التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

اجتماع رابطة الدول المستقلة ..ضعف الهيكلية وتعاظم التحديات 

عقد الاجتماع الدوري لرابطة الدول المستقلة التي تضم كلا من أذربيجان وارمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان ومولدافيا وروسيا وطاجيكستان وتركمنستان واوكرانيا واوزبكستان في مدينة بيشكك عاصمة قيرغيزستان يوم الجمعة الماضي (٣ أبريل)، وقد أكدت الدول المشاركة في الاجتماع تعزيز التعاون بين اعضاء الرابطة في المجالات الامنية والقضايا الانسانية والتعاون الثقافي بين عامي ٢٠١٦ و٢٠٢٠ .

 وتكمن اسباب تشكيل رابطة الدول المستقلة في الاحداث التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي حينما وقع رؤساء روسيا الفيدرالية وبيلاروسيا واوكرانيا في الثامن من ديسمبر ١٩٩١ في ويسكوسياخ في بيلاروسيا اتفاقا ينص على تشكيل هذه الرابطة بهدف منع حدوث ازمة اقتصادية واجتماعية وانسانية قوية والتعاون بين هذه الدول .

 وفي ٢١ من ديسمبر من العام نفسه وقع رؤساء ١١ جمهورية مستقلة في عاصمة كازاخستان آلماتي على اتفاق، ينص بأن أذربيجان وارمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان ومولدافيا وروسيا الاتحادية وطاجيكستان وتركمنستان واوزبكستان واوكرانيا سيقدمون على ايجاد رابطة للدول المستقلة، وقد انضمت اليهم جورجيا في عام ١٩٩٣ ايضا .  

 اما دول البلطيق وهي استونيا وليتوانيا ولاتفيا فإنها رفضت الانضمام للرابطة، وهكذا تشكلت الرابطة من ١٢ جمهورية من اصل ١٥ جمهورية كانت تشكل الاتحاد السوفيتي السابق. وقد جربت هذه الرابطة منذ تشكيلها حتى الآن مختلف الظروف الدولية لكن الاسباب التي أدت الى تشكيلها واستمرارها تضعف الآن شيئا فشيئا، حيث يغادر الحكام والانظمة المتبقية من الحقبة السوفياتية الساحة وتتغير الهيكليات والانظمة الاقتصادية والسياسية ومنظومات الاتصال وتزداد العلاقات مع العالم الخارجي .

وفي موازاة ذلك يزداد دور شعوب هذه الدول في تقرير مصيرها السياسي ما يضعف رابطة الدول المستقلة ويجبرها على التراجع، كما ان هناك اسباباً اخرى لضعف هذه الرابطة مثل سياسات وتدخلات حلف الناتو الذي أطلق مشاريع مثل “مشروع المشاركة من اجل السلام”، وهو مشروع زاد من ضعف الرابطة ، كما كان تشكيل منظمة “جوام” للتعاون والتي تضم كلا من جورجيا واوكرانيا واذربيجان ومولدافيا بتشجيع امريكي ايضا احد اسباب إضعاف رابطة الدول المستقلة . 

 وكانت المواجهة العسكرية بين روسيا وجورجيا في عام ٢٠٠٨ ضربة كبيرة لرابطة الدول المستقلة، حينما هاجمت جورجيا منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وردت روسيا بشن حرب أدت الى انفصال ٢٠ بالمئة من اراضي جورجيا، ما أدى الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وجورجيا وخروج جورجيا رسميا من رابطة الدول المستقلة في اكتوبر عام ٢٠٠٩ .

 ورغم توقيع عدد من الاتفاقيات في اجتماع وزراء خارجية دول الرابطة في بيشكك والسعي الروسي الكبير لإنعاشها واستمرار حياتها، فإن الحقيقة هي ان هذه المنظمة الاقليمية تواجه تحديات هيكلية كثيرة قد أدت الى تراجع نفوذها وضعف المنظومة الجيوسياسية لآسيا الوسطى خلال العقدين الاخيرين. وقد اعتبر المحلل القيرغيزي “مارس ساريف” ان اجتماع بيشكك كان صوريا وان الدول الاعضاء في الاتحاد لا تلعب دورا في التطورات الجارية في المنطقة وان الرابطة لم تعد تصلح الا لأن تكون مسرحا لعرض مواقف تركمنستان واوزبكستان وباقي الدول فيما يخص القضايا الاقتصادية فقط .  

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق