باحث استراتيجي: الطائرة الأمريكية المعادية في اللاذقية كانت تجمع معلومات لصالح النصرة”
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري الدكتور علي مقصود إن إرسال الطائرة الأمريكية إلى شمال اللاذقية كان من ضمن الخطاب الذي خرج به وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حينما اشترط التفاوض مع دمشق بممارسة ضغوط لتخضع الأخيرة للأمر الواقع وتقبل بالشروط الأمريكية.
مقصود أوضح إن العملية التي انطلقت من خلالها طائرة الاستطلاع الأمريكية من الأراضي الأردنية تأتي كمحاولة للرد على تغير حلف المقاومة لقواعد الاشتباك على الجبهة الساخنة مع الكيان الإسرائيلي وأدواته في جنوب سوريا ولبنان، وعلى ذلك كان من الطبيعي أن تبحث واشنطن عن محاولة لإرضاخ الدولة السورية لسياسة الأمر الواقع.
وأشار الباحث السوري إلى أن المهمة التي كانت منوطة بالطائرة هي الحصول على معلومات تمنح لجبهة النصرة في شمال سوريا بعد محاصرتها في بلدة “سلمى” في الريف الشمالي لريف اللاذقية، والتي تعد أكبر معاقل النصرة في الشمال، والتي أصبحت تحت طوق أمني من قبل الجيش السوري خاصة بعد أن سيطر الجيش العربي السوري على منطقة دورين وتلتها الاستراتيجية التي يزيد ارتفاعها عن ارتفاع سلمى بحدود 135م.
وشدد مقصود على الربط بين إرسال الطائرة إلى الشمال وما يحدث في جنوب سوريا، فالكيان الإسرائيلي يحاول أن ينقذ تنظيم جبهة النصرة من كم الخسارات الكبرى التي يتلقاها تحت وقع العمليات الكبرى والنوعية للجيش السوري في الشمال وفي الجنوب في الوقت ذاته، خاصة وإن المخابرات السورية تمكنت من رصد أهم اجتماعات جبهة النصرة في الجنوب والذي كان يقوده ضابط ارتباط إسرائيلي، وترتبط بغرفة العمليات المركزية في شمال الأردن، وحينما تسلمت القوات السورية المعلومة تعاملت معها بقدرة ودقة عالية مستخدمة صواريخ ذات قدرة تدميرية عالية أدت إلى مقتل ضخم من المسلحين دفعة واحدة، فيما نقل عدد كبير من المسلحين إلى المستفشيات الإسرائيلية مما يشكل فضيحة أخرى في سلسلة الفضائح الإسرائيلية فيما يخص التعامل مع الكيان الإسرائيلي، أما في الشمال فالعملية جاءت في محاولة إسناد استخباري للنصرة لكن القيادة السورية اتخذت القرار بإسقاط الطائرة لعدة أسباب مستخدمة صواريخ دفاع جوي متطورة وذات دقة عالية.
وبيّن الباحث السوري إن من أسباب إسقاط الطائرة بالنسبة لدمشق هو التأكيد على ما قاله الرئيس بشار الأسد إن الأزمة السورية بحاجة لأفعال لا أقول، وبالتالي كان رد الفعل السوري على هذا العدوان برفض الانصياع للأمر الواقع المراد فرضه على الدولة السورية، فالسيادة خط أحمر عريض، كما إن الحكومة السورية بإسقاطها للطائرة تصفع الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلية بالقدرة الدفاعية العالية للمضادات الجوية السورية، خاصة وإن الدفاعات الجوية السورية مازالت مثار للرعب لدى الكيان الإسرائيلي وأمريكا، وكلاهما تحاولان الحصول على أسرار هذه الدفاعات منذ بداية الازمة.
وختم الباحث السوري بأن العمليتين المترابطتين بشكل عضوي في الشمال والجنوب تعكسان واقع إن الإدارة الأمريكية ستبقى تبوء بالفشل كلما حاولت أن تجتاز خط السيادة السورية الأحمر، وكلما حاولت المساس بأمن دمشق، وهذا يوضح لواشنطن أن أي عدوان على سوريا لن يكون بالأمر السهل، وسيلاقى برد حاسم.انتهى