التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

الجلسة الثالثة لمحاكمة السلمان: مواقف و تداعيات 

لم تفلح الايام ال٨٥ على اعتقال الشيخ علي السلمان امين عام جمعية الوفاق من اثبات برائته او حتى ادانته بالقضايا التي تحاول حكومة ال خليفة من الصاقها بالشيخ السجين لتبرئة الحكومة من التصرفات والتجاوزات التي تستعين بها لاخماد نيران الثورة الشعبية المطالبة بالتغييرات و الاصلاحات على صعيد المملكة. ولم تفلح المطالبات الدولية و المحلية في الافراج عن الشيخ السلمان في الايام الماضية، وكما هو الواقع فبعد ايام تعين حكومة ال خليفة جلسة جديدة لاصدار الحكم على الشيخ السلمان. فهل تثبت الحكومة البحرينية الادعاءات التعسفية على السلمان؟ ام انها ستنزل عند رغبة المطالبين بتفرج عنه وتعيده الى حياته الطبيعية؟

قرب موعد جلسة محاكمة السلمان الجديدة اشعلت، كما كل الجلسات الماضية، موجة من الرفض و الشجب و الاستنكار على الاراضي البحرينية تطالب بالافراج عن الشيخ السلمان تارة و تبرئته من التهم الموجهة اليه طورا.

وفي السياق ذاته، استنكر كبار العلماء في البحرين في بيان له الظلم الواقع على الشيخ علي سلمان، ابتداء من استدعائه من الجهة الأمنية إلى اعتقاله ومحاكمته وتوجيه اي ادانة له، وقالوا إن “كل ذلك مدان دينيا وخلقيا وقانونيا وحتى على المستوى الحقوقي في العالم، وفيه قلب للموازين العادلة، وهدر للقيم، ولحق المواطنة ومصلحة الوطن.

وقد طالب كل من السيد جواد الوداعي، والشيخ عيسى أحمد قاسم، والسيد عبد الله الغريفي، والشيخ محمد صالح الربيعي، والشيخ عبد الحسين الستري، بكلّ قوّة وإصرار ووضوح بالتوقف عن هذه الممارسات الظالمة الفاقدة لرعاية الحرمات والمناقضة لكرامة الإنسان، وبالإعلان العاجل عن براءة الشيخ من كل التهم الموجهة اليه والتي تشهد كل مواقفه وكلماته على زيفها، وبعدها عنه.

واعتبر العلماء في البيان ان كلمات الشيخ السلمان ومواقفه، ظهرت نتيجة حرصه الشديد على مصلحة الوطن كله، والحفاظ على حق كل أبنائه، والنأي به عن كل الفتن والمنزلقات وما يعكر صفو أمنه واستقراره، وإرادة الخير لكل فئاته ومكوناته.

مرصد حقوق الانسان اعتقال السلمان سقوط اخلاقي

مرصد البحرين لحقوق الإنسان كان له بيانه ايضا فقد طالب المرصد بايقاف المحاكمة غير العادلة لأمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي السلمان والإفراج الفوري عنه لاعتباره سجين رأي وفقاً لتقييم الأمم المتحدة، والبدء بحوار وطني يخرج البلاد من الازمة الحالية.

وأكد مسؤول قسم الحريات الدينية بالمرصد الشيخ ميثم السلمان أن المحاكمة جاءت للانتقام من آراء الشيخ السلمان المطالبة بتطوير النظام السياسي في البلاد، و شدد على ضرورة إخضاع إجراءات المحاكمات لشروط القانون الدولي لحقوق الإنسان.

ولفت الشيخ ميثم السلمان إلى وجود قناعة دولية بأن مجمل المحاكمات السياسية في البحرين خرقت العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وفي بيان اخر أدان تيار الوفاء الإسلامي اعتقال النظام البحريني النساء المعتصمات بشكل سلمي أمام مبنى وزارة الخارجية في العاصمة المنامة.

وأكد التيار في بيانه أن قوات النظام اقتادت النساء إلى مركز التحقيقات الجنائية واصفا اعتقالهن بالسلوك الإجرامي. معتبرا أن الاعتداء عليهن واقتيادهن للسجون فضيحة وسقوط أخلاقي وديني بكل المقاييس.

واكد تيار الوفاء في بيانه ان استمرار المرأة البحرينية في النضال والصمود ضد النظام حق لا بد من احترامه، محذراً من رد الشعب على الاعتداءات بحق المرأة وكرامتها.

تظاهرات شعبية للافراج عن الشيخ السلمان

ردة الفعل الشعبية لم تكن اقل اهمية من المواقف الرسمية فقد شهدت عدة مناطق في البحرين تظاهرات احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني المعارضة في البحرين الشيخ علي السلمان وذلك قبيل انعقاد جلسة المحاكمة الثالثة.

يذكر ان المتظاهرون وخلال مسيراتهم المستمرة منذ ٨٥ يوما على التوالي بعدما اعتقل الشيخ السلمان في ٢٨ كانون الأول الماضي، اعتبروا استمرار اعتقال الشيخ سلمان ومحاكمته استهداف مغرض للمعارضة والشعب.

ورفع المتظاهرون صورا للشيخ السلمان ورددوا شعارات تحمل النظام مسؤولية التصعيد ضد الحراك الشعبي واتهموه بإغلاق أبواب الحل السياسي في البحرين.

وقد خرجت تظاهرات اخرى في مناطق عديدة من البحرين في محافظتي العاصمة والشمالية اللتان شهدتا احتجاجات واسعة، إلى جانب مناطق أخرى خرجت في أوقات متفرقة ليلاً ونهارا.

كما استنكرت التظاهرات الانتهاكات التي لايزال يتعرض لها المعتقلون في سجن جو المركزي. وطالب المتظاهرون بالإستجابة لمطالب شعب البحرين في التحول نحو الديمقراطية وتحقيق مصدرية الشعب لكل السلطات بشكل فعلي.

حكومة ال خليفة البحرينية لم تنصت الى اصوات المتظاهرين على مدار سنوات مضت، و لم تستطع كل الصرخات المطالبة بالاصلاحات من الحصول على اقل التنازلات من الحكومة الخليفية المسيطرة على القرار البحريني، فهل تفلح المحاولات الحالية في الحصول على ما عجزت المحاولات السابقة على الوصول اليه؟ ام ان الاذن الخليفية ستبقى صماء لا تجيد الاستماع لاي طرف معارض او مطالب بالاصلاح السياسي او الاجتماعي؟ ايام قليلة تفصلنا عن الاجابة فهل تصب بمصلحة الشعب ام الحكومة ؟ّ!!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق