التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

هل تفاقم حرب السعودية علي اليمن الازمة البحرينية؟ 

لطالما ظهرت الحكومة البحرينية المؤيد الدائم للسياسة السعودية ولطالما عاقب ال خليفة كل مخالف بحريني للسياسة السعودية باعتباره خرج على قوانين المملكة التي ترجح العلاقات السعودية على العلاقات الداخلية. وها هي المنامة اليوم تؤكد المفهوم البحريني القديم الذي يفضل “ال سعود” على كافة الشعوب البحرينية مهما كان انتماؤهم و اعتبارهم في الداخل البحريني. وكما هي العادة دائما فالقرار السعودي لن يرد من الحكومة البحرينية ولن يقف بوجهه احد سوى معتقل أو مهدور دم أو مطلوب للعقاب والمحاكمة. فهل تبقى السياسة البحرينية تفضل القرار السعودي على القرار الشعبي؟ وهل يبقى القرار الشعبي البحريني “قيد الاعتقال” الخليفي فيبقى المعارض البحريني “مهدور الدم” والروح؟

فاضل عباس” عارض السعودية فاعتقل !

أصدرت وزارة الداخلية البحرينية بيانا حذرت فيه من أي خطاب يخالف التوجه الرسمي حيال ما يجري في اليمن وتوعدت بأشد الإجراءات بحق المخالفين. وذلك بعد ان شاركت حكومة ال خليفة السعودية في عدوانها العسكري على اليمن عبر إرسالها لعدد من طائراتها المقاتلة لقصف المدنيين في المدن اليمنية .

الشعب البحريني لم يؤيد القرار ولا الهجوم فقد خرج الالاف من المتظاهرين في شوارع المدن البحرينية منددين و رافضين للتدخل السعودي في الشؤون اليمنية. وكعادتها واجهت حكومة البحرين بموجة من الاعتقالات والقمع والتهديد .

فاعتقلت القوات البحرينية عصر الخميس الماضي الامين العام للتجمع الوحدوي “فاضل عباس” بعد مداهمة منزله. ويأتي هذا الاعتقال بعد ان أصدر التجمع بيانا دان فيه العدوان العسكري الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني .

وعلى ضوء اعتقال “عباس” اعتبر الباحث في الشرق الأوسط “نيكولاس مكغيهان” ان اعتقال أمين عام جمعية الوحدوي مثال على انعدام التسامح مع الآراء التي تنتقد الحكومة في البحرين .

وفي مقال نشره الباحث على موقع المنظمة، قال “بالأمس نال البحرينيون تذكرة قاسية بأن حكومتهم لا تتحمل النقد”، مضيفا “ليس التحرك ضد الوحدوي إلا المثل الأخير على انعدام تسامح البحرين مع الآراء التي تنتقد الحكومة “.

وتابع الباحث “على مدار العام الماضي تم اعتقال نشطاء حقوقيين ومعارضين سياسيين وملاحقتهم لانتقاد الحكومة سلمياً في أحيان كثيرة، كما زودت الحكومة نفسها بسلطات إضافية لتجريد المواطنين تعسفاً من الجنسية وما يرتبط بها من حقوق “.

وأضاف مكغهيان بأنه “أيا كانت مزايا السياسة العسكرية للبحرين فإن من حق شعبها أن يعبر عن انتقاده السلمي لها “.

ملك البحرين لا يمثل الشعب

في السياق ذاته و بعد مشاركة ملك البحرين في القمة العربية التي أعلنت فيها السعودية الحرب على اليمن، أكد ائتلاف “١٤ فبراير” البحريني المعارض ان القمة العربية في شرم الشيخ تتامر على الشعوب والملك البحريني “حمد بن عيسى” لا يمثل الشعب .

الائتلاف أصدر بيانا عارض فيه موقف حكومة ال خليفة واعتبر فيه ان خيبة أمل الشعوب العربية من انعقاد “القمم العربية” لم تكن ناتجة عن فراغ، إذ لن تجد عربيا حرا يقيم وزنا لهذه القمم المفلسة سياسيا، والتي لا تساوي قلامة ظفر .

وأضاف البيان إن الشعوب العربية باتت تفكر في كيفية الاتقاء من شر ما سيتامر عليه هؤلاء الدمى المنصبين بقوة النار والحديد على شعوبهم تنفيذا لما تمليه عليهم الإدارة الأمريكية، وهذا الواقع ليس مستغربا مشاهدته من هؤلاء الذين لم يفكروا ولن يفكروا لحظة واحدة في مصلحة شعوبهم، وفي هذا السياق يأتي تفكيرهم في تشكيل قوة عربية موحدة لا من أجل مواجهة الكيان الصهيوني وتحرير الأراضي المغتصبة، وإنما هي من أجل قمع طموحات الشعوب وتطلعاتها المشروعة، وذلك كما حدث في البحرين من قبل قوات ما يسمى بدرع الجزيرة .

واعتبر الائتلاف أن الحكام العرب كانوا ولا يزالون يبذلون جل اهتمامهم في تطبيق ما يرتئيه أسيادهم في واشنطن كي يبقوا أطول مدة على كراسي الحكم برعاية أمريكية صهيونية بحسب تصورهم الخاوي، دون أن يعتبروا بالمصير الأسود الذي حل بأقرانهم من الحكام الديكتاتوريين من أمثال صدام حسين والقذافي وغيرهم .

وتسائل البيان كيف تمني الشعوب العربية نفسها خيرا من حكام ما كانوا يمثلون إرادتها بتاتا في يوم من الأيام، إذ أن معظمهم لم يحظوا بالشرعية الدستورية والقانونية في تمثيل الشعوب، ومن أبرز النماذج لهذه الحقيقة حمد بن عيسى آل خليفة، فقد أعلن الشعب البحراني رفضه لبقاء هذا الديكتاتور المستبد من خلال الثورة التي انطلقت في ١٤ فبراير ٢٠١١ ، ثم جدد هذا الموقف عبر استفتاء شعبي أسفرت نتائجه عن تأييد الغالبية العظمى من أبناء الشعب البحراني لقيام نظام سياسي جديد تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك بديلا عن نظامه القبلي الفاسد .

وأكد تمسك الشعب البحراني بالخيار الذي “صوت له بكل حرية وشفافية، وبذلك فهو يشدد على عدم شرعية تمثيل الديكتاتور حمد له في القمة الزعومة، والتي تنعقد اليوم في مصر الشقيقة، إذ أن هذا الديكتاتور المجرم لا يمثل سوى نفسه وبعض المرتزقة الأجانب الذين استوردهم من الخارج لحماية عرشه المتهاوي .

البحرين اذا لا تمثل شعبها وموقف ال خليفة الداعم للحرب السعودية على اليمن يرفضه البحرينيون رفضا قاطعا ولكن كعادتها تواجه الشعوب العقاب حيال الدعم المحق للدول والشعوب المستضعفة فهل يغير موقف الشعب البحريني سياسة دولته الخارجية، ام ان سياسة حكومة ال خليفة الخارجية ستفاقم الازمة البحرينية اكثر فاكثر؟؟؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق