النووي الإسرائيلي… لماذا يسكت العالم؟
تعتبر إسرائيل من أكثر الدول في منطقة الشرق الأوسط اعتراضا على امتلاك إيران لسلاح نووي، بسبب مخاوفها من استخدامه ضدها، لكن تل أبيب رغم تنديدها الدائم بخطر وجود أسلحة نووية في الشرق الأوسط، إلا أنها بحسب تصنيف موقع icanw تمتلك حوالي 80 رأسا نوويا، كما أن معهد أبحاث السلام السويدي أكد على نفس الرقم في تقرير له في يونيو/حزيران من العام الماضي. معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بدأ التوقيع على هذه المعاهدة بعد حرب 1967 بعام واحد، وبالتحديد في 1 يوليو/ تموز 1968 للحد من انتشار الأسلحة النووية، ووصل عدد الدول الموقعة عليها حتى يومنا هذا إلى 189 دولة، إسرائيل أبت أن تكون ضمن الدول الموقعة على هذه المعاهدة، رغم وجود اعترافات شبه مؤكدة بامتلاكها لقدرات نووية وصلت إلى 80 رأسا نووية، ولم تكن إسرائيل وحدها الدولة التي رفضت التوقيع على المعاهدة بل تبعها أيضا الهند وباكستان. وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الحاجز أو المانع الدائم لإسرائيل، إلا أن مكتب التقييم التكنولوجي في الكونجرس الأمريكي سجل إسرائيل كدولة لديها قدرات للحرب الكيماوية، لكنها غير معلنة، وبرنامج هجومي للحرب البيولوجية. خريطة انتشار النووي في العالم البداية كانت بداية إسرائيل مع التسلح النووي عام 1967، إبان حرب يوليو المعروفة في إسرائيل بحرب “الأيام الستة”، وتؤكد صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية هذا التاريخ في تقرير لها في أغسطس/ آب الماضي حول التعاون الأمريكي الإسرائيلي في الجانب النووي، بإشارتها إلى أن الخيار النووي الإسرائيلي بدأ منذ أربعة عقود، وفقا لما كشفته تقارير أمريكية نقلتها الصحيفة الإسرائيلية. وتساءل الكاتبان دوجلاس بريتش وجيفري سميث في صحيفة “ذي أتلانتك” الأمريكية حول الصمت العالمي بشأن نووي إسرائيل قائلين هل الصمت عن الأسلحة النووية الإسرائيلية يضرّ أكثر مما ينفع؟، ولم يحاولا الإجابة على التساؤل بل استشهدا بما قاله وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت جيتس، “إسرائيل لديها ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية”، وقال جيتس أثناء الجلسة التي يتم التصديق عليها لتعيينه في 2006 “إيران محاطة بقوى لديها أسلحة نووية”، من بينها “إسرائيل غربا”، واستشهد الكاتبان كذلك باعتراف الرئيس الأسبق جيمي كارتر في 2008. وفي عام 1998 اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز بتطوير إسرائيل “قوة نووية” ليس لتكرار ما حدث في هيروشيما وإنما لتنفيذ اتفاقية أوسلو. القدرات النووية الإسرائيلية وبحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بتاريخ 25/8/2006، تحت عنوان “إسرائيل تشتري غواصتين لهما قدرات نووية”، أكد التقرير أن إسرائيل اشترت غواصتين من نوع “دولفين” لهما قدرات على حمل رؤوس نووية، وبحسب خبراء عسكريين فإن إسرائيل أرادت توجيه رسالة إلى إيران مفادها أنها سترد عليها حال توجيه ضربة نووية إلى تل أبيب. وكان سعي إسرائيل لاقتناء هذه الغواصات لاستخدامها في هجوم نووي مضاد عن طريق البحر، عن طريق استخدام صواريخ “كروز” يتم إطلاقها عبر غواصات دولفين في الاتجاه المضاد مباشرة، او حسب التوجيه المراد من قبل البحرية الإسرائيلية. “أريحا” الباليستية كما أن إسرائيل لديها صواريخ “أريحا” الباليستية العابرة للقارات، والتي أنتجتها شركة “داسولت” للطيران في عام 1963، ويصل مداها إلى 11.500 كيلومترا، ولديها قدرات وخيارات على توجيه ضربة مضادة، وبحسب تقديرات فإن هذه الصواريخ مدفونة على عمق كبير تحت الأرض لحمايتها من أي هجوم نووي. وبحسب تقرير نشره موقع “جلوبالس سيكيورتي” الأمريكي عن سلاح الجو الإسرائيلي في 2009، جاء فيه “الطائرات المقاتلة اف-15اى واف-16اى صوفا، لها القدرة على إيصال الأسلحة النووية إلى مسافات استراتيجية باستخدام أسطول جوي من طراز بوينج 707 معدلة للتزود بالوقود جوا، وذلك بالرغم من أن سلاح الجو الإسرائيلي يفتقر إلى القاذفات الاستراتيجية”. مفاعل ديمونة كانت بداية بناء مفاعل ديمونة عام 1958، وساعدت فرنسا إسرائيل على إنجازه، ومن أجل أن تتجنب إسرائيل المساءلة حول المفاعل فقد أعلنت أن هدفها من بنائه هو توفير الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح منطقة النقب، وتم بناؤه تحت إشراف لجنة الطاقة الذرية التابعة مباشرة لوزارة الدفاع. القدرة الإنتاجية للمفاعل بدأ تشغيل المفاعل بشكل فعلي عام 1963، بدعم فرنسي لتل أبيب، وكانت طاقة المفاعل وقتها 26 ميجاوات، وهو ما يمكن إسرائيل من إنتاج 8 كيلوجرامات من البلوتونيوم، وهو كافي لصناعة قنبلة نووية واحدة بقوة 20 كيلو طنًّا من المتفجرات، وفي سبعينيات القرن الماضي زادت القدرة الإنتاجية للمفاعل إلى 70 ميجاوات، وتحاول إسرائيل في الألفية الحالية أن يصل قدرة المفاعل إلى 100 ميجاوات، ما يعني وصول إنتاج البلوتونيوم إلى حوالي 31 كيلو جرام. تسريبات فعنونو وبحسب تسريبات الخبير النووي الإسرائيلي الشهير، موردخاي فعنونو، عام 1986، فإن إسرائيل لديها قدرات إنتاجية فائقة من البلوتونيوم، وبحسب التسريبات فإن البلوتونيوم الموجود في ديمونة، عبارة عن مسحوق حامضي أخضر اللون، يسخن في درجات حرارة عالية جدا، ويتحول إلى سائل يُرشح لتنتج بعدها “أزرار” صغيرة بوزن 130 جراما، ويمكن للمفاعل طبقا لاعترافات فعنونو أن ينتج 9 أزرار أسبوعيا، أي أنه ينتج سنويا 40 كيلوجراما من البلوتونيوم، أي ما يساوي 10 -12 قنبلة. إيران وإسرائيل وفي إطار سباق التسليح بين إيران وإسرائيل، خاصة النووي، تبدو أن المعركة بينهما مستمرة، خاصة بعد استمرار زعيم الليكود، بنيامين نتيناهو في منصبه في ولاية رابعة له في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فنتنياهو استخدم ورقة النووي الإيراني ليجذب الإسرائيليين إليه، فهو طيلة الوقت يلمح بخطورة النووي الإيراني، وبعد توصل لإيران لشبه اتفاق يحقق لها بعض طموحاتها النووية مع دول “5+1″، تشتعل المنافسة والسباق بين تل أبيب وطهران خلال الفترة المقبلة الأمر الذي ينذر بخطورة كبيرة على المنطقة بأسرها، بسبب سعي الدولتين لامتلاك مزيد من الأسلحة النووي، لتهدد به الأخرى. نقلاً عن موقع شفقنا MJK
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق