التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

داعش وانكشاف الأوهام 

كمال عبيد /

يعتمد تنظيم داعش الارهابي على استخدام اساليب الحرب النفسية ودعاية كافة، لتحقيق مآربه الارهابية ولعل من ابرز هذه الاساليب الدعائية التي يستخدمها التنظيم في اثبات وجوده كقوى ارهابية هو اسلوب اثارة الرعب والفوصى، إذ يقوم هذا الأسلوب على استغلال دوافع الأمان لدى الإنسان بإثارة الخوف لحمل الفرد على تبني أهداف الدعاية، وقد تجسدت هذه الاجندة الدعائية بالكثير من الشواهد والممارسات الاجرامية من لدن داعش في سوريا والعراق بقطع الرؤوس والحرق واشد اساليب التعذيب، وغالبا ما يبثها على شبكة التواصل الاجتماعي لاثارة الرعب وتشكل رأي عام سلبي، لاسيما وانه يعرضها بأساليب مفبركة، كالمشاهد الهائلة المثيرة التي تمتلئ بالفوضى وتثير الرعب، وتلعب المؤثرات البصرية التي تسعى أساسا، لجذب المتفرجين بالإثارة والحركة والمبالغات الخيالية. ويرى بعض المتخصصين ان هذا الاسلوب الدعائي نتج عنه مؤشرات خطيرة على المتلقين لهذه المشاهد التي ساهمت بتنامي ظاهرة الإلحاد في عدد من الدول الإسلامية من خلال ما ينشره تنظيم داعش الارهابي من صورة “وحشية” و”خاطئة” عن الإسلام تعتمد على الترهيب والعنف والقتل، وتدفع إلى النفور من هذا الدين، ليؤكد المنحى الذي تتبناه اليوم عدد من صفحات مواقع التوصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية، خصوصا في مصر وتونس والجزائر والمغرب. والتي يتبنى أصحابها مواقف معادية للإسلام، والتي تروج لفكرة الإلحاد بعد ظهور تنظيمات إسلامية متشددة يتقدمها تنظيم” الدولة الإسلامية” في المشهد العام العربي والإسلامي اليوم. وتبني مثل هذه التنظيمات المتطرفة نهجا متشددا للإسلام، وارتكابها فضائع باسم الدين الإسلامي تعتمد أشد أنواع العنف والقتل والتعذيب، صدم جانبا كبيرا من الرأي العام العربي والإسلامي. من جانب اخر اظهر الاقتتال الداخلي بين عصابات داعش في سوريا، مؤشرات حقيقية بان هناك انقسامات وتقاطعات حادة بين مكونات داعش، ليعكس هذا الاقتتال بالحقائق والدلائل مدى التنافس والغايات والأجندة التي يهدف داعش وصانعيه، في الوقت نفسه يرى المراقبون إن محاربة تنظيم داعش الارهابي ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سوريا، وهذا يثير الكثير من التساؤلات بشأن دور تركيا في محاربة الارهاب في منطقة الشرق والاوسط، نتيجة غموضها في التعامل مع تنظيم داعش في سوريا والعراق، على صعيد مختلف اشارت بعض المصادر الاعلامية بأن أعراض الأزمة المالية بدأت واضحة على تنظيم داعش، خاصة بعد القصف المتواصل للتحالف الدولي على المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرته وبعد قرار مجلس الأمن تجفيف منابع تمويل التنظيم. الى ذلك يخشى المعنيون من ان تنظيم داعش الارهابي قد يمتلك الاستفادة من توحيد المتشددين الافغان، خصوصا بعدما قتلت القوات الافغانية عشرة مقاتلين زعموا أنهم جزء من تنظيم داعش الارهابي وسط تقارير عن انضمام أعداد متزايدة من مقاتلي طالبان الساخطين إلى التنظيم المتشدد الذي سيطر على مساحات من الأراضي في سوريا والعراق، وعليه تؤكد المعطيات انفة الذكر بأن جرائم داعش واساليبه الارهابية، لم تعد خافية على أحد بشأن اقامة دولة خلافة تتنافى مع الاسلام تماما، وهذا ما بات واضحا بان ما يسمى بتنظيم داعش هي عصابات دموية بأجندات طائفية و شراذم تنشر الموت تقود حربا بالوكالة ستواصل نحو بداية النهاية. خطر تجنيد المتشددين في سياق متصل قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية قلقة من وجود تنظيم الدولة الاسلامية في أفغانستان لكن قدرة التنظيم المتشدد على توحيد المتمردين أهم من قدراته الأخرى في الدولة التي تمزقها الحرب. وتحدث مبعوث الأمم المتحدة نيكولاس هيسوم في جلسة لمجلس الأمن عن أفغانستان حيث تجري محاولات للتوسط في إنهاء الصراع الذي بدأ قبل 13 عاما بين حركة طالبان – التي أطيح بها من السلطة في حرب قادتها الولايات المتحدة في 2001 – وبين القوات الأفغانية والأجنبية. بحسب رويترز. وقال هيسوم لمجلس الأمن إن “تقييم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان هو أن وجود الجماعة يثير القلق لكن أهمية تنظيم الدولة الاسلامية لا تتعلق بقدراته الفعلية في المنطقة وإنما باحتمال أن يقدم راية بديلة يمكن أن تحتشد تحتها الجماعات المنشقة المتمردة المعزولة”، وقال أحدث تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى مجلس الأمن إن بعضا من قادة طالبان بايعوا تنظيم الدولة الاسلامية وان عددا متزايدا يطلب التمويل من التنظيم أو التعاون معه، وقال التقرير إنه “لا يوجد مؤشر على دعم أو استيعاب بصورة واسعة او منهجية لتنظيم الدولة الاسلامية في افغانستان”. اقتتال داخلي من جانب اخر قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تسعة أعضاء على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا خلال اشتباك بين مجموعتين من عناصر التنظيم في شمال غرب سوريا إثر محاولة البعض الفرار عبر الحدود التركية. بحسب رويترز. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن الاشتباك اندلع قرب بلدة الباب التي تبعد 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية. وقتل في الاشتباك خمسة ممن كانوا يحاولون الفرار وأربعة ممن كانوا يحاولون منعهم، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن من بين الذين حاولوا الفرار تونسي وتسعة مقاتلين أوروبيين مضيفا أنه لم يتضح على وجه الدقة من الذي قتل من بينهم، وليست هذه هي المرة الأولى التي تقتل فيها الدولة الإسلامية أعضاء تابعين لها. وكان المرصد السوري ذكر في ديسمبر كانون الأول أن التنظيم قتل اكثر من 120 من مقاتليه في شهرين معظمهم أجانب كانوا يحاولون العودة إلى بلادهم، واندلع قتال عندما فر عشرة مقاتلين من الدولة الإسلامية من سجن يديره التنظيم. وقال رامي عبد الرحمن استنادا إلى مصادر على الأرض إنهم كانوا معتقلين لمحاولتهم في السابق الهرب إلى سوريا، وأضاف المرصد أن التنظيم ضبط خمسة من الفارين الذين لم يلقوا حتفهم. على الصعيد ذاته أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن قرابة 95 سجينا فروا من سجن تابع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة الباب قرب الحدود مع تركيا، وأن بين المساجين الفارين مدنيين سوريين وأعضاء فصائل إسلامية معارضة للتنظيم المتشدد فضلا عن ثلاثين مقاتلا كرديا. بحسب فرانس برس. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء إن نحو 95 سجينا فروا من سجن تابع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال سوريا من بينهم نحو 30 مقاتلا كرديا. وذكر المرصد، الذي يتابع الحرب السورية ومقره بريطانيا، أن عملية الهروب من السجن حدثت في بلدة الباب على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود التركية. ويسيطر التنظيم المتشدد الذي انشق على القاعدة على مساحات في شمال سوريا وله سجون ومحاكم تابعة له ومنشآت أخرى في مناطق من سوريا والعراق أعلن فيها ما يسمى بالخلافة الإسلامية. وذكر المرصد أن من بين الفارين من السجن أيضا مدنيون سوريين وأعضاء فصائل إسلامية معارضة لتنظيم “لدولة الإسلامية”. ونقل المرصد عن مصادر على الأرض قولها إن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعلن حالة التأهب في البلدة واستخدمت مكبرات الصوت لتطلب من السكان الإمساك بالهاربين. وشهدت بلدة الباب اقتتالا داخل تنظيم “الدولة الإسلامية” في مطلع الأسبوع حين فر عدد من أعضاء التنظيم من سجن آخر في البلدة واتجهوا صوب الحدود التركية. وقال المرصد إن هذه المجموعة التي ضمت مقاتلين غالبيتهم من أوروبا تصدى لها أعضاء في تنظيم “الدولة الإسلامية” في اشتباكات أوقعت تسعة قتلى على الأقل. المال مقابل الجثث من جهتها نقلت صحيفة “فرانكفورتر الغيمني سونتاغزيتونغ” الألمانية أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي بات يعاني من مشاكل مالية، يعرض إعادة جثث مقاتلين أكراد قتلوا في المعارك معه، مقابل مبالغ مالية. بحسب فرانس برس. ونقلت الصحيفة عن “مصادر أمنية” قولها إن التنظيم يسعى لتسليم القوات الكردية جثث مقاتليها الذين قتلوا في المعارك معه مقابل مبالغ “تراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألف دولار للجثة”، واعتبرت الصحيفة أنه “من غير المرجح” أن يتمكن التنظيم من الاستفادة من هذه الجثث عبر بيع أعضائها لأنه لا يملك التقنيات والخبرات الطبية التي تتيح له القيام بذلك، وتابعت الصحيفة أن التنظيم الإسلامي خفض رواتب مقاتليه بنسبة الثلثين ولم يعد حاليا يتمكن من بيع برميل النفط ب”أكثر من عشرة إلى عشرين دولارا”. وأوضحت أيضا أن عمليات القصف المتواصلة للتحالف الدولي على المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة التنظيم، أدت إلى عرقلة عمليات تهريب النفط والحد من إنتاجه، ليخسر بالتالي قسما كبيرا من موارده المالية، وكان مجلس الأمن أصدر في منتصف شباط/فبراير بيانا بالإجماع لتجفيف منابع تمويل تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة وخصوصا عبر النفط وتهريب الآثار والفديات المالية. داعش يشجع على الإلحاد بين المسلمين فيما أصدرت دار الإفتاء المصرية تقريرا يشير إلى تنامي ظاهرة الإلحاد في عدد من الدول الإسلامية. تقرير دق ناقوس الخطر لما اعتبره ارتفاع نسب الإلحاد في الدول الإسلامية التي تمر بمتغيرات سياسية واجتماعية عميقة. ويوجه التقرير أصابع الاتهام للجماعات الإسلامية المتشددة، التي يتهمها بنشر صورة “وحشية” و “خاطئة” عن الإسلام تعتمد على الترهيب والعنف والقتل، وتدفع إلى النفور من هذا الدين. يأتي التقرير الرسمي لهيئة الإفتاء المصرية، التي تعتبر من أبرز الهيئات التي تعتمد البحوث الفقهية في العالم الإسلامي، ليؤكد المنحى الذي تتبناه اليوم عدد من صفحات مواقع التوصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية، خصوصا في مصر وتونس والجزائر والمغرب. والتي يتبنى أصحابها مواقف معادية للإسلام، والتي تروج لفكرة الإلحاد بعد ظهور تنظيمات إسلامية متشددة يتقدمها تنظيم” الدولة الإسلامية” في المشهد العام العربي والإسلامي اليوم. وتبني مثل هذه التنظيمات المتطرفة نهجا متشددا للإسلام، وارتكابها فظاعات باسم الدين الإسلامي تعتمد أشد أنواع العنف والقتل والتعذيب، صدم جانبا كبيرا من الرأي العام العربي والإسلامي، فيما رأى آخرون في هذه الممارسات تطبيقا حرفيا لما جاءت به هذه الديانة، ولا يرون في ذلك مغالاة ولا تطرفا. فهل يمكن تحميل مسؤولية هذه الموجة من الإلحاد في هذه الدول العربية فقط إلى تنظيم الدولة الإسلامية وأخواته؟ وأي مسؤولية لمواقع التواصل الاجتماعي في نشر هذه ” الموضة” الجديدة التي بدأت تأخذ شكلا جديدا وانتشارا ملحوظا؟ وهل من المشروع اعتبار موجة الإلحاد خطرا يهدد فعلا صورة الإسلام في هذه الدول الإسلامية والعربية؟. الخبيرة في علم النفس مريم صمود قالت في تصريح لفرانس 24، إن هذه النزعة من الإلحاد تفسر هروب هذه الفئات الاجتماعية من أقصى اليمين، الذي تمثله الجماعات الإسلامية المتشددة، والتي تعتبر نفسها تمثل الدين الإسلامي، ولجوء هؤلاء إلى الضد في هذه الحالة. والضد في هذا المستوى هو رفض الدين وكل المعتقدات التي تحيط به، وبالتالي يكون الإلحاد. وهو تبني لهذا الموقف الرافض لهذا الفكر التفكيري الذي تحمله الجماعات المتشددة. إذن بحسب المنظور النفسي فإن هذه الظاهرة تعتبر طبيعية في المجتمعات التي شهدت تجليات الفكر المتطرف التكفيري المتشدد. هؤلاء الذين يتبنون الإلحاد في هذه الدول العربية والمسلمة يبحثون على تحقيق نوع من التوازن الإيديولوجي مع المتشددين والفكر المتطرف. الخبيرة النفسية تعتقد أن هذه الظاهرة تعتبر رد فعل موقت، لكن من الصعب تحديد وقتية ذلك، طالما أن سبب ظهوره لا يزال قائما، ونقصد هنا وجود الفكر التكفيري وهذه التنظيمات المتشددة. إذن الأمر قد يستغرق سنوات أو عشرات السنين، يصعب التنبؤ بذلك”. وتضيف الخبيرة النفسية بأن “مواقع التواصل الاجتماعي توفر منبرا للأشخاص الذين يحملون آراء تؤسس للإلحاد والكفر بالمعتقدات الإسلامية، فهم يجدون في هذه المواقع، وفي التواجد خلف شاشات كومبيوتر، ووراء “بروفايلات” مزيفة، فرصة التعبير عن الآراء الشخصية حتى الأشد تطرفا منها بكل ثقة دون خوف، طالما أن مجال التحرك هو عالم الإنترنت الافتراضي، والذي يوفر أيضا مجال لإشباع “فانتازما” المحظورات الاجتماعية والدينية والثقافية، والإلحاد يندرج ضمن هذه المحظورات. وهو ما يفسر مثلا انتشار هذه الظاهرة أكثر على الإنترنت، فليس من الشائع مثلا أن يخرج هؤلاء للعلن بمواقفهم المشككة في الدين وإعلان إلحادهم خشية ردود فعل الآخرين التي قد تتسم بالعنف. أما الحديث عن مستقبل هذه الظاهرة وتأثيرها على الإسلام، فلا تبدو الخبيرة متأكدة من مآلها ومدى تأثيرها على الإسلام كدين ومرجع فكري وعقائدي. وتقول “يصعب التنبؤ بمستقبل هذه النزعة وحصر تأثيرها على الإسلام طالما أن الحركات الجهادية تواصل استعراض سياسات الترهيب والخوف، وطالما لم تظهر مراجعات جدية وثورية لجوانب من الدين الإسلامي تمنحه نفسا تقدميا يقطع مع الظلامية والانغلاق الذي تؤسس له الجماعات التكفيرية. كما تشير الباحثة في علم النفس إلى نقطة أخرى تتمثل في إمكانية فقدان الثقة في الدين الإسلامي باعتباره يوفر الطمأنينة والسكينة للإنسان بسبب هذه الجماعات التي تقدم مبررات وتفسيرا فقهيا لأعمال العنف الشديدة التي تمارسها. حيث أن الناس الذين يؤمنون بالدين ويجدون فيه ملاذا نفسيا في حال وفاتهم ليقينهم بوجود حياة بعد الموت وجنة وما إلى ذلك، قد ينفرون من هذا الدين كما يصوره التكفيريون الذين يدعون أنهم يطبقون الشريعة الإسلامية بحذافيرها. وبالتالي يندثر الدين كمنظومة وجدانية توفر الأمن والتوازن النفسي وتتسبب في الهروب من الدين باعتباره يشكل تهديدا على سلامتهم وحياتهم بسبب الصورة القاتمة التي تسوق لها المجموعات الإسلامية والتكفيرية المتطرفة. وحشية داعش في العراق على صعيد ذي صلة أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، من خلال شريط مصور بعنوان “ويشفِ صدور قوم مؤمنين”، أنه أسر 21 كرديا غالبيتهم من البشمركة، ولم يظهر في الشريط أي عملية إعدام إلا أن الأسرى كانوا في أقفاص ويرتدون زيا برتقالي اللون. بث تنظيم “الدولة الإسلامية” شريطا مصورا يعرض فيه أسرى أكرادا يرتدون زيا برتقالي اللون وموضوعين داخل أقفاص، قال إن غالبيتهم من البشمركة، والذين أسروا حسب قائد في القوات الكردية خلال هجوم للتنظيم في كركوك الشهر الماضي. بحسب فرانس برس. ولم يحدد الشريط تاريخ عرض الأسرى أو مكانه، لكن مصادر كردية ذكرت أن الأمر حصل قبل نحو أسبوع في السوق الرئيسية لمنطقة الحويجة (55 كلم غرب مدينة كركوك) التي يسيطر عليها التنظيم، وسبق للتنظيم المتطرف أن اعتمد الأسلوب نفسه في شريط بثه في الثالث من شباط/فبراير، أظهر إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا الذي أسر بعد سقوط طائرته في شمال سوريا في 24 كانون الأول/ديسمبر. إلا أن الشريط الجديد الذي تداولته حسابات مؤيدة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي فجر الأحد، ويحمل عنوان “ويشفِ صدور قوم مؤمنين” باللغتين العربية والكردية، لم يظهر أي عملية إعدام، ويظهر الشريط الأسرى وهم يقتادون واحدا تلو الآخر، مطأطئي الرأس ومقيدي اليدين، إلى أقفاص من الحديد موضوعة على شكل مربع في ساحة محاطة بجدران من الأسمنت مضادة للتفجيرات. ويعرض الشريط عند إدخال الأسرى القفص، لقطات من إحراق الكساسبة، ووقف بجانب كل قفص عنصر ملثم يرتدي ملابس سوداء ويحمل مسدسا. كما وقف وسط الأقفاص عنصر ملتح يرتدي ملابس كردية تقليدية بنية اللون ولف رأسه بعمامة بيضاء، ليوجه رسالة باللغة الكردية إلى “الشعب الكردي المسلم”. وجاء في الرسالة “نقول لكم حربنا ليست معكم بل حربنا مع الكفار العلمانيين من الأكراد لأنهم يسوقونكم إلى النار بالكفر والإلحاد”. وأضاف “نقول لكم أيها البشمركة اتركوا عملكم وإلا سيكون مصيركم كهؤلاء في القفص وإما تحت الأرض”. وتظهر مشاهد لاحقة الأسرى موضوعين داخل الأقفاص على ظهر شاحنات صغيرة من نوع “بيك أب” تجول شارعا ضيقا وسط عشرات من السكان والمسلحين. ويختتم الشريط بمشهد للأسرى وهم يجثون على ركبتيهم وخلف كل منهم عنصر ملثم يحمل سلاحا رشاشا أو مسدسا، وأرفق المشهد بلقطات سريعة من عملية ذبح 21 أسيرا مصريا قبطيا قام بأسرهم في ليبيا، وعرضت في شريط آخر بث في 15 شباط/فبراير. ويفيد الشريط أن الأسرى هم ضابطان برتبة عميد وعقيد في الجيش العراقي، وثلاثة من عناصر شرطة كركوك، و16 عنصرا من البشمركة، وأوضح القائد في قوات البشمركة في كركوك اللواء هيوا أن المقاتلين الأكراد “أسروا في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي (كانون الثاني/يناير)، حينما صدت قوات البشمركة هجوما لإرهابيي داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) استهدف كركوك”. الى ذلك اعدم تنظيم الدولة الاسلامية 20 شخصا مناهضين له في محافظة كركوك في شمال العراق، لنيتهم الانضمام الى الفصائل التي تقاتل التنظيم، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون، واوضح ضابط في استخبارات الشرطة ومسؤولان محليان، ان هؤلاء اعدموا في بلدة الحويجة التي يسيطر عليها التنظيم جنوب غرب مدينة كركوك. بحسب فرانس برس. واضافت المصادر ان الذين اعدموا كانوا يعتزمون الانضمام الى “الحشد الشعبي” الذي يشكل غطاء للمجموعات المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ حزيران/يونيو. ولا يمكن التحقق من عملية الاعدام من مصدر مستقل، الا ان المتطرف نشر عبر منتديات الكترونية جهادية، صورا تظهر “استعراض” جثث لعدد من القتلى، بعضهم يرتدي زيا عسكريا، في بلدة الحويجة. واظهرت الصور المروعة جثثا موضوعة في الجزء الخلفي لشاحنات صغيرة من نوع “بيك أب”، وهي تتقدم في رتل طويل وسط جموع من الناس. ووقف في مؤخرة كل شاحنة، عنصران مسلحان من التنظيم. محاربة داعش ليست أولوية بالنسبة لتركيا من جهة اخرى أكد رئيس الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” ليست أولوية لدى تركيا ما يؤدي إلى تدفق المقاتلين الأجانب عبر أراضيها نحو سوريا، قال رئيس الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر، إن محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سوريا. وأضاف أثناء جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن تركيا “لديها أولويات ومصالح أخرى” غير تكثيف المشاركة في الحرب على التنظيم المتطرف، وبحسب كلابر فإن استطلاعات الرأي في تركيا تشير إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا ينظر إليه باعتباره “تهديدا رئيسيا”، وأن مشاغل المواطنين تتصل أكثر بالاقتصاد أو بالنزعة الانفصالية الكردية. بحسب رويترز. وأضاف المسؤول الأمريكي أن “نتيجة كل ذلك هو (وجود) أجواء متساهلة” خصوصا على الصعيد القانوني إزاء عبور مقاتلين أجانب إلى سوريا، وتابع “وبالتالي هناك نحو 60 بالمئة من المقاتلين الأجانب الذين يصلون إلى سوريا عبر تركيا”، وقال “أعتقد أنه هناك رغبة أكثر في التعاون” مع الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط خصوصا من ناحية تقاسم المعلومات.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق