التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

هل تنجح سلطنة عمان في وقف العدوان السعودي علي اليمن؟ 

مع تواصل العدوان السعودي على اليمن الذي أودى حتى الآن بحياة الكثير من المدنيين العزل ودمر البنى التحتية للشعب اليمني المسكين، ونتيجة التداعيات الخطرة التي نجمت عن هذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة، بادرت العديد من الدول الى تقديم مبادرات لتسوية هذه الازمة. 

ومن بين الدول التي تقدمت بهذه المبادرات سلطنة عمان البلد الوحيد من بين دول مجلس التعاون الذي رفض المشاركة في العدوان على اليمن وحذر منذ البداية من مخاطره وانعكاساته الكارثية على الأمن والسلم الاقليمي والدولي. 

ووفق المعلومات المتوفرة التي ذكرتها وكالات الانباء نقلاً عن مصادر خاصة في الرياض تسلم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة من سلطان سلطنة عمان قابوس بن سعيد نصحه فيها بوقف الحرب ضد اليمن وحذره من أنها فخ أمريكي واضح المعالم يستهدف المنطقة برمتها. 

وتناغمت هذه النصيحة مع ما ذهب اليه الأمير الوليد بن طلال الذي أكد بأن الضوء الأخضر  الأمريكي لضرب اليمن هو فخ خطير نصبته واشنطن للسعودية بهدف استنزافها والتمهيد لتقسيمها.   وهذا الفخ باعتقاد الكثير من المراقبين شبيه بالفخ الذي نصبته واشنطن للدكتاتور المعدوم صدام حسين عندما أعطته الضوء الأخضر لغزو الكويت. 

وتزامنت نصيحة السلطان قابوس للملك سلمان أيضاً مع رفض الأمير متعب بن عبد الله نجل العاهل السعودي السابق للحرب على اليمن ومطالبته باتخاذ اجراءات سريعة لوقف هذه المغامرة الخطيرة التي بدأت بإيعاز من الادارة الامريكية. 

وكانت ايران وسلطنة عمان قد اتفقتا في وقت سابق على ضرورة التحرك لاتخاذ آليات سياسية لوقف الحرب على اليمن . كما أكد وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي قبل أيام استعداد بلاده لمساعدة الأمم المتحدة في الوساطة بين صنعاء والرياض لتسوية هذه الازمة. 

وتجدر الإشارة الى ان الموقف الصائب الذي اتخذته سلطة عمان بعدم المشاركة في العدوان على اليمن أتاح لها الفرصة للقيام بدور الوسيط لوضع حد لهذه الازمة . ويعتقد المراقبون ان السلطنة وجدت في نفسها القدرة على لعب هذا الدور ” الوساطة ” لما تتمتع به من علاقات متميزة مع طهران وواشنطن ظهرت بوضوح خلال استضافتها لجولات من المفاوضات لتسوية ازمة الملف النووي الايراني التي مهدت السبيل للتوصل الى اتفاق لوزان الذي وقعته ايران مع السداسية الدولية الخميس الماضي ، كما سبق لمسقط أن استضافت لقاءات سرية جمعت بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين لمناقشة سبل حل الخلافات بين البلدين وبحث القضايا الاقليمية والدولية التي تهم الجانبين وفق بعض المصادر.

ويرى المحللون ان وساطة سلطنة عمان قد يكتب لها النجاح خصوصاً بعد أن وجدت السعودية نفسها عاجزة عن حسم المعركة لصالحها رغم مساعدة دول كثيرة لها وفي مقدمتها امريكا التي شعرت أيضاً انها ارتكبت خطأً استراتيجياً عندما تصورت ان هذه المعركة يمكن حسمها عن طريق الجو دون الحاجة لمشاركة قوات برية . 

والسبب الآخر الذي يدعو السعودية لقبول وساطة سلطنة عمان يكمن بارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين اليمنيين جراء الغارات المكثفة التي يشنها الطيران السعودي وطيران الدول الحليفة لها على المدن والأحياء اليمنية والذي تسبب في زيادة الدعم الشعبي الذي تحظى به حركة انصار الله التي تقود الثورة في اليمن والتي تمكنت من إزاحة نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي الحليف والمقرب من السعودية. 

يأتي هذا في وقت ذكرت فيه بعض المصادر أن القلق بدأ يتصاعد أيضاً داخل الأسرة السعودية المالكة من مغامرة الحرب ضد اليمن، مشيرة الى أن سيطرة الحوثيين على مناطق بينها جيزان ونجران وعسير  ستكون خطيرة لأن معظم قاطنيها مرتبطين نسبياً ومذهبياً ومصاهرةً مع قبائل اليمن .

وكنتيجة طبيعية للسياسة الحكيمة التي تنتهجها سلطنة عمان يمكن القول إن الوساطة التي تسعى من خلالها لوقف الحرب على اليمن قد ترى النور في وقت قريب رغم الانتقادات التي يوجهها بعض أفراد الاسرة السعودية لهذه المبادرة ومطالبة آخرين بإدامة العدوان على اليمن دون إدراك منهم لحجم المخاطر  المحدقة بالسعودية نفسها والتي قد تؤدي الى تقسيمها فضلاً عن التداعيات الكارثية التي ستواجهها المنطقة في حال استمرار هذا العدوان.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق