التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماذا حملت تقارير الاستخبارات الاسرائيلية مؤخرا ؟؟ 

لم تكد المواجهات الداخلية المحتدمة في الكيان الإسرائيلي خلال الانتخابات الأخيرة تضع أوزارها , ولم يكد نتانياهو الذي تمكن ورغم الفارق البسيط جدا , من الفوز بكتلة تحظى بأكبر عدد من اعضاء الكنيست , حتى علت اصوات الاجهزة الامنية للكيان الإسرائيلي التي طالبت نتانياهو بالاستعداد لمواجهات عسكرية أو امنية عنيفة مع حزب الله خلال عام .

مراكز الابحاث الامنية الإسرائيلية والاجهزة الاستخباراتية , في تقارير لها صدرت , قالت : ” إن مواجهات عنيفة بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله قد تحدث في المستقبل , في لبنان وسوريا وحتى خارج حدود الشرق الاوسط.”

جاء في هذه التقارير , أن سياسة ايران وسوريا وحزب الله المتبعة التي تقضي بالتوسع والتمدد وتقوية النفوذ والسيطرة في الجنوب السوري ومرتفعات الجولان المحتل , ستجر الى مواجهات عنيفة بين هذا المحور والكيان الإسرائيلي .

وسط هذه المعلومات التي يجري التداول فيها بكثرة في الاوساط الامنية والعسكرية الاسرائيلية , تلفت التقارير أن عمليات الاغتيال لقادة المقاومة تعتبر الخيار الاكثر ملائمة لتل أبيب لاستهداف المقاومة وإضعافها عبر الاعتماد على اسلوب مواجهة غير مباشرة تعتبر فيها تل ابيب نفسها الاكثر تفوقا والأقدر من حيث الامكانات والقدرات الامنية, وتتجنب وفق حساباتها مواجهات عسكرية مباشرة مع الحزب .

تل أبيب تقف عاجزة اليوم, وسط وضع حساس جدا تعيشه المنطقة, يجعل العمل العسكري خيارا بالغ الخطورة ونتائجه مفتوحة على احتمالات واسعة جدا لها انعكاسات اقليمية ودولية كبيرة .

فقرار فتح معركة, قرار يتشابك مع استحقاقات ضخمة جدا تعيشها المنطقة, فمن الازمة السورية, الى الملف النووي الايراني, الى الساحة اليمنية التي تشهد تطورات دراماتيكية,الى العراق الذي يشهد انهيار تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير وسريع .

كل هذا يجعل اتخاذ قرار بفتح معركة قرارا معقدا له حسابات تفوق حدود مواجهة عسكرية, ولهذا يعتبر اللجوء الى خيار فتح حرب خيارا دقيقا على الكيان الإسرائيلي وعلى محور المقاومة ايضا .

وسط هذه الظروف المعقدة, يجد الكيان الإسرائيلي نفسه عاجزا عن فتح معركة واسعة غير محسوبة النتائج , وبالمقابل غير قادر على التزام الصمت امام متغيرات حساسة جدا تعرض امنه الاستراتيجي للخطر من حيث تعاظم قدرات المقاومة القتالية واستكمال استحكامها في منطقة الجولان المحتل.

في التقرير الامني للكيان الإسرائيلي, تمت الاشارة الى ان القيام بعمليات اغتيال مخفية ضد قادة فاعلين من حزب الله تعتبر الخيار الاصلح من خيار المواجهة العسكرية المباشرة. واشار التقرير الى ان هذا النوع من العمليات يعتبر استراتيجيا في المواجهة مع التنظيمات العسكرية كحزب الله, واستشهد التقرير بالعملية العسكرية الجوية التي حصلت في الجولان السوري المحتل, حيث استهدفت طائرات الكيان الإسرائيلي مباشرة موكبا قياديا لحزب الله, وشكلت وفق التقرير , رسالة واضحة موجهة من تل أبيب الى حزب الله .

وأضاف التقرير أن مثل هذه الحملات والعمليات المخفية لا تترك اثرا كبيرا على الكيان الإسرائيلي, وكذلك فإن الكيان وعبر هذا النوع من الهجمات الصغيرة الصامتة التي تترك نتائج كبيرة عند الخصم , ستكون قادرة على تجنب أي مواجهة كبيرة ناتجة عن ردة فعل من الخصم.

هذا المركز المختص في الدراسات الامنية الاسرائيلية, في تقرير اخر كان قد حذر من عمليات الجنوب السوري وكتب : ” حتى الان, إن ايران وحزب الله يدفعان بقوة وبسرعة لإيجاد جبهة مشتركة بينهما ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان السوري المحتل، وعبر عن أن ما يجري هو حرب صامتة مع جبهة مشتركة مؤلفة من ايران وحزب الله .”

الكيان الاسرائيلي, يستمر في سياسة تأجيج الصراعات وحياكة المؤامرات, عبر التركيز على ان ما يجري في الجولان انما هو مسعى ايران وحزب الله بهدف فتح جبهة ضد الكيان الاسرائيلي, حيث يتناسى هذا الكيان ان مرتفعات الجولان هي اراض سورية يقوم بتحريرها الجيش السوري بشكل اساسي ويعاونه حلفاؤه من محور المقاومة , ويتناسى انه اراد ان يجعل من منطقة الجنوب منطقة ينطلق منها في عملياته ضد حزب الله شرقا والعاصمة السورية شمالا , وشكل جيش لحد الجديد فيها ويقوم بتدريبه وإدارة معاركه لاستهداف امن الدولة السورية وامن المقاومة في لبنان , وتناسى ان الحدود الجنوبية التي تجري فيها عمليات عسكرية سورية للسيطرة عليها وقطع يد التدخل الاسرائيلي في الشأن السوري انطلاقا من الجولان والاردن, بالتزامن مع عمليات تجري شمالا في حلب بنفس الزخم والوتيرة لإحكام السيطرة على الحدود السورية الشمالية وقطع يد التدخل التركي .

هي سياسة الخديعة والمكر الاسرائيلي, حاضرة دائما, لحرف الأحداث وتكذيب الواقع, فما يحصل في سوريا مهما ازداد التكاذب الاسرائيلي وبلغت تقاريره الخادعة الكاذبة صدى ومدى, يبقى الجولان سوريا وتحريره حق سوري بامتياز موجه لصالح سيادة الدولة السورية أولا, وليس محورا لايران وحزب الله , ولكن الكيان الاسرائيلي هو من فتح سجال جبهة الجولان بتعنته وغبائه حين احتضن حلفائه من الجماعات المسلحة الارهابية في تلك المنطقة, وآخر الشواهد الحية مقتل الضابط الاسرائيلي في منطقة الجنوب السوري في غرفة العمليات التابعة للمجموعات المسلحة التي استهدفها الطيران السوري مؤخرا .

إنه الكيان العدواني الاسرائيلي, يستغل الفوضى القائمة في المنطقة التي يفتعلها الغرب والعرب, للاستمرار في تصفية حسابه مع المقاومة, وإشعال صراعات دموية وحروب تهدد محاولات استعادة الامن والهدوء الى المنطقة, وتعطي فرصة للتيارات التكفيرية الحليفة لها بالتمدد واستعادة السيطرة .

لكن الحسابات الاسرائيلية كما العادة لا تصيب, فأي اغتيال يمس اي عنصر من عناصر المقاومة, سيكون وقعه كبيراً جداً ليس أقل من عملية في مزارع شبعا التي كانت ردا عنيفا وحاسما من المقاومة في مقابل اعتداء القنيطرة, وما كان بالامس غير ممكن عند حزب الله الذي تمكن من إيقاف العميل الذي جنده الكيان الاسرائيلي في جهاز امنه الخارجي وحال دون التمكن من نجاح عمليات خارجية عديدة, بات اليوم ممكنا وبقوة.

فحسابات الامس في ميدان الاغتيال ليست كحسابات اليوم, وهذا وحده كفيل بفتح احتمالات الرد من قبل الحزب على اي اغتيال على مصراعيه, كما ان الاغتيال الامني الهادف الى تجنب رد مباشر مع الحزب قد يكسره الحزب بأي لحظة يجد فيها مصلحة عبر تحويل قواعد الاشتباك كما يريد الحزب نفسه وكما اعتدنا عبر التجربة, بان يقوم بالردود على الاغتيال باغتيال ثقيل بالتوازي مع استهداف لأماكن حساسة في الداخل الفلسطيني بأساليب إبداعية متعددة لا تخطر على بال الكيان الاسرائيلي ضمن مسلسل المفاجآت المعدة .

 حروب الكيان الاسرائيلي الخاسرة في الماضي القريب ليست الا نتاج تقارير استخباراتية ما تلبث الا ان تكتشف انها تقديرات خاطئة بعد فوات الاوان, فمسار المواجهات القادمة التي تحكيها الاستخبارات وسط وجود قيادة متشددة متهورة جديدة, تضع الكيان مجددا رهن مستوى غباء القادة الاسرائيليين الذين يفترض أن يكونوا قد قرؤوا جيدا وبإمعان كلام الامين العام لحزب الله في خطابه الذي ألقاه عقب عملية الثأر لشهداء القنيطرة، ويعيدوا حساباتهم التي أقحمت الكيان الاسرائيلي في عشرات الحروب الخاسرة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق