كالسرطان والأيدز؟
ما هو الجنس الفموي؟
لا يختلف الجنس الفموي عن أي نشاط جنسي سوى أنه يُمارس عن طريق الفم، بحيث يتم فيه مداعبة واستثارة الأعضاء التناسلية للطرف الآخر، باستعمال الفم واللسان في العملية الجنسية، مما يؤدي للقذف أحيانا عند الرجل، ووصول المرأة للنشوة (Orgasm). وقد شاع هذا النوع من الممارسات الجنسية على مستوى العالم بشكل غير مسبوق.
ويعزو البعض انتشار هذه الممارسات للنهم الجنسي والبحث عن مزيد من المتعة في العلاقة الجنسية التي تتجه إلى الملل بعد فترة وجيزة في حال لم يتمّ التنبه إلى مواطن الضعف فيها.
هل الجنس الفموي آمن؟
للوقوف عند هذا الموضوع، قال الدكتور بيارو كرم الإختصاصي في الصحة الجنسية والصحة النفسية الذي شدّد على أن لا خوف من ممارسة الجنس الفموي في حالات فم صحي خالٍ من الشقوق والتقرحات وعدم وجود أمراض تناسلية لدى الرجال والنساء على السواء. وأشار كرم إلى أن الأمراض الخطرة قد تنتقل عند احتكاك السائل المنوي لعضوين مختلفين يعاني أحدهما من التهابات تناسلية معدية. إذن، إن الجنس الفموي يبقى آمناً ما دام لا يعاني الطرفان من أي مرض أو التهاب في مجرى البول أو في الأعضاء التناسلية. في هذا الإطار، تشير دراسة علمية قام بها المركز الأوروبي للدراسات والبحوث المتخصصة في منطقة بون في ألمانيا في منتصف أيار من العام الحالي، إلى أن الإفرزات التي تسبق المني ما هي إلا تكوين مائي يحتوي على بعض الأملاح المعدنية والإفرزات القلوية. بالإضافة إلى أن المني هو عبارة عن الخلية الأولى للإنسان، أي أنه مكون من كل الخصائص الغذائية كالنشويات والبروتينات والدهون في وسط مائي وسكري ويحتوي على بعض الإفرازات الأخرى ولكنها غير مضرة على الإطلاق. من هنا يؤكد الدكتور بيارو كرم أن لا خوف كذلك من بلع السائل المنوي عن طريق الفم، ذلك أنه “سائل مطهر ونظيف”. وبالعودة إلى الدراسة الألمانية نفسها، ثبُت أن ممارسة الجنس الفموي تنقل فيرس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي قد يكون سبباً أساسياً في حدوث سرطانات الفم المختلفة بنسب مخيفة ومقلقة، وعليه فإنها ليست من الممارسات الجنسية الآمنة، كما يتوهم البعض. كذلك، من أهم الأمراض التي قد يخلّفها الجنس الفموي نذكر أمراض اللثة واللسان بالإضافة إلى عدوى الهربس، السلمونيلا وشيغيلة والعطفية والمُتَدَثِّرَة بالإضافة إلى التهاب الكبد A، B وC.
يُذكر أن إصابات أيدز ناجمة عن الجنس الفموي كانت قد ظهرت حول العالم في السنوات الأخيرة إلا أنها لم تنل انتشاراً واسعاً، فبقيت طيّ الكتمان.
تفادياً للإصابة بالأمراض المذكورة أعلاه، ينصح الأطباء باستخدام الواقي الذكري، كما يُنصح بعدم التنظيف بفرشاة الأسنان أو ما من شأنه أن يعرّض جدار الفم للتمزق مما يزيد احتمال التقاط الفيروسات، ويُحبّذ الاستعاضة عن ذلك بغسل الفم بالماء أو أي مادة معطرة أخرى.