التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الشيخ نمر النمر مقاومٌ خلف قضبان السجون 

“إن كانوا يظنون أنهم بمحاكماتهم لسجنائنا سنة وشيعة أنهم سيخيفوننا أو أننا سنقف عن مجاهدة الطغاة فهم واهمون. واهمٌ من يظن أننا سنتوقف خوفاً من القتل والاعتقال والتعذيب، بل سنواصل الطريق حتى النصر.

كلماتٌ قصيرة تلخص القصة وتعيننا على فهم ما يجري ، كلماتٌ أعلن خلالها آية الله الشيخ نمر باقر النمر عن نيته مواصلة المسيرة مهما حدث ومهما كانت التكلفة.

 سنتان وسبعة أشهر -حتى هذه اللحظة- هي المدة التي قضاها الشيخ في غياهب سجون آل سعود، لا لذنبٍ اقترفه، فقط لأنه رفض السكوت وقال كلمة الحق وطالب بالحقوق المسلوبة، فمن هو الشيخ النمر وأي تهديدٍ شكله وجوده على نظام آل سعود حتى عمدت إلى حرمانه ضياء الشمس وإطلاق حكم الإعدام عليه.

الولادة والنسب:
 أبصر آية الله الشيخ نمر باقر النمر النور في مدينة العوامية التابعة لمحافظة القطيف عام ١٩٥٩م /١٣٧٩هـ. ينتمي الشيخ إلى عائلة معروفة بعلمها وأدبها، برز فيها علماء أفذاذ من أبرزهم آية الله العظمى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر والأديب الشاعر محمد حسن آل نمر.
الدراسة وطلب العلم الديني:

الوقت- “إن كانوا يظنون أنهم بمحاكماتهم لسجنائنا سنة وشيعة أنهم سيخيفوننا أو أننا سنقف عن مجاهدة الطغاة فهم واهمون. واهمٌ من يظن أننا سنتوقف خوفاً من القتل والاعتقال والتعذيب، بل سنواصل الطريق حتى النصر.”

 كلماتٌ قصيرة تلخص القصة وتعيننا على فهم ما يجري ، كلماتٌ أعلن خلالها آية الله الشيخ نمر باقر النمر عن نيته مواصلة المسيرة مهما حدث ومهما كانت التكلفة.

 سنتان وسبعة أشهر -حتى هذه اللحظة- هي المدة التي قضاها الشيخ في غياهب سجون آل سعود، لا لذنبٍ اقترفه، فقط لأنه رفض السكوت وقال كلمة الحق وطالب بالحقوق المسلوبة، فمن هو الشيخ النمر وأي تهديدٍ شكله وجوده على نظام آل سعود حتى عمدت إلى حرمانه ضياء الشمس وإطلاق حكم الإعدام عليه. 

الولادة والنسب:

 أبصر آية الله الشيخ نمر باقر النمر النور في مدينة العوامية التابعة لمحافظة القطيف عام ١٩٥٩م /١٣٧٩هـ. ينتمي الشيخ إلى عائلة معروفة بعلمها وأدبها، برز فيها علماء أفذاذ من أبرزهم آية الله العظمى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر والأديب الشاعر محمد حسن آل نمر.

 الدراسة وطلب العلم الديني:

 في عام ١٩٨٠م سافر الشيخ إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية طلباً للعلوم الشرعية، التحق الشيخ بحوزة الإمام القائم (عجل الله فرجه الشريف) العلمية التابعة لآية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي في العاصمة طهران، وعندما انتقلت الحوزة إلى العاصمة السورية دمشق انتقل الشيخ معها واتخذ من منطقة السيدة زينب (ع) في ريف العاصمة مكاناً لإقامته. 

درس الشيخ في حوزة الإمام القائم (عج) الأصول والفقه وحضر دروس وأبحاث مجموعة من أساتذة الحوزة من أهمهم:

١- بحث الخارج عند آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي.

 ٢- بحث الخارج عند سماحة آية الله السيد عباس المدرسي في سوريا.

٣- بحث الخارج عند سماحة آية الله الخاقاني في سوريا.

 ٤- الدروس العالية عند سماحة العلامة الشيخ صاحب الصادق في طهران.

 ٥- درس اللمعة عند سماحة العلامة الحجة الشيخ وحيد الأفغاني.

 حيث ارتقى سماحته إلى مرتبة الإجتهاد، وأضاف الشيخ إلى مرتبته العلمية  نشاطاته التربوية والتوعوية والإجتماعية، فتصدى لمهمة نشر الوعي والثقافة في أوساط المجتمع.

 يعتبر الشيخ النمر من أفضل مدرسي الحوزة العلمية فقام بتدريس المقدمات، المكاسب والكفاية وغيرها من دروس الحوزة العملية، كما قام سماحته بتدريس كتاب اللمعة الدمشقية عدة مرات في سوريا وإيران.

 تولى الشيخ إدارة حوزة الإمام القائم (عج) في طهران ودمشق لعدة سنوات، وكان من أهم أعمدتها وإدارييها، فكانت له يده البيضاء في تقدم الحوزة وتطورها.

صفاته:

عُرف الشيخ بأخلاقه الرفيعة وتواضعه وقوته وشجاعته، فلم يكن يخاف في الله لومة لائم. وكان للشيخ نظرة ثاقبة وبعد في النظر مما منحه الجدارة للتصدي لقيادة المجتمع.

 كما كان الشيخ معروفٌ بجده ومثابرته وصبره وسعة صدره الشيء الذي أكسبه محبةً في قلوب الناس، فمالت أفئدة الناس إليه وغدا له كلمته عندهم.

 الفعاليات والنشاطات:

 تميزت مسيرة الشيخ النمر بالعمل الدؤوب وعدم اليأس، حيث عمل سماحته على إحياء صلاة الجمعة في جميع المدن كصفوى وتاروت والقطيف، وكذلك كان له دوره في نشر الوعي والثقافة ومحاربة التقاليد والعادات البالية من خلال محاضراته ومقالاته ومنشوراته كإصداره قرابة ٣٠ عدداً من نشرة “الشباب والشبائب” والتي كان يكتبها بنفسه كاملة، تناول فيها مختلف القضايا الدينية والثقافية والسلوكية والاجتماعية بصبغة معاصرة مما يحتاجه الجيل الشاب.

 كما كان للشيخ دوره في الحث على تفعيل دور المرأة في المجتمع وتيسير زواج الشباب ونشر التعليم الديني فقام سماحته بإنشاء حوزة دينية حملت اسم “المعهد الإسلامي” حوت على قسمين منفصلين للرجال والنساء بدايةً ثم تم بعدها إنشاء قسم النشء للبنين وللبنات والقسم القرآني النسائي.

 قضية البقيع:

 للقبور الطاهرة في البقيع مكانتها الخاصة عند كل مسلم، وكذلك هو الأمر عند الشيخ الذي جاهد طويلاً لإعادة بناء القبب التي قام التكفيريون عام ١٩٢٥م بهدمها، فحاول الشيخ وعلى مدى أعوام ٢٠٠٤ ،٢٠٠٥ ،٢٠٠٦ م تنظيم مهرجانات لإحياء ذكرى المناسبة الأليمة وتذكير المسلمين بها وللمطالبة بإعادة بناءها والتي تم منعها جميعاً من قبل قوى الأمن السعودي.

كان لنداءات الشيخ أثرها في إعادة إحياء ذكرى البقيع في قلوب المسلمين فخرجت مسيرات سلمية في أوروبا وأمريكا  تنادي بإعادة بناء القبب المهدمة ومنددةً بالعمل المشين الذي طال حرمات رسول الله (ص).

 عريضة العزة والكرامة:

قام آية الله الشيخ نمر باقر النمر في تاريخ ١٨/٧/٢٠٠٧م بتقديم عريضة للحاكم الإداري للمنطقة الشرقية تسلمها نائبه في ذلك الوقت، طالب الشيخ من خلال هذه العريضة بحقوق سكان المنطقة الشرقية في العدالة والمساواة والحياة الكريمة والحرية الدينية والاعتقادية وغيرها من الحقوق التي سلبهم إياها حكام آل سعود وشيوخ الوهابية. تميزت هذه العريضة بصراحتها وشمولها. وعكست في مضامينها شجاعة الشيخ النمر واستعداده للتضحية والفداء ذوداً عن الحقوق المسلوبة والكرامة المنتهكة.

 وكما كان يتوقع الشيخ امتنع حكام آل سعود عن الإجابة على هذه العريضة، بل على العكس زادوا في قمعهم و تضييقهم على الشيخ خصوصاً وعلى سكان المنطقة الشرقية عموماً.

 نضالٌ واعتقالات:

 عانى الشيخ عبر مسيرة نضاله من قمع الأجهزة الأمنية والتضييق عليه ومحاولات إسكات صوته، فاستدعي مرات عدة إلى فروع أجهزة الأمن، كما اعتقل الشيخ في أعوام ٢٠٠٣ ،٢٠٠٥، ٢٠٠٦ و٢٠٠٨م تعرض خلالها لمختلف أنواع الإهانات والاعتداءات الجسدية والنفسية.

 هدفت هذه الاعتقالات جميعها لكبت الشيخ ومنعه من ممارسة نشاطاته والأهم منعه من انتقاد الجهاز الحاكم في البلاد.

 الحكم بالإعدام:

 في تاريخ ٨/٧/ ٢٠١٢م قامت أجهزة الأمن السعودية باعتقال الشيخ نمر باقر النمر للمرة السادسة على التوالي، بدأت الأجهزة الأمنية حملتها على الشيخ بإطلاق الرصاص عليه فاستقر أربعٌ منها في فخذه الأيسر متسببة بإصابات بليغة في عظام الفخذ، وقامت باعتقاله بعد غيابه عن الوعي. وإمعاناً في الغي قامت السلطات السعودية بالإدعاء أن الشيخ ورفاقه قاوموا أجهزة الأمن وأطلقوا الرصاص عليهم.

 امتنعت السلطات السعودية عن علاج الشيخ مباشرة، وقامت بالتحقيق معه واستجوابه والرصاصات مستقرة في جسده، إذ تعمدت الحكومة السعودية تعذيبه بتركه دون علاج لشهور الأمر الذي سبب للشيخ آلاماً ومضاعفات عديدة وإعاقة مزمنة في رجله لا يمكنه من خلالها السير بشكل طبيعي ، وسبب هذا الاعتداء نقص من طول رجل الشيخ اليسرى حوالي ٢.٥ سنتي متر، كما يعاني الشيخ في السجن من نقص حاد في الوزن واهمالٍ متعمد.

 وجِّهت للشيخ حوالي ٣٣ تهمة منها التجريح في ولي أمر البلاد من خلال خطب الجمعة، اعتبار أنّ الولاء لآل سعود يتناقض مع الولاء لله ورسوله، الاعتقاد بعدم شرعية نظام الحكم في البلاد، دفاعه عن السجناء التسعة المنسيين، التدخل في شؤون دولة البحرين، رفع خطبه على الإنترنت وغيرها الكثير.

 في تاريخ ٢٥/٣/٢٠١٢م وبعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على اعتقال الشيخ عقدت أولى جلسات محاكمته وبعد ١٣ جلسة صورية وفي تاريخ ١٥/١٠/٢٠١٤م صدر حكم القتل تعزيراً في حقه.

 كانت محاكمة الشيخ محاكمةً سياسيةً بامتياز الهدف منها كبت صوت الشيخ ووضع حد نهائي لنشاطاته، حيث افتقدت جلسات المحاكمة لأيٍ من معايير النزاهة والعدالة، فلم تكن عائلة الشيخ ومحاميه على علمٍ بموعد جلسات المحاكمة، كما لم يكن للمحامي حق اللقاء بالشيخ والاستماع له وامتنعت المحكمة عن استدعاء العناصر الذين قاموا باعتقال الشيخ ورفضت القيام بتقرير محتويات محاضرات الشيخ، وكأن حكم الإعدام كان صادراً مسبقاً من قبل القيادات السياسية ولم يكن على المحكمة سوى إعلان هذا الحكم على الملاً.

ردود فعل رسمية وشعبية:

رافق اعتقال الشيخ وإصدار حكم الإعدام في حقه ردود فعل رسمية وشعبية مختلفة، فلقد أدانت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية حكم الإعدام ورأت فيه أنه يكشف إصرار السعودية على منع النشطاء السياسيين من حقوقهم، كما أدانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحكم ورأت فيه قراراً يصب في مصلحة أعداء الأمة الذين يريدون زيادة الفرقة والبغضاء بين المسلمين.وكذلك فعلت منظماتٌ حقوقية عربية والتي رأت في القرار مؤشراً خطيراً على أوضاع حقوق الانسان في السعودية.

وعلى المستوى الشعبي خرج سكان المنطقة الشرقية في السعودية بمظاهرات حاشدة نددت بالحكم وطالبت بالغائه وإطلاق سراح الشيخ، وشهدت السفارات السعودية في الخارج مظاهرات مماثلة طالبت بإطلاق سراح الشيخ ووضع حدٍ لإنتهاك كرامة الإنسان في السعودية.

 اليوم مازال الشيخ وراء القضبان يدفع ثمن كلمة حقٍ قالها عند سلطان جائر، هي كلمةٌ كان وقعها على حكام السعودية أقوى من أزيز الرصاص فكانت قصته تطبيقاً عملياً لكلمته:”نحن بحاجة إلى أن نجذر زئير الكلمة، ونبعد أزيز الرصاص، أزيز الرصاص تستخدمه السلطة؛ يستخدمه الضعيف، نحن نستخدم زئير الكلمة وسنبقى عليه”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق