التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

السعودية تتصدع من الداخل والحرب اليمنية في بدايتها 

يحق للقارئ العربي ان يتساءل هل يستطيع النظام السعودي ان يفلت من تبعات حربه على اليمن عندما يرى هذا القارئ ان الخلافات بين الامراء السعوديين حول جدوى الحرب على اليمن وكلفتها ونتائجها ومردودها السلبي الكبير على السعودية ومستقبل النظام السعودي، تتعاظم يوما بعد يوم فيما تتعالى اصوات في داخل السعودية بأن النظام لم يدرس بما فيه الكفاية نتائج الحروب الماضية في اليمن وفي المنطقة .

وقد أبدى بعض الأمراء السعوديين مخالفتهم للعلمية في الساعات الأولى من شن العملية في اليمن وربما منذ الاستعدادات الأولي للعملية العسكرية ، ومن بين المعارضين للعملية هناك ولي العهد السعودي، مقرن بن عبدالعزيز الذي أعرب عن مخالفته للعملية العسكرية وهو ينحدر من أم يمنية .

وفي ذات السياق، خالف نجل الملك السابق ووزير الحرس الوطني “متعب بن عبدالله” رغم أنه لم يجرأ على بيان مخالفته في العلن بل أظهرها في تصريحات خفية حيث لفت خلال زيارته للقيادات العسكرية بمقر وزارة الحرس الوطني في الرياض، إلى أن المواطن السعودي هو خط الدفاع الأول عن وطنه، مشددا على أخذ الحيطة، دون تقديم المزيد من التفاصيل، خوفا من المعاقبة واتهامه بالتمرد .

من جهته، انتقد الأمير السعودي “خالد بن طلال” بصورة غير علنية قرار الملك سلمان في صنع “عاصفة الحزم” دون انتظاره حتى اجتماع جامعة الدول العربية في شرم الشيخ ما يعني أن القرار يأتي دون موافقة العديد من الدول العربية وعدم احترام السلطات السعودية للدول الشقيقة .

اما الأمير الوليد بن طلال فقد أكد للعائلة المالكة بأن الضوء الأخضر الأمريكي لضرب اليمن هو فخ خطير نصبته واشنطن للسعودية بهدف إضعافها وتقسيمها، مطالبا كبار العائلة السعودية وقف ما أسماهم الصبية المتهورين من اللعب بمستقبل السعودية وسلامتها .

 وعلى الصعيد الشعبي فلم يمر انتشار خبر سقوط اول قتيل عسكري سعودي على الحدود مع اليمن مرور الكرام على القبائل في المناطق الجنوبية السعودية مما دفع بعض العشائر هناك الى التعبير عن رفضهم لقبول التعزية من اي مسؤول سعودي او السماح لهم بالمشاركة بعد موجة الغضب العارمة التي سادت المنطقة واقتصر التشييع والدفن على مشاركة ابناء المنطقة بالإضافة لبعض رجال الدين .

وبعد انتهاء مراسم دفن هذا القتيل سارعت بعض الاوساط السعودية للتدخل لمعرفة اسباب هذا الغضب من الاسرة الحاكمة، الا انها لم تلق اي إجابة وكان ابناء من المنطقة الجنوبية للسعودية رفعوا صوتهم خلال تجمعات بعد تشييع العريف مطالبين ابناء الامراء واصحاب السلطة والنفوذ داخل المملكة بمشاركة ابناءهم في حماية الحدود وعدم زج البدو والقبائل الفقيرة بالمعركة .

ان الامراء في السعودية ومن اتخذ قرار الحرب ومن غرر بهم كانوا يعتقدون بان الحرب في اليمن ستكون نزهة بالنسبة لهم لكن الامر لم يبدو كذلك منذ بدايته ، ففيما لم يأت بعد الرد الفعلي من جانب الحوثيين ضد السعودية نرى حالة الانقسام السائد في اوساط العائلة الحاكمة وكذلك عدم الرضا الشعبي من العدوان على اليمن .

ومن المؤكد ان حالة الانقسام بين الامراء والحكام وكذلك حالة السخط الشعبي الداخلي ستزداد بشكل كبير جدا عندما يقدم الحوثيون على الرد عسكريا على العدوان والجميع يعلم ان الحرب في بلد قبلي وجبلي مثل اليمن كلفتها عالية جدا، وقد ذهب من الجيش المصري نحو ستين الف قتيل وجريح عندما تدخلت مصر عسكريا في اليمن في الستينيات من القرن الماضي .

ويمكن القول إن الحرب في اليمن لم تبدأ حتى الآن فعليا لأن رد الحوثيين لم يبدأ حتى الآن وحينما يبدأ هذا الرد سيكتشف السعوديون انهيار اقتصادهم واسهمهم وحالة الرفاهية الحالية كما سيكتشفون بأن تدويلهم للحرب اليمنية سوف لن ينفعهم وسيظلون هم وحدهم في الساحة اثناء المعركة البرية التي من المتوقع ان تنشب في مواجهة ابناء اليمن وجيشه والذين سيدافعون بكل شراسة عن وطنهم وعندئذ ستطلب السعودية من اسيادها ان يوجدوا لها الحلول للخروج من الازمة والورطة لكن التصدع الذي ستتركه حرب اليمن في داخل النظام السعودي وفي البلاد بشكل عام ليس بالأمر السهل تداركه .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق