التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 27, 2024

أزمة “مخيم اليرموك” إلى الواجهة من جديد.. “النصرة” نحو الحصار والأكناف أمام خيار البيعة لـ “داعش” 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

لمخيم اليرموك خصوصيته بالأزمة السورية، فهو النقطة التي تمكنت من خلالها الحكومة القطرية من توريط بعض الفصائل الفلسطينية فيما يحدث داخل سوريا، وكان المطلوب من المخيم العمل على ضرب العلاقة بين المقاومة الفلسطينية و الحكومة السورية.

كما كان المطلوب تصيوير المخيم  بإنه اضطهاد سوري للفلسطينيين و تحويل الصراع الفلسطيني مع “إسرائيل” إلى مواجهة سورية فلسطينية، و إذ تعود أزمة المخيم الذي يعد (عاصمة الشتات الفلسطيني) إلى الواجهة في وقت يبحث فيه عن مصالحة وطنية من قبل الحكومة السورية في المناطق المحيطة والمتاخمة للمخيم إنما هو محاولة لكبح جماح المصالحات التي بدأت تأخذ منحى تصاعدياً مما يسهل على الدولة السورية حسم موضوع السيطرة على بعض المناطق بأقل خسائر ممكنة على الصعيد البشري وعلى صعيد الإعمار.

في المخيم اليوم، حراك لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وهذا الحراك مدعوم بالجهود السورية لإدخال المساعدات الإنسانية لصالح السكان المدنيين المحاصرين داخل المخيم من قبل مسلحي جبهة النصرة ومسلحي “أكناف بيت المقدس”، وإذ يرشح الأكناف للانضمام إلى مبايعي داعش بطبيعة الصراع مع جبهة النصرة والبحث عن داعمين في ظل تحول مزاج ميليشيا الحر في المنطقة الجنوبية من دمشق إلى البحث عن مصالحة مع الدولة السورية، فإن النصرة تحاول بسط نفوذها في المخيم وتحويله إلى منطقة خاصة بمسلحيها بعد لفظهم من المناطق الجنوبية من دمشق والقريبة من المخيم، وبالتالي فإن الوقوع تحت مرمى نيران الجيش السوري بالنسبة للطرفين “النصرة والأكناف” وحصر الرقعة الجغرافية التي يتواجد عليها هذين التنظيمين في “مخيم اليرموك و الحجر الأسود” إنما تعني إن مرحلة تواجدهما على تخوم دمشق دخلت في مرحلة العد التنازلي وذلك بطبيعة أن الجهود ستتركز في المرحلة القادمة من قبل الدولة السورية على إنهاء أزمة المخيم إنسانياً وعسكرياً.
المفوض العام للأونروا “بيار كرينبول” أشار في تصريحات إعلامية له إلى تقديم الحكومة السورية كل التسهيلات اللازمة لإدخال المساعدات إلى المدنيين الذين أصبحوا بحكم الأمر الواقع دروعاً بشرية للإرهابيين، لكن التنظيمات الإرهابية هي من تحاول أن تمنع دخول المساعدات لأن في ذلك دليل جديد على طبيعة دورهم التآمري على سكان المخيم دون غيرهم، فتصفية القضية الفلسطينية وتحويل جهود الفصائل الفلسطينية وصرف نظرها عن الصراع مع “إسرائيل” هو المطلوب أولاً، وتشير المعطيات إلى أن الحكومة القطرية التي تقيم علاقات عميقة مع الكيان تعمل على تنفيذ الجزء المطلوب منها من هذه الخطة على أكمل وجه، فماذا لو انتهت أزمة المخيم..؟.
الجواب يأتي أولاً من تعرض المصالح الاقتصادية القطرية في دول العالم كافة لضغوط شديدة تربك حسابات الدوحة التي تنفق المليارات على تمويل الحروب الأمريكية لتضمن بقاء الأسرة الحاكمة في قطر في سدة الحكم، ثانياً وهو الأهم فإن الحكومة السورية تكمل عملية تأمين العاصمة وبالتالي سيكون لدى الجيش السوري وفرة في الجهد العسكري يستوجه إلى عمق الجنوب الدمشقي ومنه امتداداً نحو محوري الغرب و الشرق من دمشق لإكمال العمليات العسكرية فيهما مما يعني إن الميليشيات ستدخل في مرحلة الانهيار بحكم إن الجيش سينفذ عملية مطاردة للميليشيات في مناطق ريف دمشق، وبالتالي لابد من تفعيل أزمة المخيم أكثر لجهة الحفاظ على الوجود المسلح في ريف دمشق القريب من العاصمة، بغية الحفاظ أيضاً  على صورة دمشق على إنها “غير آمنة”، وبالتالي لا يمكن طرح مشروع عملية سياسية تطلق في دمشق للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق