رئيس ديوان الوقف الشيعيّ: بيانُ الأزهر مؤسفٌ ولم يكن متوقَّعاً من هذه المؤسّسة الرصينة
بغداد – سياسة – الرأي –
جرى من الرحاب الطاهرة في العتبة العباسية المقدّسة حفلُ تكريمٍ لرئيس ديوان الوقف الشيعيّ السابق السيد صالح الحيدري وتهنئةٍ لرئيسه الحالي سماحة السيد علاء الموسويّ ، وقد كانت للموسويّ كلمةٌ بهذه المناسبة بيّن فيها قائلاً: ما يدور هذه الأيام في هذه الساحة العريضة من الصراع ينبغي أن ننظر اليه نظرةً فاحصة، فإنّ ما حقّقه أبناء الحشد الشعبيّ والمقاتلون على الأرض أثار زوبعةً عالميةً، وهذا يعني أنّ ما حقّقه شبابُنا وأبطالُنا أمرٌ في غاية الأهمية والعظمة، ينبغي أن نلتفت أنّ هذه الهجمة الشرسة لتشويه صورتهم وتشويه إنجازهم وانتصاراتهم إنّما تدلّ على عظمة ذلك الإنجاز وخطورته على مخطّطات المؤامرة الإقليمية على العراق، في المقابل إذا أدركنا هذا ينبغي أن نقف جميعاً يداً واحدةً لمساندة هؤلاء المجاهدين على جميع الأصعدة، ابتداءً من عوائلهم وأطفالهم انتهاءً بحاجاتهم القتالية ومتطلّباتهم ومروراً بالحالات التي يتعرّضون لها من جراحٍ وإصابات تحتاج الى عناية، وهناك حالة من الغفلة -لعلّه في بعض المؤسّسات الحكومية- عن متابعة شؤون الجرحى والاهتمام بهم أكبر اهتمام، الجريحُ في الحرب إذا أُهمل فإنّ الخسائر تكون أكبر، فنفقده ونفقد من خلفه آلاف المقاتلين، إذا سمع المقاتلُ بعدم الاهتمام بالجريح فإنّه سيسبّب حالةً سيئةً على روحيّته والعكس بالعكس، والناس أجمع تهتمّ بالجريح وتهتمّ بشؤونه وعائلته وهذا يعطي زخماً معنوياً عالياً حيث تبقي هذه توهج روح الانتصار فيه، أرجو الالتفات الى هذا الموضوع حتى على مستوى العتبات المقدّسة، نطالب بمزيدٍ من الاهتمام فهو جيّد وممتاز لكن نحتاج أكثر، ما أدّته العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية في هذه الفترة منذ الأزمة الى الآن لعلّه لم تكن قد أدّته أكثرُ الجهات الحكومية المسؤولة عن تلك الملفات، وهذا فخرٌ يعود الى المرجعية الدينية والوقف الشيعيّ والقائمين على العتبات المقدّسة، نحتاج الى تظافر الجهود في هذه المرحلة الحسّاسة جدّاً والتي تستأنف الحرب ضدّنا، في محاولةٍ لإضعاف جبهاتنا من خلال إعلامٍ وتقارير تبثّ روح الضعف فينا وفي مقاتلينا، وليس ببعيدٍ ما صدر من شيخ الأزهر من بيان، وهو بيانٌ مؤسف ولم يكن متوقّعاً من هذه المؤسّسة الرصينة التي يجب أن تتعامل مع الأمور بإنصافٍ وبميزانِ العقل والدقّة، نراهم يعتمدون على نكراتٍ ينقلون لهم الأخبار من العراق وبنوا على تلك الأخبار المضلّلة والإعلام المضلّل الذي ينطق بلسان داعش، ولعلّ هناك من ورائه مصالح سياسية من بعض الدول الإقليمية، فنتج ذلك الموقف من هذه المؤسّسة، التي تُعدّ واجهة التسنّن في العالم الإسلامي والعربيّ، هذا كلّه ينبغي أن ننتبه اليه ونعدّ العدّة لمجابهته، وعلى كلّ مسؤولٍ منّا دعمٌ ماديٌّ ومعنويّ وإعلاميّ، أستغرب من قناة العراقية التي دُعِيَت الى تجمّعٍ في العتبة الكاظمية المقدّسة خلال برنامجٍ أعدّته العتبة الكاظمية وشهد حضوراً واسعاً لمختلف الأطياف، وكان الغرضُ من ذلك التجمّع إبداءَ الدعم المعنويّ للحشد الشعبيّ والوقوف بوجه أيّ محاولةٍ الى اتّهامه أو التجاوز عليه، وحضر عددٌ من الفضائيّات ومنها قناة العراقية التي تمثّل الشعبَ العراقيّ والحكومة، وإذا بها لا تبثّ من ذلك الاجتماع دقيقةً واحدة وراحت تبثّ لأكثر من ساعة برنامجاً راقصاً وتغاضت عن التجمّع المبارك في المكان المقدّس والكلمات المهمّة للشخصيات، أهمّ شيء يجب أن نوحّد الجهود لتصفية هذه الأجواء لخدمة المجاهدين ومحاولة من الوقف الشيعي للمساهمة، فمساهمته مستمرّة وموجودة وهناك محاولةٌ الآن لإنشاء هيأة مرتبطةٍ بالديوان مختصّة بأمور الحشد الشعبيّ وخاصّةً الجرحى، وتكون مسؤولةً عن استقبال وترتيب أوضاعهم والاتّفاق مع بعض المستشفيات لغرض علاجهم، حتى وإن تطلّب الأمر إرسالهم الى الخارج، شكري الجزيل لأخينا السيد الصافي ولكلّ الإخوة والعلماء الحاضرين وأرجو منهم جميعاً الدعاء لأكون أهلاً لتحمّل هذه المسؤولية وأن نتعاون لأداء ما يجب أن نؤدّيه . انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق