كشفت دراسات وتقارير كثيرة ظهرت مؤخراً عن تصدر السعودية للدول الداعمة للارهاب في العالم
من هذه الدراسات ما نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية قبل فترة بقلم الكاتب ” بول فاليلي ” الذي أكد أن الدعم المستمر من قبل نظام آل سعود ومنذ سنوات طويلة للتنظيمات الارهابية والمتطرفة التي تشيع القتل والخراب في العديد من دول منطقة الشرق الاوسط لاسيما في سوريا والعراق قد ادى الى خلق ما يمكن وصفه بـ ” وحش مخيف” يعرف باسم تنظيم ” داعش ” الإرهابي الذي يرتكب شتى انواع المجازر والجرائم التي تتخطى كل حدود الفظاعة .
ويشير الكاتب الى حقيقة المساعي السعودية المحمومة لنشر الافكار الظلامية والايديولوجيات المتطرفة ليس فقط في سوريا والعراق بل في العالم بأسره من خلال دعمها للتنظيمات الارهابية دون اكتراث للجرائم البشعة التي ترتكبها ولدماء الابرياء التي تقوم بسفكها والتي برزت بشكل واضح في المقال الذي أعده ” فاليلي” واكد فيه أن النظام السعودي كان وما زال الراعي الاول للارهاب في العالم .
واوضح فاليلي ان نظام آل سعود يشكل مصدراً رئيسيا لتمويل التنظيمات الإرهابية منذ سبعينيات القرن الماضي وذلك من خلال المبالغ الطائلة التي أنفقها في سبيل نشر ” فكره الوهابي المتزمت والصارم ” .
وقبل فترة فجر جهاز الامن الروسي ” FSB ” قنبلة إعلامية من العيار الثقيل ، اتهم خلالها السعودية وتركيا ودولاً اخرى بتمويل تنظيم داعش الارهابي في العراق .
وقدمت إدارة مكافحة الارهاب في جهاز الامن الروسي ” FSB ” تقريراً مفصلاً عن تنظيم ” داعش” وكيفية حصوله على الدعم، كاشفة الطرق التي يتلقى من خلالها هذا الدعم، مستندة الى معلومات ووثائق وصور جوية وتسجيلات صوتية وأفلام مسجلة ومعطيات من أجهزة الـ ” GPS ” وكذلك الى تحليل التحركات الميدانية .
وأوضح التقرير أن إحدى الطرق التي يتلقى من خلالها ” داعش ” الدعم هي المساعدات النقدية التي تقدمها السعودية. حيث توضع هذه الاموال في حساب عدد من الشركات التجارية في إحدى البنوك البريطانية حيث تقوم شخصيات مرتبطة بداعش بنقلها الى قادة هذا التنظيم الارهابي عبر موظفين يعملون في هذا البنك وضالعين في عمليات التحويل .
وذكر التقرير الذي أورد مجموعة من الوثائق السرية التي تثبت أقواله أن عدداً من مشايخ الوهابية في السعودية اقترحوا أن يتم تخصيص جزء من عائدات الحج لدعم “داعش” ، داعياً جميع الاطراف المعنية الى الكف عن مجاملة ومساندة الدول الداعمة للارهاب لاسيما السعودية التي تخصص جزءاً كبيراً من ميزانيتها لدعم “داعش” اذا كانت هذه الاطراف قد اختارت فعلاً مواجهة هذا التنظيم وغيره من الجماعات الارهابية والتكفيرية المتطرفة .
وتجدر الاشارة الى أن الدور السعودي في دعم الإرهاب اتخذ زخماً كبيراً من خلال دعوة عدد مما يسمى ” رجال الدين ” الشباب الى التطوع في صفوف ” داعش” لخلق حالة من الفوضى في المنطقة وهذا الواقع يخالف ادعاءات الحكومة السعودية بأنها حريصة على أمن واستقرار هذه المنطقة المهمة والحساسة في العالم .
ويعتقد الكثير من المراقبين أن السعودية والحركة الوهابية هما السبب الرئيسي لتفشي الإرهاب في العالم وبالأخص في الشرق الاوسط . ورغم أن السحر انقلب على الساحر، حيث راحت السعودية نفسها تعاني من الإرهاب بين الحين والآخر ، ولكنها في نفس الوقت تشجعه في العراق وسوريا وبلدان أخرى، وتواصل دعمه بالمال والفتوى ونشر ثقافة الموت والكراهية .
ومن المؤكد أن الإرهاب المتفشي الآن بات يشكل خطراً على جميع شعوب العالم ما لم تتوحد الجهود وتتخذ موقفاً حازماً لمواجهة هذا الخطر ودحره، خاصة وأنه صار مدعوماً بمنابر ومؤسسات تعمل على نشره من خلال الدعم الهائل الذي يتلقاه من السعودية التي ولد منها تنظيم القاعدة، والتي تعد الممول الاكبر للجماعات الارهابية وفي مقدمتها “داعش” في الوقت الحاضر .
والمطلوب من جميع الدول أن تدرك هذه الحقيقة وتقف بوجه هذا الخطر الداهم، وأن لا تنخدع بالمواقف المزدوجة للسعودية، حيث تعلن حربها على الإرهاب من جهة، ولكنها في الوقت ذاته تدعم المنظمات الإرهابية بالسر من جهة أخرى، وإلاّ فالمستقبل قاتم وخطير جداً على البشرية جمعاء .
واذا لم يبادر العالم ومنظماته ونخبه السياسية الي اتخاذ اجراءات حاسمة للتصدي لهذا الخطر فإن ذلك سيؤدي حتماً الي إتاحة المجال للجماعات الارهابية لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الابرياء ويعيد البشرية الي العصور المظلمة وفجائع القرون الوسطي .
وأخيراً تجدر الاشارة أيضاً الى أنه وعلى الرغم من ان نظام آل سعود أخذ على عاتقه مهمة نشر ودعم الارهاب وتمويله بمباركة الغرب إلاّ انه عند الحديث عن الارهاب لا يمكن ان نهمل ان أمريكا تقف وراء تأسيس التنظيمات الارهابية وتقوم بتنشئتها ودعمها وإطلاقها في العالم لنشر الفوضى والدمار بما يخدم مصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي لاسيما في الشرق الاوسط .