السعودية منبع التوتر والارهاب في الشرق الاوسط
أظهرت دراسات صدرت مؤخراً أن السعودية هي المصدر الاول للتوتر وتوسيع نطاق الارهاب في الشرق الاوسط ، من خلال دعمها للجماعات الارهابية والتكفيرية بالمال والسلاح لتنفيذ جرائم بشعة بحق شعوب المنطقة كما يحصل الآن في سوريا والعراق .
وهناك أدلة قاطعة على أن السعودية تقوم بشكل متواصل وخفي بتدريب وتسليح العناصر الارهابية المعبأة بالفكر الوهابي والسلفي وإرسالها الى البلدان المجاورة لزعزعة الامن والاستقرار في هذه الدول في اطار مشروع استكباري خططت له بريطانيا وتديره الآن المخابرات الامريكية والاسرائيلية وتدعمه بعض الدول الاقليمية بينها عدد من دول مجلس التعاون بالاموال والسلاح وفي مقدمتها السعودية .
وتستعين السعودية في تنفيذ هذا المشروع المشؤوم بما لديها من امكانات مادية هائلة جنتها من استخراج النفط الوفير الذي تختزنه ارض الحجاز والذي تحول الى نقمة على شعوب المنطقة جراء السياسات الرعناء التي تنتهجها سلطات الرياض لخدمة المشروع الصهيو امريكي في المنطقة بدلاً من أن توجه هذه الاموال لخدمة المسلمين وقضاياهم المصيرية وفي طليعتها تحرير فلسطين والقدس الشريف من براثن الاحتلال الاسرائيلي الغاشم .
وقبل فترة نشرت صحيفة ” الاندبندنت” البريطانية تقريراً بقلم الكاتب ” بول فاليلي ” أكد فيه أن الدعم المستمر من قبل نظام آل سعود ومنذ سنوات طويلة للتنظيمات الارهابية والمتطرفة التي تشيع القتل والخراب في العديد من دول الشرق الاوسط لاسيما في سوريا والعراق قد ادى الى خلق ما يمكن وصفه بـ ” وحش مخيف” يعرف باسم تنظيم ” داعش ” الإرهابي الذي يرتكب شتى انواع المجازر التي تتخطى كل حدود الفظاعة .
وأشار فاليلي الى حقيقة المساعي السعودية المحمومة لنشر الافكار الظلامية والايديولوجيات المتطرفة في العالم بأسره من خلال دعمها للتنظيمات الارهابية دون اكتراث للجرائم البشعة التي ترتكبها والتي برزت بشكل واضح في نفس تقرير ” فاليلي” الذي اكد فيه أن النظام السعودي كان منذ سبعينيات القرن الماضي وما زال الراعي الاول للارهاب في العالم .
وفي وقت سابق اتهم جهاز الامن الروسي ” FSB ” السعودية وتركيا ودولاً اخرى بتمويل تنظيم داعش الارهابي في العراق . وقدمت إدارة مكافحة الارهاب في هذا الجهاز تقريراً مفصلاً عن تنظيم ” داعش” وكيفية حصوله على الدعم، مستندة الى معلومات ووثائق وصور جوية وتسجيلات صوتية وأفلام مسجلة ومعطيات من أجهزة الـ ” GPS ” وكذلك الى تحليل التحركات الميدانية .
وأوضح التقرير أن إحدى الطرق التي يتلقى من خلالها ” داعش ” الدعم هي المساعدات النقدية التي تقدمها السعودية. حيث توضع هذه الاموال في حساب عدد من الشركات التجارية لدى إحدى البنوك البريطانية وتقوم شخصيات مرتبطة بداعش بنقلها الى قادة هذا التنظيم الارهابي عبر موظفين يعملون في هذا البنك وضالعين في عمليات التحويل .
وتجدر الاشارة الى أن الدور السعودي في دعم الإرهاب اتخذ زخماً كبيراً من خلال دعوة عدد مما يسمى ” رجال الدين ” الشباب الى التطوع في صفوف ” داعش” لخلق حالة من الفوضى في المنطقة وهذا الواقع يخالف ادعاءات الحكومة السعودية بأنها حريصة على أمن واستقرار هذه المنطقة المهمة والحساسة في العالم .
والعدوان السعودي الماثل أمامنا على اليمن والغارات المكثفة التي تشنها طائرات التحالف الذي تقوده امريكا لدعم هذا العدوان ضد الشعب اليمني نموذج واضح للارهاب الذي تتزعمه الرياض في المنطقة لتدمير بلدانها وقهر شعوبها وتخريب بناها التحتية كي تتمكن امريكا والكيان الاسرائيلي من تنفيذ مشروعهما الرامي الى تقسيم هذه المنطقة ونهب ثرواتها والعبث بمقدراتها والتحكم بمصيرها .
ويعتقد الكثير من المراقبين أن السعودية والحركة الوهابية هما السبب الرئيسي لتفشي الإرهاب في العالم وبالأخص في الشرق الاوسط . ومن المؤكد أن الإرهاب المتفشي الآن بات يشكل خطراً على جميع شعوب العالم ما لم تتوحد الجهود وتتخذ موقفاً حازماً لمواجهة هذا الخطر ودحره، خاصة وأنه صار مدعوماً بمنابر ومؤسسات تعمل على نشره من خلال الدعم الهائل الذي يتلقاه من النظام السعودي الذي يعد الممول الاكبر للجماعات الارهابية وفي مقدمتها “داعش” في الوقت الحاضر .
والمطلوب من جميع الدول أن تدرك هذه الحقيقة وتقف بوجه هذا الخطر الداهم، وأن لا تنخدع بالمواقف السعودية المزدوجة ، حيث تعلن حربها على الإرهاب من جهة، لكنها تدعم سرّاً المنظمات الإرهابية في الوقت ذاته ، وإلاّ فالمستقبل قاتم وخطير جداً على البشرية جمعاء .
وتجدر الاشارة الى أنه وعلى الرغم من ان نظام آل سعود أخذ على عاتقه مهمة نشر ودعم الارهاب وتمويله بمباركة الغرب إلاّ أنه عند الحديث عن الارهاب لا يمكن التغافل عن أن أمريكا تقف وراء تأسيس التنظيمات الارهابية وتقوم بدعمها وإطلاقها في العالم لنشر الفوضى والدمار بما يخدم مصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي في الشرق الاوسط.
وفي الختام لابد من التأكيد أن ما تقوم به السعودية في مجال دعم ونشر الارهاب بحاجة الى تظافر جميع الجهود الخيرة والمخلصة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد السلم الاقليمي والدولي الذي أضحى بأمس الحاجة للاحتكام الى العقل والمنطق ويقظة الضمير واستشعار المحبة والرحمة كي تنعم البشرية بالأمن والاستقرار .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق